دستور يا مصريين
دستور يا مصريين، دستور يا أسيادنا دستور، من الواضح أن أغلبية المصريين مع احترامي للجميع ودون غضب لا يعون وخاصة المثقفون منهم والمفكرين والكتاب الذين لم يدركوا ما يدور في فلك النخبة السياسية التي تحكم مصر منذ أكثر من نصف قرن حتى ألان، إن أغلبية الكتاب والمفكرين لا يتكلمون تقريباً إلا في شيء واحد بما يخص سياسة مصر، نريد تغير الدستور أو كتابة دستور جديد، وتركيزهم على هذا الموضوع زاد عن الحد المطلوب ولم يتغير شيء من الوضع، وهذا أمر في حد ذاته يعد إهانة لهؤلاء المثقفون أنهم لم يتعلموا بعد ولم يفهموا بعد أن العدالة في مصر وتوزيع ثروات مصر على المصريين كما يجب أن تكون لم ولن تأتي بدستور جديد، والدليل على أرض الواقع شاهد عيان على ما حدث لمصر والمصريين على مدار ستة عقود مضت، تم نهب مصر وإفقار المصريين وتم إذلال الشعب المصري داخل مصر وخارج مصر وتم قتل وتعذيب المصريين على مراء ومسمع من العالم وتم إنشاء عشرات القنوات الفضائية بمئات الملايين من الجنيهات من دم المصريين ولم تعمل هذه القنوات إلا على خداع المصريين ولم يستفيد من هذه القنوات أحد خلاف نوادي القطاع العام التي ينفق عليها المليارات أيضا من دم المصرين، إلى جانب مدينة الإعلام التي كلفة الدولة مليارات، ونحن لسنا ضد الرياضة أو الفن ولكن هناك أهم من كل ذلك كله، حقوق الناس قبل أي شيء، كان هناك دستور مكتوب وتم ارتكاب كل هذا، وأيضاً تم تشريد العلماء إلى خارج مصر وتهجير ملايين من المصريين خارج مصر وحتى الآن هناك دستور في مصر يعمل ضد مصر وضد الشعب المصري، دستور يفرق بين المصريين وبين من هو يتقاضى مئات الآلاف وربما ملايين الجنيهات في الشهر وبين من لا يملك ثمن رغيف العيش، وأيضا في ظل دستور موجود ولدت أجيال عاشت وماتت في الفقر، والجميع يعلم بذلك.
عن أي دستور إذا تتكلمون يا مثقفون ومفكرين وكتاب مصر المحترمين، دستور الخزي والعار؟!.. إذا تكلمتم عن دستور جديد فيجب أولاً أن تثقفوا الشعب وتعلموه بأنه صاحب الحق في كل شيء على أرض مصر، يجب عليكم أن تقولوا للناس أن موارد الدولة من كل شيء هي ملك لجميع المصريين، مع الأسف أن مجهودكم قد ذهب سدى في ما قد مضى، ويجب تغيير المفهوم عند المثقفون والكتاب والمفكرين، وليس عيباً أن تتعلموا من جديد حتى ترسخوا عند الشعب أنه صاحب الحق في هذا الوطن وما عليه قبل كتابة أي دستور يا مصريين.
خلاف ذلك لم ولن يتغير شيء، بل أن الأجيال القادمة سوف تلعن كل من حضر هذه الحقبة من تاريخ المصريين، وخاصة المثقفون منهم لأنهم لم يثقفوا الناس بثقافة نحن شركاء في ثروات الدولة ولا فضل لأحد على أحد في هذا، ومن ثم كتابة دستور أو مسرحية، بعد ذلك إذا أردتم فعلاً التغير لصالح مصر والمصريين ثقفوا الناس أولا وعلموهم أن يبحثوا عن حقوقهم بأنفسهم ولا ينتظروا نائب أو رئيس من أجل أن يجلب لهم حقوقهم، ثقفوا الناس حتى إذا انتخب أي ناخب أن يكون ذلك الناخب يعيش مثل منتخبه، ثقفوا الناس قبل كتابة الدستور أن يأخذوا حقوقهم أفضل من أن ينتظروا الموت البطيء منتظرين كتابة دستور جديد، ودستور يا مصريين.