مفاهيم القرآن – الجزء الخامس - مفهوما الآية و السورة
- كل رسول كان معه آية و أو أكثر من آية لإثبات صدقه. و الآيات التي نزلت على محمد هي آيات من نوع خاص تختلف عن آيات الرسل السابقين، و هنا أود التنويه إلى خرافة احتواء السورة القرآنية على مجموعة من الآيات.
- سمى الله تعالى كل آية من آياته القرآنية بالسورة، فالسورة هي الآية القرآنية. فموسى جاء بتسع آيات، و بنو إسرائيل احتجوا على محمد – عليه السلام – بموسى، فطلبوا من محمد أن يأتيهم بآيات مماثلة لآيات موسى، فرد الله تعالى عليهم قائلاً: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ. مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ)
- بعيداَ عن المجاز، و في الحقيقة، فإن القرآن ليس كلام الله تعالى، بل هو كلام جبريل عليه السلام، و القول بأن القرآن كلام الله تعالى هو تعبير مجازي لتوضيح أنه يحتوي على معادلات الكون المحددة و المقررة من الله تعالى.
- إذن الذي يتحدى بالقرآن هو جبريل و ليس الله تعالى، و لكن جبريل الذي صاغ جزءاً من معادلات الكون الى لغة عربية ميسرة لم يتحد في لغة القرآن، بل تحدى في حديثه (مواضيعه) و التي هي معادلات الكون.
- علوم الفيزياء و الكيمياء و الأحياء و الطب و الهندسة و الجيولوجيا...إلخ ليست معادلات الكون بل هي نظريات للمعادلات الكونية. هذه النظريات تحتمل الصواب و الخطأ، أما قوانين الكون المكتوبة لغةً عربيةً ميسرة فهي حقائق لا تحتمل الخطأ إطلاقاً. و هذا هو محور التحدي في القرآن.
- تفوقَ الإنسانُ على الملائكة – و منها جبريل – في لغته و كلامه و لفظه (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين.قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) و هذا يوضح لنا خرافة تفوق لغة القرآن على لغة العرب و لغات شعوب الإنس
- فمن الطبيعي و من غير المستغرب أن يكون كلام أدباء و شعراء العرب أكثر تميزاً من كلام جبريل (القرآن)
- إذن المقارنة بين لغة القرآن و لغة ديوان من دواوين شعر المتنبي ليس مقارنة بين الله و مخلوقاته، المفارنة هي بين قُدُرات مخلوقَين: جبريل عليه السلام و المتنبي، فجبريل يتفوق في حديث القرآن (مواضيعه) أما المتنبي فيتفوق في شكل الكلام لا مضمونه أو حديثه أو مواضيعه، فمواضيعه سخيفة، أما شكله فهو يتفوق على القرآن، فالقرآن مثلاً نزل كتاباً غير مُفَهْرَس، أما ديوان المتنبي فهو مرتب و مفهرس. شعر المتنبي فيه وزن و قافية فشكله يتفوق على شكل لغة القرآن.
- التحدي العام للناس هو في الإتيان بسورة واحدة.(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَـزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه)
- و محمد عليه السلام عدد آياته هو 114 آية،و هي آيات من نوع خاص كل منها سمي سورة.