الحمدلله ربنا و أسأله الهداية و النور .
الحمدلله ربي بعودتي الى أناس أحببتهم في الله و ارجو ان ينفعني هذه المحبة في الدنيا و الآخرة و يوم لقائه انه بعباده لطيف خبير.
اريد البحث في موضوع ربما لايكون مهما بنسبة لكم خاصة و الأمة تمر بحالة لاحول لها و لاقوة الا بالله تعالى.
لكني أؤمن بأن الأمور كلها بيده سبحانه و لاداعي لقلق و هو الذي يدبر الأمر في السماء و الأرض.
اذاً اخبركم بموضوع فيه خبر عجيب عن امة موسى .
يحيرني غضب نبي الله موسى من قبل نبوته و من بعده.
هوالذي قتل رجلا لانه لم يكن من شيعته و من ثم هاجر و تاب الله اليه و جعله نبيا و رسولا و كان له احداث و اخبار مع قومه و من ثم حدث فتنة السامري في غيابه .
و ربه يعلم بغضبه الشديد لذلك اخبره بان الذي أضل قومه هو السامري :
ولكن لم يتمالك موسى غضبه و القى اللواح ثم اخذ برأس اخيه و لحيته يجره اليه و يعاتبه!
والغريب انه تمالك نفسه حين خاطب السامري و قال له بلين: ماخطبك يا سامري!...
و سامري لم يهرب و لم يخشى رسول الله بل شرح له بهدوء : {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي}!! و كأنه هو الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها :
-
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين .انه لم يؤتى النبوة لكن اوتي آية الا و هي رؤية الرسول جبريل بهيئته الملائكية و لذلك قال: بصرت بما لم يبصروا ....
هكذا بكل سهولة شرح السامري لموسى فعلته و ترك موسى هذا المجرم بل بشره بان احدا لن يمسه و بان له موعداً لن يخلفه.و لو كان هذا الموعد يوم الحساب فلاداعي للقصاص و لا محاكمة أي مجرم لأن الله سيحاسبه كل المجرمين يوم الحساب. لكنه يبدو موعداً هنا في الحياة الدنيا.
-
قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ .و من ثم عاقب الاله الذي صنعه السامري و جعله رماداً بعد حرقه وثم نسفه في اليم :
-
... وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا.
-
الا يُذكرنا قصة السامري بابليس الذي سأل الله ان ينظره الى يوم الدين و قال الله تبارك و تعالى : ... انك من المنظرين .
و يقول الكفار يوم القيامة:(رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ)
و هل هؤلاء الإثنين من الجن و الإنس هما الابليس الجني و السامري الإنسي الذي له موعد و لايمسه احد الى حينه؟
حين سأل الابليس أن ينظره الى يوم الدين و قال الرب سبحانه و تعالى :
انك من المنظرين
اي انه ليس المُنظر الوحيد.
هل يمكن ان يكون السامري هو المُنظر الإنسي الذي يُضل الناس مع المُنظر الجني و الذي هو الابليس ؟
استغيذ بالله ربي من شر الذين يضلان الناس من الجن و الانس.