مصطلح الفتنة المتعارف عليه فى التراث وفى تعاملنا الراهن يعنى الحروب الأهلية ( الفتنة الكبرى ) كما يعنى (فتنة المرأة ) أو ( المرأة الفاتنة ). وهذا مخالف لمفهوم (الفتنة ) فى القرآن الكريم .
2 ـ مصطلح ( الفتنة ) فى القرآن الكريم معقّد ومتداخل . وتأصيله له مستويان فى الأساس : مستوى تعامل الله جل وعلا مع البشر ، ثم مستوى تعامل البشر فيما بينهم . وتحت كل منها مستويات فرعية مختلفة . فالفتنة فى تعامل الله جل وعلا مع البشر تأتى بمعنى الابتلاء والاختبار لعموم البشر، وللأنبياء ، والمؤمنين وللكافرين . وتأتى أيضا فى نفس المستوى بمعنى العقوبة الالهية للبشر فى الدنيا للمؤمنين وللمنافقين . أما الفتنة فى تعامل البشر مع البشر فتأتى بمعنى الاضطهاد فى الدين وبمعنى الخداع والوقيعة . بعد هذين المستويين الأساسين تأتى الفتنة فى معانى مختلفة ومنها فى تعامل الشيطان مع البشر بمعنى الخداع . ونأتى للشرح والتوضيح :
أولا : الفتنة فى تعامل الله جل وعلا مع البشر :
يأتى مصطلح الفتنة بمعنى الابتلاء والإختبار: وينقسم الى :
1 : إبتلاء وفتنة من الله جل وعلا للبشر عموما ، فالله جل وعلا يبتلى البشر بالشرّ والخير (فتنة ) لهم ،أى إختبارا لهم :( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) ( الأنبياء 35 )، ولذلك فعندما يصاب الانسان بالمرض يتوب ثم إذا شفاه الله جل وعلا عاد لعصيانه ورسب فى إختبار (الفتنة ) ، يقول جل وعلا :( فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ )( الزمر 49 )
2 : وهناك فتنة وإختبار من الله جل وعلا لأنبياء الله جل وعلا ، وقد قال لموسى :( وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى) (طه 40 )، أى تعرض موسى لابتلاءات وأختبارات جاء تفصيلها فى سورة القصص. وإختبر الله جل وعلا داود عليه السلام حين تسوّر عليه خصمان المحراب ومعهم آخرون ففزع داود ، وفى النهاية يقول رب العزة:( وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ )( ص ـ : 25 )، وحدث إختبار آخر أو فتنة أخرى لابنه سليمان ، فقد أعطاه الله جل وعلا ملكا عظيما ، ثم وجد سليمان نفسه مرة واحدة مجردا من كل شىء ، وقد حلّ محله جسدا يشبهه يأمر وينهى يراه الناس ولا يرون سليمان الحقيقى . فتاب وأناب واستغفر ربه ونجح فى الاختبار فزاده الله جل وعلا نعما ، يقول جل وعلا :( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ( ص 34 ).
3 : وهناك فتنة وإختبار من الله جل وعلا للمؤمنين ، وقد تكون فى الزوج والولد والأموال ، يقول جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )( التغابن 14 : 15)، والله جلّ وعلا يحذّر المؤمنين مقدما فيقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) ( الأنفال 27 ـ 28 ). وعندما ترك موسى قومه تعرض قومه لاختبار هائل حين خدعهم السامرى وأضلهم بعبادة العجل ، وقال جل وعلا لموسى : ( قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) (طه 85 )
4 ـ وقد تأتى الفتنة إختبارا للمؤمنين والكافرين معا فى إضطهاد الكافرين للمؤمنين، إذ يكون الابتلاء والاختبار للطرفين ، طرف الكافرين المعتدين ،إذ أعطاهم الله جل وعلا القوة وهى نعمة إبتلاهم بها فرسبوا فى إختبار النعمة ولم يشكروا الله جل وعلا بل إستخدموها فى حرب الله جل وعلا. أما المؤمنون فيأتى إختبارهم بالصبر على الاضطهاد حيث إبتلاهم الله جل وعلا بالضعف مما شجّع الكافرين على إضطهادهم .
