أرزقية يغتصبون بهية

كمال غبريال في الإثنين ٢٦ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

مصر يا مه يا بهية، يا أم طرحة وجلابية، الزمن شاب وانت شابة، هو رايح وانت جاية، جاية فوق الصعب ماشية، فات عليكي ليل وميه.
• ابتذال:
أن تعتبر كل ما تم في العهد السابق خطيئة يجب أن نتوجه لعكسها.
أن يتحول أي صراع شخصي في المؤسسات الرسمية والمدنية إلى صراع بين ثوار وفلول.
أن تذهب للعزاء في وفاة كبير، فيما يداك ملوثة بدماء شباب دهستهم عجلاتك.
أن تدعي حماية الثورة وأنت تسلمها جثة لذئاب وضباع تتقاسمها.
أن تهتف "يسقط حكم العسكر"، فيما الظلاميون يهددون الحضارة والخضرة في وادي النيل.
أن تتاجر بالدين وحماية الفضيلة وأنت طالب دنيا، وشهواتك الدنيئة تعوي في أحشائك.
أن تطالب بزيادة راتبك وأنت لم تفكر يوماً في إتقان عملك.
• لا نريد من العسكر دعماً للديموقراطية أو الليبرالية، نريد منهم فقط إصلاح ما أفسدوه بإطلاق الثعابين والذئاب من جحورها وأوكارها، فهم إن لم يفعلوا سيواجهون ذات مصير السادات الذي سبق وحاول ركوب ذات الحصان ليأتي به تحت سنابكه. . الأوضاع في مصر لا تحتمل رفاهية اليأس أو الإحباط، فمصر تنزلق لهاوية حقيقية، وسوف يكون الدستور الذي يجري طبخه تأبيداً وتوثيقاً للنكبة التي حلت بنا بعد ثورة طمحنا فيها للحرية. . ليت الجميع يستفيقون من لهوهم وعبثهم ودروشتهم، ويقفون صفاً واحداً في مواجهة غيلان الظلامية. اليساريون والليبراليون والأقباط صف واحد يجبر العسكر على تبديل تحالفهم، وإعادة المجرمين والظلاميين إلى المواقع المناسبة لهم وفق سيادة القانون الذي تم توظيفه لتمكينهم من البلاد والعباد. . لابد أن نستدير بالقاطرة لتستعيد مصر توجهها الحضاري الحداثي، وإلا فهو الطوفان المدمر.
• قلبي مع أحرار سوريا، الإرهابيون من أمامهم، والبعث الأسدي من خلفهم. . هو ذات الخيار الأسود الذي حسمه الشعب المصري لصالح التخلف والظلامية.
• "أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور محمد سالم، تشكيل لجنة بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لوضع أساليب فنية للسيطرة على المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت". . هو معالي د. محمد سالم دكتوراه في هندسة الاتصالات، ولا دكتوراه في الفضيلة وتكنولوجيا ستر العورة؟!!
• قليل من المنطق يا سادة، إذا كان الدستور لا يعبر عن رأي أغلبية، وإنما عن توافق الجميع، فأين هذا التوافق على الأرض بين الناس حتى ندونه في الدستور؟. . غياب التوافق هو المشكلة وليس نسب تكوين اللجنة التأسيسية. . المشكلة في التباين الهائل غير القابل للتجسير بين دعاة مصر حديثة معاصرة، وبين من يريدونها أفغانية طالبانية.
• محور الخلاف الآن ليس مجرد شكل الدولة أو تصنيفها، بل بالأساس حدود سلطاتها ووظيفتها، هل تقوم بتنظيم العلاقات بين المواطنين وحماية مصالحهم، أم تتدخل في أخلاقهم وصياغة ضميرهم وحياتهم الخاصة عنوة وترهيباً، ورجل الشرطة هل يحميني أم يحدد لي أخلاقي وخياراتي الخاصة، وهل ترتب لي الدولة شئون الدنيا، أم تؤهلني لدخول الجنة في الآخرة؟!!
