قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً..
مقدمة عن جيولوجيا وتبوجرافيا الوادي الجديد
محمد عبدالرحمن محمد
في
الإثنين ١٩ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
-
نلقي الضوء هنا في هذا المقال على أكبر رقعة جغرافية بمصر من حيث المساحة والجيولوجيا والتبوغرافيا الخاصة بها، وهى محافظة الصحراء الغربية المصرية سابقاً أو محافظة الوادي الجديد حالياً.
-
تمثل الصحراء الغربية المصرية مساحة قدرها 670 ألف كيلو متر مربع أي حوالي 67% من إجمالي مساحة أراضي مصر. وتقع هذه الصحراء الواسعة غربي نهر النيل الخالد، وتمتد من شاطئ البحر الأبيض شمالاً حتى خط عرض 22ْ ) وهو خط الحدود المصرية السوادنية جنوباً ومن الحدود المصرية الليبية غرباً حتى نهر النيل شرقاً.
-
والمنخفضات الطبيعية التي تتميز بها هذه الصحراء أهمها:
-
-
1- منخفض القطارة شماًلا .
-
2- منخفض الواحات الخارجة والداخلة جنوباً
-
3- منخفض الواحات البحرية يقع بين منخفض الواحات الخارجة والداخلة.
-
4- منخفض الفرافرة المجاور لمنخفض الواحات البحرية 200 كيلو متر ويقع أيضاً بين منخفض الواحات الداخلة والخارجة.
-
5- منخفض سيوة يقع إلى الغرب من منخفض القطارة ويعتبر جزءاً منه ويمتد غرباً حتى واحة الجغبوب التي هى جزء من الأراضي المصرية وقد استولى عليها الليبيون في عصر الملك.. وبعد الانقلاب العسكري الأول لم يستردها رؤساء مصر العسكريين إلى الآن .
-
6- منخفض وادي النطرون على طريق الاسكندرية القاهرة الصحراوي.
-
7- منخفض الفيوم يقع إلى الجنوب الغربي للقاهرة.
-
8- منخفض الريان يقع في جنوب غرب القاهرة أيضاً.
-
جميع هذه المنخفضات مسكونة بالبشر ولها من الزراعات ما يقيم أود أهلها عدا منخفض القطارة.!
-
واهتمام الدولة بتنمية جزء من هذه المساحة الشاسعة كان محدوداً وذلك اعتماداً على ما هو معروف من تواجد المياة الجوفية في قطاعات عديدة في هذه الصحراء ، وأهمها الخزان الجوفي المعروف بـ (خزان الحجر الرملي النوبي). وهو يمتد تحت الصحراء الغربية بصفة عامة كمصدر من أهم المصادر المائية الجوفية في العالم ، نظراً لضخامة كمية المياة الجوفية المخزونة به.
-
ويفرض هذا الأمر نفسه وذلك بضرورة استغلال واستخدام هذا المصدرلإقامة المجتمعات الزراعية والتوسع الأفقي لإعمار أجزاء من الصحراء بعد أن ازدحم وادي النيل بالبشر وقل نصيب الفرد من الأرض الزراعية لزيادة عدد سكان مصر زيادة كبيرة حتى أصبح نصيب الفرد المصري من الأرض الزراعية 12%0 من الفدان أي ثلاثة قراريط زراعية فقط لاغير.
-
ومن المتوقع أن يقل هذا النصيب سنوياً إذا لم يتم معالجة الأمر بالتوسع الأفقي في الزراعة. وتركزت كثير من الأبحاث الجيوهيدروجيولوجية والجيولوجية لمعرفة كميات المياة وطبيعة الخزان الجوفي في منطقة الواحات الداخلة والخارجة والفرافرة ومنطقة شرق العوينات واعتبرت هذه المناطق النائية محافظة كائنة بذاتها إدارياً أطلق عليها اسم (محافظة الوادي الجديد).
-
نظرة عامة على الواحات الخارجة والداخلة:
-
يعتبر هذا الجزء من الصحراء الذي تقع فيه هاتان الواحتان من أكثر المناطق جفافاً في العالم. تنعدم الأمطار كلية على هاتين الواحتين ويضاف لهذا الجفاف الشديد انتشار الكثبان الرملية مع عنف وشدة الرياح في بعض شهور السنة خاصة في أبريل ومايو، وارتفاع معدل درجات الحرارة الشديدة التي قد تصل إلى 50 درجة مئوية في الظل أي ما يزيد عن 85 درجة مئوية في الشمس المباشرة في أشهر الصيف.!!
-
كل هذه العوامل الطبيعية القاسية يجب أن تفرض نفسها على تفكير المخططين الذين يأملون في الاستغلال الأمثل والتوسع العمراني بهذه المناطق.
-
على الرغم من توافر المياة الجوفية ظاهرياً ــ فإن السحب المستمر من هذه المياة الغير مدروس قد يؤدي إلى تصحر كثيراً من المناطق التي كانت مزروعة قديماُ ــ والآخر المزروع حالياً.
-
وعلى ذلك فيجب أن يكون هناك تخطيط جيد لما يجب أن نسحبه من المياة الجوفية، وإلا انتهى الأمر بخسارة فادحة قد نفقد معها كثيراً من الأجزاء أو المناطق المأهولة بالسكان والتي تزرع حالياً.
-
مثلما حدث في واحات (سترة بحرين ، والعرج ) جنوب منخفض القطارة ، وكذلك في مناطق جرمشين وبولاق بالواحات الخارجة.
