قراءة لسورة ( هود ) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك : ( الجزء الأول ):

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٢ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر  ).

الباب الأول : (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاطار النظرى  )

الفصل الأول : (  الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اسلاميا وقرآنيا  )

سادسا : إصلاح الأغلبية الصامتة لتحاشى هلاك المجتمع 

  قراءة لسورة ( هود ) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك : ( الجزء الأول ):

مقدمة

1 ـ  سورة (هود ) تتشابه مع سورتى ( الأعراف ) و ( الشعراء ) فى سرد قصص الأمم التى تعرضت للهلاك بسبب الظلم وتكذيب الأنبياء . ولكن تنحو سورة هود الى التركيز على العبرة فى نهايتها . والسور الثلاث تبدأ بالتركيز على القرآن الرسالة الخاتمة للبشر والمنذرة لهم  قبيل قيام الساعة ، ومع الاشارة الى بعض ملامح القيامة . ونستعرض هنا سورة هود سريعا ثم نتوقف فى خاتمتها مع كيفية تفادى الهلاك ، ونحن نرى ملامحه تترى فى بلادنا .

2 ـ أكتب هذا المقال فى ثانى أيام مايو 2012 وقلبى يخفق هلعا على بلدى مصر ، إذ تترى أخبار حرب أهلية مصغّرة فى ميدان العباسية بالقاهرة ، البطل فيها هو الغموض ، لا تعرف من الجانى ومن الضحية . وهذه هى البداية التقليدية للحروب الأهلية ، حيث تلعب الأيدى الخفية فى الداخل وهى تلعن المؤامرات الأجنبية ، ثم تظهر وتتمايز العتاصر الفاعلة المجرمة ، ويسعى الفرقاء الى قوى أجنبية يطلبون عونها ـ مع استمرارهم فى التغنى بلعن التآمر الأجنبى ـ وفى النهاية تنتشر الحرب الأهلية على اتساع الوطن،    ويتأسّس لها إقتصاد حرب محلى واقليمى ودولى مرتبط بها ويعمل على استمرارها لضمان الربح  والنفوذ على حساب الضحايا ، وهم الوطن والمواطنون . وهذه هى ملامح الاهلاك الجزئى الذى حدث فى السودان والصومال ولبنان وليبيا ، وحاليا فى سوريا ، وتبدو إرهاصاتها فى مصر واليمن، ثم الاردن والخليج . .دعنا نبحث عن الحل فى سورة ( هود ).

أولا :

1 ـ تبدأ سورة (هود ) بتمجيد القرآن كتابا تم إحكام آياته من رب العزة ، ثم الدعوة لعبادته وحده والدعوة للاستغفار والتوبة أملا فى النجاة فى الدنيا وفى الآخرة: (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) . ومع ذلك فالمشركون عن القرآن معرضون : ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)

2 ـ وفى الآية السادسة يؤكّد رب العزة بعض ملامح الحتميات ، وهى تكفله جلّ وعلا برزق كل كائن حى ، ومعرفة بدايته ونهايته::(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) ثم تؤكّد الآية السابعة الحرية المطلقة لنا فى الدين والفكر والعمل ، فقد خلق الله جلّ وعلا لنا السماوات والأرض لاختبارنا ، والاختبار يعنى حرية الاختيار (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) . ومع ذلك فالمشركون عن القرآن معرضون :فهم لا يؤمنون بالآخرة :(وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وهم يطلبون العذاب إستهزاءا ، مع إنه حين يأتيهم يوم القيامة فلن يتركهم ولن ينصرف عنهم، وسيحيق بهم إستهزاؤهم  : ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (8)

3 ـ والانسان فى مصطلح القرآن هو البشر العاصى . وهذا البشر العاصى ( الانسان ) يؤوس كفور ،  فإذا أنعم الله عليه نعمة ثم نزعها منه كفر وأصابه اليأس :( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) ، ويحدث له العكس إن أختبره الله جلّ وعلا بالنعمة بعد ضرر أصابه ، فإذا به يغترّ . (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ )(10) المؤمنون الصابرون فى إبتلاء المحنة و الشاكرون فى إبتلاء النعمة مستثنون من هذا ولهم عند ربهم جلّ وعلا مغفرة وأجر كبير (إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)