وقد رسب كفرة بنى إسرائيل من الملأ الطاغى فكانوا يقتلون الأنبياء مع أن الله جلّ وعلا اخذ عليهم الميثاق بالايمان والعمل الصالح ، يقول جل وعلا : ( لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ . وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) ( المائدة 70 : 71 ).
إن الايمان الحقّ مقترن بالفتنة أى الاختبار ، ولذا يرتبط الايمان الحق بالصبر وهما معا ( الحقّ والصبر ) يستلزمان التواصى بهما لاصلاح المجتمع حتى يسمو ويعلو فى الدنيا والآخرة. وبدون هذا التواصى بالحق تمسكا به وبالصبر دفاعا عن الحق فإن المجتمع يهبط الى أسفل سافلين :( وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ).
وبعض الناس يمتنّ على الله جلّ وعلا بإيمانه كمثل الأعراب فى عصر النبوة (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)(الحجرات 17). وهذا الصنف يتصوّر أن رب العزة محتاج لإيمانه ، والله جل وعلا غنى عن العالمين إن آمنوا أو إن كفروا : (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) (الزمر 7 ). هذا الصنف لا يدرك إنه بإيمانه سيدخل فى إختبار يتيبّن له فيه هل سينجح ويتمسّك بالايمان أم سينهار عند أول إضطهاد فيخسر الدنيا والآخرة . لذا يقول جلّ وعلا لنا وللناس جميعا : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )( العنكبوت 2 : 3 ).
ولأن الايمان مرتبط بالفتنة والاضطهاد فى الدين فإنّ من حصيلة هذه الفتنة أن يخسر بعض الناس ممّن (يعبد الله على حرف ) : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) ( الحج 11 ).
ولأن الفتنة تكون إختبارا للمؤمنين المستضعفين وإختبارا أيضا للكافرين المجرمين المعتدين فإن كل فريق يكون إبتلاءا للفريق الآخر، أو فتنة للبعض الآخر، يقول جل وعلا:(وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ)(الانعام 35 ) وينجح فى الاختبار الصابرون :( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ) ( الفرقان 20 ). والمؤمنون يتوكلون على الله جل وعلا فى مواجهة الاضطهاد داعين الله جلّ وعلا أن ينجيهم من فتنة أو إضطهاد الكافرين هكذا دعا ابراهيم ربه جل وعلا فقال :(رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )(الممتحنة 4 : 5) ودعا قوم موسى وهم تحت إضطهاد فرعون (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ فَقَالُواْ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)(يونس 84: 86).
5 ـ وقد تأتى الفتنة إختبارا للمؤمنين والكافرين فى موضوع الوحى الحق الذى ينزل على الرسل والوحى الشيطانى الذى يذيعه شياطين الانس ( الانعام 112 : 117 ) . كل رسول يتمنى أن يؤمن قومه جميعهم ، ولكن الشيطان يضيّع أمنية الرسول ، فالشيطان يمارس عمله فى الاضلال فيضّل الكثيرين بوحيه الزائف المنسوب كذبا لله وللرسول . والله جل وعلا يسمح بوجود هذا الوحى الزائف إختبارا وفتنة للناس ، ولهذا تجد الملايين من كتب الأحاديث والفقه و كتب التشيع والتصوف وكتب الطوائف المسيحية واليهودية وغيرها ، وكلها تتقوّل على الله والروح القدس والرسل . وتظل صناعة نسخها وتدوينها ونشرها رابحة رائجة ، وهى أعلى الكتب توزيعا ورواجا . ويسرى الطبع والنسخ والنشر على القرآن أيضا . ونحن هنا نتحدث عن النسخ بمعناه الحقيقى وهو الكتابة. وما يتم نسخه ونشره من الوحى الشيطانى يكون اختبارا يرسب فيه الذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم بينما يزداد المؤمنون أولو العلم إيمانا لأن الله جلّ وعلا أنبأ بهذا قبل حدوثه وترك الحرية للبشر فى الايمان أو الضلال . يقول جل وعلا :( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ . وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )( الحج 52 : 54 ).