• لا أحد يخلص لمصر وشعبها، فمرشحو الرئاسة المنتمون لليسار مثلاً (عمرو موسى- الصباحي- خالد علي- أبو العز الحريري. . . إلخ)، والذين لا يكفون عن الحديث عن مصالح الكادحين، لا يكترثون حقيقة ولا يتفكرون فيما سيحدث للكادحين ولهم شخصياً، جراء ما يفعلون من تفتيت أصوات الجماهير القليلة أساساً المناصرة لهم، بما يؤدي لمزيد من تمكين ذئاب الظلام من القفز على ظهورنا. . هي الأنانية حد البلاهة، وانعدام الإخلاص حد الخيانة.
• هل هناك علاقة بين استخراع حكاية القرعة الهيكلية والاختيار الإلهي لبطريرك الإسكندرية عام 1957 وبين بداية عهد الديكتاتورية الناصرية، أم أن الأمر مصادفة، أم أن تأليه البطاركة أبعد من هذا كثيراً في عمق التاريخ القبطي؟
• لن يظل الأقباط استثناء من الصحوة المصرية، ولن يأتي من يستطيع اختصار الأقباط في شخصه المقدس وزعامته الاستثنائية، أو يصطنع الحكمة من الصمت على الإذلال والقتل وسائر الجرائم ضد الإنسانية، ولابد وأن يرفد الأقباط نهر الليبرالية المصرية بملايين جديدة ستخرج من قبو الكنيسة بعد أن تستفيق من غيبوبة خطابها المخدر منتهي الصلاحية.
• كان نظام مبارك حاسماً مع الخارجين على القانون من بدو سيناء، متهاوناً مع الغوغاء الذين يعتدون على الأقباط، الآن جاء من يتهاونون ويفرطون في سيادة القانون وأمن مصر مع كافة المجرمين والخارجين عن القانون. . هي عدالة هذا العصر إذن!!. . ما سبب انهيار السيطرة الأمنية على سيناء بعد الثورة، فالقوات المصرية المحددة طبقاً للمعاهدة كما هي وربما زادت، فهل يرجع ذلك لتحول سياسي نتيجة أن الجناح السياسي للجماعات الجهادية التي تعبث الآن بسيناء يمسك الآن بالسلطة في مصر عبر الإخوان والسلفيين، والمجلس العسكري يتحاشى إغضابهم، أم أن هناك توافقاً على تحويل سيناء لإمارة إسلامية وتنفيذ خطة شارون لتوطين الفلسطينيين في سيناء، أم هناك أسباب أخرى نجهلها؟
• أؤيد عمر سليمان مضطراً، عله يصلح ما أفسده رفقاؤه العسكر!!. . عفواً أيها المصري المحترم المستشار/ هشام البسطويسي، فأنا مضطر لتأييد من يمكن أن يشق له طريقاً وسط خضم الفوضى الحالية. . يا أصدقائي لا تأخذوا عني أي موقف، فأنا أتأرجح في بحر الظلمات. . في انتظار الجولة الثانية من الثورة المصرية، لا بأس أن نتحالف مع الشيطان ذاته، إذا كان سيرفع سيوف التكفيرين عن أعناقنا، ويحمي من سياطهم ظهورنا. . هي ورطة والسلام. . مرحلة سوداء قادمة في تاريخ مصر، أياً كانت خياراتنا الآن. . ورطة ليست من صنع أي حد غير الشعب المصري ذاته. . إذا كنت داخل مزبلة، فأنت تحتاج بالتأكيد إلى "مقشة"، وقد يكون "عمر سليمان" هو هذه المقشة، مادمنا لا نمتلك مقشة ثورية، فلا بأس أن تكون مقشة مخابراتية!!. . أقدر وأغفر لمن يلومني على تأييدي لعمر سليمان، لكن "أبو اسماعيل والعوا وأبو الفتوح وحمدين وعمر موسى" يهددون بلدي بالخراب، ويعدونني بأن تكون نهاية عمري حالكة السواد، فاعذروني يا سادة يا كرام، فلم يتبق لي الكثير في عالمكم القبيح!!. . لقد ذهبت في الانتخابات الإعادة البرلمانية لأنتخب الإخوان هروباً من السلفيين وأنا مهزوم مكسور الوجدان، فلماذا لا نفعلها في انتخابات الرئاسة ونأتي للظلاميين بمن يلبس رجالهم الطرح مرة ثانية؟!!. . لو مسك عمر سليمان هتلاقي السلفيين "بيتك بيتك"، ويرجعوا يقولوا الخروج على الحاكم كفر، ويبقى أدب الدنيا كله فيهم!!

 

اجمالي القراءات 9576