4 ـ والمشركون فى عنادهم يطلبون من النبى عليه السلام آية حسية بديلا عن القرآن كأن يكون له كنز أو يكون معه ملك من الملائكة ،  وهم فى إلحاحهم عليه أصابوه بالضيق ، ويؤكّد له ربّه جل وعلا أنه مجرد نذير ، وأن الأمر كله لله جلّ وعلا : (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12) وهم لا يكتفون بطلب آية حسيّة عنادا أو طلب العذاب إستهزاءا، بل هم أيضا يواصلون الاتهام بأن محمدا قد إفترى القرآن من عنده ، وأن القرآن ليس كلام الله جلّ وعلا ، ويأتيهم التحدّى بأن يأتوا بعشر سور مثل سور القرآن مفتريات إن إستطاعوا ، وإلّا فقد قامت عليهم الحجة ، ويثبت أن القرآن من لدن الله جلّ وعلا : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)

5 ـ بالاضافة للمشركين السابقين فهناك من الناس من لا يؤمن بالآخرة ولا يعمل لها ، إذ قصر همّه وعزمه وعمله على هذه الدنيا ، وعمل لها عملا صالحا . الله جلّ وعلا سيوفيه جزاءه الصالح  فى الدنيا مقابل عمله الصالح فيها ، ولكن ليس له فى الآخرة إلّا النار :(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)

6 ـ وهناك من أهل الكتاب من يؤمن بالقرآن ولديه شاهد عليه فى الكتب السماوية السابقة ، ومنهم من يكفر بالقرآن ، ومصيره النار : (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)

7 ـ ولكنّ أظلم الناس هو من يظلم ربّالعزّة ، بأن يفترى على الله ورسوله كذبا يزعم أنه وحى من الله ـ كما يحدث فيما يعرف بالسّنة والأحاديث النبوية والأحاديث القدسية : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) ، وسيأتى الشهداء أو الأشهاد عليهم يوم القيامة يشهدون يوم الحساب على ضلالهم وإضلالهم الناس ، ويؤكد الشهداء أو الأشهاد أو الشهود أن أولئك الظالمين كذبوا على الله جلّ وعلا وصدّوا عن سبيله يبغون العوج والفساد كفرا منهم بالآخرة وتمسكا منهم بالدنيا التى لم تغن عنهم شيئا ، وهم الأخسرون فعلا : (أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) وفى المقابل فالجنة للذين آمنوا وعملوا الصالحات (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23) ولا يستويان مثلا : (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (24)

ثانيا :

بعد هذا التوضيح لمواقف البشر من القرآن عند وبعد نزول القرآن علينا أن نبحث حالنا فى ضوء ما ذكره رب العزة فى هذا الجزء الأول من سورة (هود ) ، هل نحن من فريق الأعمى والأصم أم من فريق البصير والسميع ؟ هل نحن من الذين آمنوا وعملوا الصالحات أم من الذين كفروا وعملوا الكبائر والسيئات ؟ لنستعرض الآيات الكريمة السابقة لنرى حالنا .

1 ـ(الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) . هذا ما يقوله رب العزّة جل وعلا . أمّا علماء ( المسلمين ) فيؤمنون أن القرآن ( حمّال أوجه ) يعنى أنه يحوى آراء مختلفة ومتناقضة ، وما عليك إلا أن تنتقى منه ما تشاء بما يؤكّد رأيك المسبق ، وبهذا يجعلون أنفسهم وآراءهم فوق القرآن ، وبدلا من الاحتكام للقرآن ـ وهو فرض ( الأنعام  114)، فإنهم يستغلّون القرآن لأهوائهم الدينية والسياسية .

2 ـ (أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) . وهذا يخالف الأغلبية العظمى من المسلمين الذين يتوسلون بالقبور وعلى رأسها القبر المنسوب للنبى محمد عليه السلام ، ولا يتصورون الحج بدون الحج الى ذلك الرجس ـ أو القبر المنسوب له عليه السلام فى المدينة . هذا هو الشرك أو الكفر العقيدى العملى . وهناك الشرك أو الكفر العقيدى العلمى وهو إتّخاذ ما أسماه رب العزة ( لهو ) أو إفتراء أحاديث وجعلها وحيا إلاهيا ، وهذا يتخصص فيه السنيون أكثر. وهناك الكفر والشرك السلوكى بالإكراه فى الدين وفتنة الأقلية فى دينها ، والاعتداء والظلم وقتل الأبرياء عشوائيا ، وهذا يتنافس فيه السنيون والشيعة فى العراق وايران ومصر والخليج . ويتفوق المسلمون بأديانهم الأرضية تلك على اليهود والنصارى وأديانهم الأرضية . وإذا كان بعض المسيحيين واليهود فى عصر نتزول القرآن يتخذون أحبارهم ورهبانهم أربابا مع عبادة وتأليه المسيح (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)(التوبة ) فإن عدد الشيوخ والأئمة والأولياء المقدسين لدى المسلمين السنيين والشيعة والصوفية أضعاف عدد الأحبار والرهبان لدى اليهود والنصارى ، وبينما تناقصت وتراجعت لدى الغرب وأمريكا هذه الخرافات الدينية وتم حصر وعزل أديانهم الأرضية داخل الكنائس والمعابد وانفضوا عنها يخترعون ويتمتعون بالدنيا فإن المسلمين لا يزالون على قبورهم المقدسة يعكفون ولا يزالون بأئمتهم يتوسلون ، وإذا كان أئمة اليهود والنصارى فى عهد نزول القرآن موصوفين بأنهم : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) ( التوبة ) فالأئمة السنيون والشيعة والصوفية  يتفوقون اليوم فى حربهم للقرآن وتمسكهم بتراثهم . ولو وقف مسلم من أهل القرآن أمام قبر مقدس للنبى أو الحسين وقرا قوله جل وعلا :(أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) فستكون عاقبته وخيمة .!! مع أنه لم يقل سوى القرآن . وليست هناك عداء شخصى بينهم وبينه ، إنّما هو العداء للقرآن طالما يعارض عقائدهم .