-
والله تعالى يقول : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ }الملك30
-
لو غار الماء في طبقات الأرض العميقة والسفلى وعجزنا عن أن نستخرجه سهل المنال طيعاً ليناً جارياً فمن يمكنه أن يأتينا بهذا الماء إلا الله تعالى برحمته ونعمته ومن هبته لنا للنعم التي لا تحصى فمن بينها العقل والعلم التجريبي الذي يجب أن يأخذ به أبناء مصر البررة من العلماء والمهمومين بمستقبل وطعام أبناء مصر وقد اوفوا لمصر وقدموا الكثير من البحوث والرؤى العلمية..! ولكن ماذا عن الحكام وأعوانهم؟
-
أبناء مصر المبدعين المهندسين الزراعيين والمدنيين وخبراء المياة والكيميائيين، لم ولن يعدموا الوسائل ولا الطرق العلمية الابداعية الخلاقة المبتكرة التي يمكن أن تزيل وتذلل هذه المشكلة المخيفة والمقلقة جدا وهى مشكلة أزمة ندرة المياة بتلك الواحات والمنخفضات المصرية الرائعة..
-
فمن المعروف عالمياً وعلمياً أن الطرق الحديثة في الري و في الزراعة الحديثة توفر كميات هائلة من المياة أكثر منها في الطرق القديمة والعتيقة التقليدية..!!
-
ومن المعلوم اقتصادياً أن تكلفة تحلية متر مكعب من مياة البحر المالح بالتكنولوجيا العالمية تكلف ما يزيد عن إثنين من الجنيهات المصرية.!
-
وهى تكلفة معقولة اقتصادياً ..! ويمكن تمويلها بالنسبة لإدارات الدول المخلصة لشعوبها والتي تريد أن تنهض بها وتأخذ بأيدي أبناء أوطانها إلى بر الأمان والاكتفاء الذاتي من الطعام والفواكه والخضروات والألبان لأطفال هذه الأمم.
-
ومع ذلك : فإن مصر أنجبت إبناً مهندساً زراعياً عبقرياً قد استطاع أن يبتكر طرقاً لتحلية مياة البحر غير تقليدية وغير كيميائتة واقتصادية جدا في نفس الوقت تعتمد على تمرير المياة المالحة من البحر خلال تركيبة معينة من الصخور الصغيرة والحصى والرمال بنسبة معينة وبطرق مبتكرة مصرية مائة بالمائة ..لاتستخدم فيها الطرق التكنولوجية الحديثة عالمياً .
-
هذه الطريقة العبقرية .. تخفض وتقلل تكلفة تحلية متر المياة المالحة البحرية من إثنين جنيه مصري إلى خسمون قرشاً مصرياً بسعر اليوم أي نصف جنيه مصري أي تكلفة هى ربع تكلفة التكنولوجيا العالمية في هذا الشان.!!
-
قدم ذلك المصري العبقري المخلص لمصر وأهلها أبحاثه واختراعه الرائع للمركز القومي للبحوث ولورزاة الري والأشغال المائية . شارحاً فيه كيف يمكن شق قناة صناعية متوسطة الاتساع والعمق والطول تصل مياة البحر الأبيض ببداية منخفض القطارة وتمرير تلك المياة خلال التركيبة الرملية الصخرية الحصوية التي اخترعها وابتكرها ذلك الإبن البار لمصر وأهلها. وبذلك يمكن أن ننشئ نهراً صناعياً مليئاً بالمياة الصالحة للزراعة في منخفض القطارة ومنه إلى باقي المنخفضات. !
-
وهذا يوفر لمصر مصدرا من المياة التي تصلح لجميع أنواع الزراعة هذا المصدر من المياة العذبة لا ينضب أبداً.. وكان يمكن أن يحول جميع المصريين إلى أثرياء عن طريق الزراعة الأفقية المهولة جدا . وتتحول مصر إلى دول غنية لا تعتمد في غناها على البترول ولا على مصادر تنضب بعد عقد أو عقدين من الزمان.
-
وكعادة من يتولى زمام الحكم بمصر منذ قرون طويلة .. لا يهم القائمين على الري ولا على الزراعة من أن ينهضوا بحياة المصريين و لا بمستقبلهم.. كل ما يهمهم هو رضا الحكام المستبدين وعدم فقدان منصب الوزير أو وكيل الوزارة. الخ .
-
ووضع البحث في أدراج المركز القومي للبحوث وفي أدراج مركز البحوث المائية بوزارة الري.!
-
استغاث ذلك المهندس الدكتور ببعض وسائل الاعلام لينشر بحثه.. وبالفعل حدث ذلك وعرضت عليه شركات عالمية أن تشتري هذا البحث وسر تركيبته الرملية الحصوية التي تجعل مياة البحر المالحة حلوة صالحة للزراعة بهذه التلكلفة الزهيدة الاقتصادية بمبلغ كبير جدا لهذا المهندس ..!
-
لكن إبن مصر البار رفض هذا العرض وأصر أن يكون هذا البحث وهذا الاختراع لمصر خالصاً لكن من تولى أمور الري والزراعة ليسوا مخلصين لمصر ولا لأبناء مصر بل إخلاصهم لسيدهم حاكم القصر الفرعون مبارك ومن يأتي على شاكلته.!.
-
وإلى الآن لم يتم استغلال وتفعيل هذا الإنجاز العبقري لتخليص مصر من أزمة المياة وندرتها والتصحر اللذان يمكن أن نقضي عليهما لو أخذنا ببحوث علمائنا المصريين البررة.
-
في المقال القادم نكمل عن تبوغرافيا أرض الوادي الجديد أرض الصحراء الغربية المصرية.