وفيات 82
(عمر بن عبيد الله بن معمر أبو حفص التميمي أمير البصرة .كان جوادًا ..........
أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة قالت: أخبرنا جعفر بن أحمد قال: أخبرنا علي ابن أبي علي المعدل قال: حدثني أبي قال: روى أبو روق الهمداني عن الرياشي:
أن بعض أهل البصرة اشترى صبية فأحسن تأديبها وتعليمها وأحبها كل المحبة وأنفق عليها حتى أملق وحتى مسه الضر الشديد ، فقالت الجارية: إني لأرى لك يا مولاي مما أرى بك من سوء الحال، فلو بعتني اتسعت بثمني ، فلعل الله أن يصنع لك ، وأقع أنا بحيث يحسن حالي ، فيكون ذلك أصلح لكل واحد منا. قال: فحملها إلى السوق ، ( سوق النخاسة أو سوق الرقيق ) فعرضت على عمر بن عبد الله بن معمر التيمي وهو أمير البصرة يومئذ ، فأعجبته، فاشتراها بمائة ألف درهم . فلما قبض مولاها الثمن وأراد الانصراف استعبر( بكى ) كل واحد منهما إلى صاحبه شاكيًا.
فأنشأت الجارية تقول:
هنيئًا لك المال الذي قد حويته ** ولم يبق في كفي غير تذكري
أقول لنفسي وهي في غشي كربة ** أقلي فقد بان الحبيب أو اكثري
إذا لم يكن للأمر عندك حيلة ** ولم تجدي شيئًا سوى الصبر فاصبري
فاشتد بكاء المولى ، ثم أجابها يقول:
فلولا قعود الدهر بي عنك لم يكن ** يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري
أروح بهمّ في الفؤاد مبرح ** أناجي به قلبًا شديد التفكر
عليك سلام لا زيارة بيننا ** ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر
فقال له ابن معمر: قد شئت، خذها ولك المال، فانصرفا راشدين ، فوالله لا كنت سببًا لفرقة محبين. )
التعليق
هى درامية جميلة لو عثر عليها حسن الامام ـ مخرج الميلودراما فى مصر الستينيات ـ لآنتجها فيلماـ وقت أن كانت هناك فى مصر سينما.
هناك قصص كثيرة ـ عن العشق بين الجارية وسيدها ـ فى ألف ليلة وليلة وغيرها ، وفيها كانت الفوارق الاجتماعية تنمحى امام سلطان الحب، و قد تتكلم الجارية شعرا ويرد عليها العاشق شعرا مما يدل على أن القصة مصنوعة صنعها القصّاص الذين كانوا يلعبون فى العصور الوسطى نفس الدور الذى تلعبه الآن السينما والتليفزيون والمسلسلات والأفلام. وبها كان ـ ولا يزال ـ تتم صياغة عقول الجماهير. وبغض النظر عما اذا كانت تلك القصص صحيحة أو مصنوعة فانها تعكس بصدق ثقافة العصر وأمانى المحبطين من المؤلفين المجهولين الذين استحال عليهم تغيير الواقع فلجأوا الى الخيال، فلعل وعسى يرق قلب المتحكمين الظالمين ،، اذا كان لهم قلب,,
من الممكن أن تحدث هذه القصة عن عمر بن عبيد الله بن معمر أبو حفص التميمي أمير البصرة.. فليس فيها ما يثير الشكوك ( العلمية ) من حيث اللغة والمصطلحات و التفاصيل الداخلية.
ومن الممكن أن تكون خيالا رائعا من مؤلف عبقرى,
وفى كل الأحوال دعونا من اكذوبة روى فلان عن فلان .. فهى علامة مسجلة للكذب فى التاريخ والأحاديث والسنة.