3 ـ (وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) هل يستغفر أغلب المسلمين ربهم وهل يتوبون اليه ؟ لو فعلوا هذا لصاروا فخر البشرية ، ولكنهم الآن عار البشرية . الأنباء السيئة تتواتر من عندهم وحدهم ، من قتل وظلم وحروب ، وهم فيها يستخدمون إسم الاسلام ويجعلونه مسئولا عما يقعون فيه من جرائم ، حتى لقد تعارف العالم على تسمية الارهابيين وتيارتهم المختلفة بالاسلاميين . يجعلون أديانهم الأرضية بمنأى عن العيب ، ويصدّرون إسم الاسلام ليتحمل أوزارهم ..!!.ولأنهم لا يستغفرون ولا يتوبون ولا هم يتذكرون فهم من المتاع الحسن المؤقت الدنيوى محرومون . يستوى فى ذلك الحكام والمحكومون،لا يتمتع حكام سوريا والخليج ومصر والاردن والسودان وغيرهم براحة البال والطمأنينة. ولا يتمتع بها المحكومون السوريون والمصريون والسودانيون والعرب فى الخليج والجزيرة العربية . حرموا أنفسهم من الأمن والمتاع الحسن الذى أعدّه الله جل وعلا للمؤمنين فى الدنيا والآخرة وقال عنه : ( سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ( محمد  )( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ( الأنعام )( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)( النحل ) (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) ( غافر )

4 ـ (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) . الذى يؤمن باليوم الآخر وأن مرجعه الى الله جل وعلا يوم العرض ويوم الحساب ويوم لقاء الله لا بد أن يعمل لهذا اليوم عملا صالحا مع قلب سليم . كم هى نسبة أولئك بين بليون ونصف بليون مسلم ؟ وفى المقابل كم هى نسبة المؤمنين بشفاعة النبى والأولياء بين ( المسلمين ) السنيين والشيعة والصوفية ؟ والايمان بهذه الشفاعة كفر صريح باليوم الآخر وكفر بالله ورسوله وباليوم الآخر .. هناك فرق بين الشعارات وبين الواقع ..!!

5 ـ ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5). كان مشركو قريش صرحاء فى رفضهم للقرآن وكانوا يعلنون ذلك ، فإذا رأوا النبى وسمعوه يقرأ القرآن غطوا وجوههم بثيابهم . أما مشركو ( المسلمين ) اليوم فقد ارتضوا سبيل النفاق ، وينطبق عليهم قوله جل وعلا (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)( البقرة ). وهناك بين مسلمى اليوم ملايين من الملحدين الذين يعلنون كفرهم بالقرآن ، وهناك أضعاف أضعاف عددهم يرون القرآن لا يصلح لعصرنا وأنه مجرد وثيقة تاريخية . هذا عدا الأغلبية من السنة والصوفية والشيعة الذين لا يعرفون من القرآن ولا يؤمنون بالقرآن إلّا ما يتفق مع عقائدهم وأديانهم الأرضية وما يتفق مع تحريفاتهم فقط . السنيون يؤمنون بتحريفاتهم بأن لفظ الرسول يعنى أحاديث البخارى وغيره، فطاعة الرسول عندهم ليس طاعة الرسالة أو القرآن بل هى عندهم طاعة البخارى ومسلم والشافعى وابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن سعود وابن مفعوص .!!. والصوفية يؤمنون بأن أولياءهم هم المقصودون بقوله جل وعلا (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) ولا يكملون ما بعدها (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)( يونس ) وهم يكفرون بالقرآن إن قلت لهم ما ينطبق على حالهم وهو تقديس الأولياء وأنه يكرّرون عبادة الجاهليين للأولياء وينطبق عليهم ما قاله جلّ وعلا عن الكفار الخاسرين : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) ( الكهف  ) ، والشيعة يؤمنون بتحريفاتهم بما يتفق مع تقديسهم ( لآل البيت )  مثل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ( التوبة ) وهم يرون أن ( الصادقين ) هم (على وذريته ) . وهم يكفرون إذا قلت لهم آية تخالف تأويلهم مثل (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33)( الزمر )، فالذى جاء بالصدق قطعا هو خاتم النبيين ، وهو المحدّد بالاسم محمد رسول الله . ومن عداه ممن يستحق وصف التقوى لن نعرفه إلّا يوم القيامة . ولو كان (على ابن أبى طالب ) جزءا من عقيدة الاسلام لنزل النّص على إسمه تحديدا ، ولكنه شخصية تاريخية فقط مثل بقية الصحابة وليس جزءا من الدين السماوى . ولكن عادة الأديان الأرضية أن تجعل الشخصيات التاريخية آلهة وتجعل تاريخها دينا . يشترك فى ذلك الكاثوليك والبروتستانت والارثوذكس والسنة وطوائف الشيعة  والصوفية وغيرهم ، تشابهت قلوبهم وإختلفت آلهتهم .!! .