5 : وهناك فتنة من الله جل وعلا إختبارا للكافرين خصوصا :
فقوم ثمود كفروا وطلبوا آية حسية فخلق الله جل وعلا لهم ناقة من الصخر كانوا يرتوون بلبنها . وكان خلق هذه الناقة فتنة وإختبارا لهم ، وقد إزدادوا كفرا بعدها وعقروا الناقة فأبادهم الله جل وعلا : ( إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ )( القمر 27 ).
وأنعم الله جل وعلا على فرعون بالنعم وملك مصر فطغى وتجبر وأعلن نفسه الرب الأعلى ، يقول رب العزة عن فتنة فرعون وقومه أى إختبارهم : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ )( الدخان 17 ). (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ) أى إختبرناهم .
والله جل وعلا يختبر الكفرة بالأموال والجاه ، ويقول للمؤمنين وللرسول الكريم عن الكافرين (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )، ويقول جل وعلا عن الكافرين : (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )( آل عمران 196 : ـ ، 178 ). أى هو إختبار وفتنة . ولهذا يحذّر رب العزة خاتم المرسلين من التطلع لثروات الكافرين الذين ابتلاهم الله بزخرف الدنيا فتنة واختبارا لهم : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ )( طه 131 ).
والقرآن الكريم نفسه إختبار وفتنة لهم : ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )(الأنبياء 111 )، ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا)( المدثر 31 )
2 ـ :الفتنة من الله للبشر بمعنى العقوبة
2/ 1 : عقوبة فى الدنيا للمؤمنين ، وقد كانوا فى بداية عهدهم بالمدينة يتكاسلون عن الاستجابة والطاعة ، يقول جل وعلا يحذرهم من العقوبة الدنيوية التى قد تعمّ الجميع فى حالة العصيان : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )( الأنفال 24 ـ 25.)
وكانوا يتكاسلون عن حضور مجالس الشورى فنزل التحذير بالعقوبة الدنيوية لهم ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( النور 62 : 63 ).
2/ / 2 : عقوبة فى الدنيا للمنافقين ، ولم تفلح فى هدايتهم فقا جل وعلا فى أواخر من نزل من القرآن عن المنافقين:( أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ )( التوبة 126 )
2/ 3 : الفتنة من الله للبشر بمعنى العقوبة فى الآخرة، مثل شجرة الزقوم التى فى النار :( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ )( الصافات 62 : 68 )، ومثل إجبارهم على الخلود فى عذاب النار :( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ )(الذاريات 13 : 14 ).
ثانيا : الفتنة من البشر للبشر
1 ـ تأتى بمعنى الاكراه فى الدين أوالاضطهاد فى الدين، وسبقت الاشارة اليه ، وهو الأكثر شيوعا . ونأخذ منه أمثلة : عن قوم موسى وهم تحت سيطرة فرعون واضطهاده يقول جل وعلا يصف تأثير هذا الاضطهاد والفتنة فى الدين على بنى اسرائيل وقتها : ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ فَقَالُواْ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )( يونس 83 : 86 ).
وعن حرق المؤمنين أصحاب الخدود يقول جل وعلا فى حكم عام ينطبق على كل من يضطهد المؤمنين والمؤمنات بسبب الدين : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )(البروج 10 ). يعنى إن تابوا يغفر لهم .
وتكرر هذا الوعد بالغفران لمشركى قريش ( وغيرهم ) أن تابوا : ( قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ) وإن لم يتوبوا فيجب قتالهم حتى ينتهوا عن اضطهاد المؤمنين ويصبح الدين حرا بلا فتنة أو اضطهاد ، ويكون لله جل وعلا وحده حساب الناس: ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )(الانفال 38 : 39 ). ذلك أن كفار قريش اعتادوا ملاحقة المؤمنين بالاضطهاد أو الفتنة فى الدين كى يردهم عن الاسلام :( وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ)( البقرة 217 )(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ )(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ)(البقرة191: 194 ).
