الدحنون" يتفتَّح مع تباشير الربيع الأردني!
الدحنون، زهرة برية شامية جميلة، تنمو في المناطق الجبلية كالأردن، وفلسطين، وسوريا، ولبنان.
والدحنون، زهرة تتفتَّح في بدايات الربيع، كما هي هذه الأيام.
والدحنون، (كما يُطلق عليها في بلاد الشام) أو "شقائق النعمان"، زهرة متعددة الألوان (البنفسجي، الأبيض، والأزرق، والزهري). وتُعرف هذه الزهرة بعدة أسماء. واشتُهرت بشقائق النعمان لولع الملك العربي (النعمان بن منذر) بها. وقيل أن هذه الزهرة نبتت على قبر النعمان بن منذر، عندما داسته الفيلة، اذ رفض الخضوع لملك الفرس، بتسليم نساء العرب. فكانت معركة "ذي قار". وتُعرف هذه الزهرة، في الأردن، وبادية الشام، باسم الدحنون، أو الحنّون.
وعندما تزور مدينتي التي ولدتُ فيها، ونشأتُ (السلط). فلا تنسى أن تمرَّ بوادي السلط الجميل، الذي طالما ماجت سهوله وهضابه بأزهار الدحنون.
فهل الحراك الشعبي الأردني الآن، أشبه بزهرة الدحنون؟!
الدحنون والحراك الشعبي الأردني
§ الدحنون، زهرة تتفتح في بدايات الربيع.. كذلك كان الحراك الشعبي الأردني.
§ الدحنون، زهرة متعددة الألوان كذلك هو الحراك الشعبي الأردني، الذي يضم الآن أقصى اليمين القوي، والوسط، واليسار الضعيف.
§ وكما أن معظم نبتة زهرة الدحنون مغطاة بشعيرات شوكية تُزهر لعدة أسابيع، فنرجو أن لا يكون الحراك الشعبي كذلك. وإن كانت أمثلة الماضي منذ 1989 الى الآن تقول لنا أن الحراك الشعبي الأردني، كان كزهرة الدحنون، التي تظهر لعدة أسابيع، ثم تختفي!
§ والحراك الشعبي الأردني كزهرة الدحنون، ذي رائحة نفّاذة، وطعم مُر.
§ وكما أن زهرة الدحنون، تُعرف بعدة أسماء، كذلك الحراك الشعبي الأردني. فمنهم من يُطلق عليه "حراكاً"، ومنهم من يطلق عليه "ثورة شعبية"، ومنهم من يصفه بــ "الهبَّة". أما دوائر القصر الملكي، والدولة، والمخابرات، فتُطلق عليه تحركات "المرتزلة".
§ وأخيراً، قيل أن هذه الزهرة نبتت على قبر النعمان بن منذر، عندما داسته الفيلة، اذ رفض الخضوع لملك الفرس بتسليم نساء العرب. كذلك، فإن هذه الزهرة قد نبتت على قبر شهداء الأردن، الذين كانوا حطب المعارضة في التسعين عاماً الماضية، من حكم الهاشميين للأردن.
v فهل نطلق على الحراك الشعبي الأردني الآن : زهرة الدحنون، كما أطلق التونسيون على ثورتهم ثورة الياسمين، وكما أطلق المصريون على ثورتهم زهرة اللوتس؟
فلكل شعب عربي ثورته، ولكلٍ زهرته الوطنية!
وأخيراً.. الفوسفات في المسلسل الفضائحي!
واصل الوسط البرلماني والإعلامي في الأردن نقاش ملف شركة الفوسفات، الذي انتهى بإعلان تيار برلماني جديد (33 نائباً من أصل 120) يحمل اسم الاصلاح، ويتوعد الفاسدين . فيما ظهر الحراك الشعبي مجدداً في الشارع الأردني، مطالباً بالإصلاح ومجدداً الدعوة لسجن، وملاحقة رموز الفساد، متضامناً مع نشطاء "أحرار الطفيلة"، الذين اعتقلتهم السلطات الأمنية.
واستعرضت العديد من الأقلام الصحافية الأردنية، مظاهر التأزم والازمة المحلية. فنشرت صحيفة "العرب اليوم" تقريراً عن مائة شخصية، ستطالب القصر الملكي بتنحية الحكومة الحالية، وتشكيل وزارة مؤقتة لشهرين، تشرف على انتخابات عامة مبكرة للخروج من الازمة الحالية.
ولكن لا حياة لمن تنادي!
وما زلنا نحمد الله على حكم الهاشميين لنا!
حجم تأزم غير مسبوق
وفي صحيفة أردنية، لاحظ كاتب، بأن حجم التأزيم الموجود في البلاد غير مسبوق، والأوضاع العامة مضغوطة داخل زجاجة، قابلة للانفجار في أية لحظة، ومنسوب الشعارات يرتفع يوماً بعد يوم بسقوف غير مسبوقة، ومن دون الحذر من الخطوط الحمراء. ومع كل هذا، فإن التفكير الرسمي، وصل من العقم، بحيث ترك البحث عن حلول جدية لهذا التأزيم، ويفكر بطريقة سطحية بإيجاد قانون لقمع المواقع الالكترونية، وكأنها هي التي تصنع التأزيم.
وقال الكاتب:
"هذا يدل بوضوح على العقلية التي تدير الشؤون العامة، وكأنها لا تعيش مع ما يحدث حولنا، ولا تدري حجم التغيير الذي أصاب مجتمعاتنا."
ولكن لا حياة لمن تنادي!
وما زلنا نحمد الله على حكم الهاشميين لنا!
هبَّة الطفيلة
كما انشغلت أوساط السياسة والإعلام بالأوضاع المتوترة في مدينة الطفيلة جنوبي الأردن، حيث يرتفع سقف الهتاف بصورة غير مألوفة ضد النظام ، بعدما اعتقلت السلطات الأمنية العديد من النشطاء فيما نُظمت مسيرات تحت عنوان: "التضامن مع أحرار الطفيلة الموقوفين".
وظهرت المسيرات رغم أجواء البرد والمطر في عمّان العاصمة، والطفيلة جنوباً، ومدينة اربد شمالاً، وألقت المخابرات الحجارة على مسيرة عمّان ، التي احيطت بإجراءات أمنية مكثفة، فيما طالبت الهتافات بإسقاط مجلس النواب الحالي.
ولكن لا حياة لمن تنادي!
وما زلنا نحمد الله على حكم الهاشميين لنا!
السلام عليكم.