6 ـ  (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6 )، من السهل على المسلمين تكرارهذه الآية الكريمة ، بل المعتاد قولهم بأن الرزق بيد الله جل وعلا . ولكن معظمهم لا يعتقد ذلك ، بدليل أنهم يتحاشون قول الحق ويسكتون على الظلم حفاظا على الرزق ، ويقول أحدهم ( يا عم وأنا مالى .. أنا صاحب عيال ) ( خلينا نشوف رزقنا ) وعلى هذا يسير ما يعرف الآن بحزب الكنبة فى مصر .. إيمانهم الحقيقى والواقعى والعملى أن الرزق بيد الحكومة وبيد صاحب العمل ، وليس بيد الله جلّ وعلا . ويعصون أمر الله جلّ وعلا بالسير فى الأرض التى جعلها الله جل وعلا لهم ذلولا وأمرهم بالسير فى مجاهلها بحثا عن الرزق :( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)( الملك ) وبدلا من ذلك فإن أغلب المسلمين يلتصقون بحكامهم يتحمّلون الجور والظلم ويتغنون بالصبر الذليل ، ويعتقدون فى الحاكم الظالم مالكا للرزق ، ويخشون إنتقاده حرصا على الرزق الآتى منه بزعمهم .

7 ـ  (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) . هنا تأكيد على حرية الدين ومسئولية كل فرد أمام رب العالمين يوم القيامة . ولكن لا يزال الاضطهاد الدينى المذهبى سائدا فى بلاد العرب والمسلمين . إنقشع من كل بلاد العالم ولا يزال مترسخا ومتجذرا فى بلاد المسلمين. وكان مشركو قريش صرحاء فى الكفر بالبعث وباليوم الآخر ، ولكن مسلمى اليوم يكفرون باليوم الآخر بأن يختلقوا يوما للآخرة على هواهم يجعلون فيه النبى محمدا وأئمتهم وأوليائهم مالكى يوم الدين بدون رب العالمين .

8 ـ ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (8). وإذا كان مشركو قريش يستهزئون بالقرآن علنا وجهرا فإن مسلمى اليوم يقيمون حفلات للتغنى بالقرآن ، يتحول بها الى أغنية ، ويتحول بها الاهتمام الى صوت ( المقرىء ) وليس لمعانى القرآن .

9 : 11  :( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ )(10)  (إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) . هذا واضح فى تاريخ الانسانية . تلمسه وتراه فى معظم البشر .

12 ـ 14 : (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12) (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) . سبقت الاشارة الى موقف مسلمى اليوم من القرآن ..

15 : 17(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)  (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17). ترى الآيات الكريمة تشير الى نماذج موجودة بين المسلمين اليوم وبعض أهل الكتاب .

18والآيات الكريمة من 18  :24 من سورة هود تتحدث عن المصير يوم الحساب ، حيث سيقوم الأشهاد بالشهادة على شيوخ الإفك والبهتان ، شيوخ الأديان الأرضية .:(أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22)  (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23) (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (24).

ثالثا :

 بتضح بهذا أن مواقف الكافرين  من القرآن عند نزول القرآن ينطبق على معظم المسلمين اليوم . وفى الجزء التالى من السورة نتوقف مع المشركين فى قصص بعض الأنبياء السابقين والاهلاك الذى حدث لهم ، من قوم نوح الى قوم فرعون... لنرى هل يتشابه معهم مسلمو اليوم ؟ 

اجمالي القراءات 13771