وتعاون كل المؤمنين معا حتمى لازالة الفتنة ومنع الاضطهاد الدينى من الأرض، والعادة أن يتحالف المشركون مع بعضهم البعض فى اضطهاد الأقليات المستضعفة ، وكما يتحدون ويوالون بعضهم بعضا فى الاثم والعدوان فواجب المؤمنين أن يتعاونوا مع بعضهم فى البر والتقوى ومقاومة الطغيان حتى لا تكون فتنة فى الارض و فساد كبير:(وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ )(الانفال 73 )
ويلجأ ضحايا الاضطهاد الى الهجرة ، وقد يتعرضون للمطاردة من أولئك الذين يريدون فتنتهم ، لذا أباح الله جل وعلا قصر الصلاة أو صلاة الخوف فى هذه الحالة : ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا )( النساء 101 ). ويقول جل وعلا فى حكم عام ينطبق على ضحايا الاضطهاد الدينى الذين اضطرهم الاضطهاد للهجرة ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )( النحل 110)
وحال المنافقين عجيب فى موضوع الاضطهاد ، منها سرعة الكفر لو تعرضوا للتهديد من الكافرين ، يقول جل وعلا عن منافقى المدينة عند محنة حصار الأحزاب فى غزوة الخندق : ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيرًا )( الأحزاب 10 ). ولو تصادف أن وقع على بعضهم أذى سارع باستغلاله دعائيا وتاجر به فى عالم المزايدة والتجارة بالدين ، فإذا انتصر الحق سارع بركوب الموجة ، يقول جل وعلا عن هذه النوعية من الناس فى كل مجتمع : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )( العنكبوت 10 ). وأرى أنها ربما تنطبق جزئيا على الاخوان المسلمين والسلفيين . فهم طلّاب سلطة وأصحاب طموح سياسى ، وتعرضوا للاضطهاد بسبب صراعهم للوصول الى السلطة وقلب نظام الحكم . وبلغ الاضطهاد حد التعذيب والقتل . حدث هذا من عصر عبد الناصر الى عصر مبارك . ولو وصلوا للحكم سيمارسون تعذيب المنافسين لهم سياسيا ، بل سيعذبون المخالفين لهم فى المذهب والدين . ولكن الاخوان والسلفيين يزعمون أن إضطهادهم هو بسب الدين وليس بسبب (جهادهم للوصول للحكم ) ولو بالارهاب والقتل العشوائى.
2 ـ الفتنة من البشر للبشر بمعنى الخداع : حاولت قريش خديعة النبى ليتقول على الله جل وعلا فحفظه رب العزة من فتنتهم :(وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً )( الاسراء 73 ).ويوم القيامة سيقال للمنافقين : ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)(الحديد 14 ).(فتنتم أنفسكم) أى خدعتم أنفسكم ، يقول جل وعلا عن خداع المنافقين لأنفسهم :(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)(البقرة 8: 9)(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)(النساء 142 )
وعن المتلاعبين بالقرآن الكريم يقول جل وعلا :( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ )
( آل عمران 3 ). إبتغاء الفتنة أى طلبا للخداع والاضلال . ومنه قوله جل وعلا يحذّر النبى محمدا عليه السلام : ( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ ) ( المائدة 49 )، أى إحذرهم أن يخدعوك . وقال هارون لبنى اسرائيل عن خديعة السامرى لهم بحيلة العجل: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ )(طه 90 ). والمشركون يحلفون كذبا يوم الحساب أنهم ما كانوا مشركين ، وهنا هم يخدعون أنفسهم ، وتلك خديعتهم لأنفسهم أو فتنتهم لأنفسهم وكذبهم على انفسهم: ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ )( الانعام 22 : 24 )
ثالثا :الفتنة من الشيطان للبشر بمعنى الخديعة ، يقول جلّ وعلا يحذرنا من خديعة الشيطان كما خدع ابوينا من قبل: ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ)(الاعراف27 )
رابعا : وقد تأتى للفتنة معانى مختلفة فى سياق واحد، فى قوله جل وعلا عن المنافقين :( لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ )(التوبة 47 : 49 ). قوله جل وعلا (ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ )أى يبغونكم الخديعة . وقوله جل وعلا : (لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ )، أى لقد ابتغوا الخديعة من قبل ..وقوله جل وعلا (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ) يعن إئذن لى بالقعود عن القتال ولا ترغمنى عليه ، فالفتنة هنا تعنى الاكراه . وقوله جل وعلا : (أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ ) يعنى انهم سقطوا ورسبوا فى الاختبار ، فالفتنة هنا تعنى الاختبار