أشعر بالمرارة

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٩ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
بصراحة أنا مظلومة ، ولا ذنب فعلته حتى استحق هذا الظلم. وأبكى لما انظر للمراية وأرى وجهى . ومستحيل علىّ الزواج ز أنا الآن فوق الثلاثين من العمر ..وقصيرة وسودة و ملامحى خالية من الجمال ..أنا حاصلة على الماجيستير وأعمل فى وظيفة عالية ومرتب عالى ..ولكن الكآبة والمرارة تسيطر علىّ. أسالك يا استاذ أحمد لماذا ظلمنى ربى وخلقنى دميمة وقصيرة ولم يخلقنى شقراء وطويلة وحسناء ..إشمعنى أنا ؟ أنا مؤمنة ولكن هذا الموضوع يجعلنى أشك ويزيد من مرارة حياتى .
آحمد صبحي منصور

هناك حقائق لا جدال فيها

1 ـ لا تخلو أى إمرأة من جمال حسى  ، ولا يخلو أى مخلوق من جمال حسى . والله جل وعلا صورنا وخلقنا فأحسن خلقنا . كما إن الجمال والحسن ليس فى الجسد ولكن أيضا فى النفس والآخلاق . أو ما يسمى بجمال الروح . هناك امرأة تلفت لها الأنظار بجمالها ، ولكن لا يقوى إنسان على المكوث معها ساعة لأنها أنانية أو مغرورة أو حمقاء أو جاهلة أو مجرد صندوق مزخرف للجواهر ولكن خال من الجواهر. والعادة أن الجمال الحسى لا بد أن يزول بالشخوخة ، ولكن الجمال الباطنى أبقى . ويأتى الجمال الباطنى من الرضا  والسمو الخلقى و العطاء والايمان بالله جل وعلا و باليوم الآخر. حسن الخلق هو الذى يجعلك ملكة جمال العالم .وجربى هذا فى تعاملك فى محيط الاسرة والعمل .

2 ـ خلقنا الله جل وعلا ليختبرنا ، وفرض علينا حتميات لا مفر منها ولسنا محاسبين عليها يوم القيامة مثل الميلاد والموت والرزق والمصائب. من حتميات الميلاد  ملامح الوجه ولون البشرة وحجم الجسم وتحديد الوالدين والأسرة . ويتباين موقف كل انسان من نصيبه من الحتميات ، ولكن لكل انسان الحرية فى تحديد موقفه وموقعه يوم القيامة حيث الخلود فى الجنة أو الخلود فى النار . فى إمكانك يا ابنتى أن يمتلىء وجهك نورا وحسنا وجمالا  خالدة مخلدة فى الجنة ، أو أن تكونى فى الجانب الآخر . فى هذه الحياة القصيرة الفانية وبزمنها المتحرك نعيش بوجوهنا وأقدرانا الحتمية ولكن بامكاننا أن نحدد لأنفسنا نعيما أبديا خالدا يوم القيامة. بامكاننا أن ننجح فى الاختبار لو آمنّا بالله جل وعلا وحده لا شريك له وعملنا الصالحات واتقينا الله فى عقائدنا وسلوكياتنا .

اجمالي القراءات 11881