وصلتنى هذه الرسالة البريدية عن جزء إسود من تاريخ الإخوان المسلمين ،وأردت أن أُطلعكم عليها .ولنتناقش حولها لو أردتم ذلك .
الرسالة .
فى مارس 1928 .. جلس شاب مع بعض رفاقه على أحد مقاهى الإسماعيلية ، مرتديا "بدلة وطربوش" .. لم يكن هذا الشاب سوى "حسن البنا" الذى قد تجاوز الثانى والعشرين من عمره .. ولم يكن يظن أحد أن يكون هو مؤسس أكبر خلية سرية للعنف فى مصر فى القرن العشرين .. وعندما سأله رفاقه عن إسم الجماعة السرية .. قال لهم "ألسنا مسلمين .. إذن فنحن جماعة الإخوان المسلمين!!" ... كان دستور تلك الجماعة هو القرأن والسيف والسياسة .. وكان شعارهم منذ البداية عبارة عن "سيفين بينهما مصحف" ..
** لم يكن أحد فى مصر يعلم شيئا عن تلك الجماعة ، أو مهتما بها .. ولم يلتفت أحد لنشاط "حسن البنا" الذى بدأ يتسع ليشمل معظم محافظات الوجه البحرى ..
** فى أكتوبر 1932 .. إنتقل "حسن البنا" إلى القاهرة ، وأصدر مجلة أسبوعية بإسم "الإخوان المسلمين" .. وأسس فروعا فى معظم المحافظات ، حتى وصل عددهم 120 جمعية .. ولأن السياسة هى الطريق إلى السلطة .. فقد بدأ الشيخ "حسن البنا" يلعب على كل الأحبال والقوى السياسية .. "الملك – الإنجليز – الأحزاب – الوفد – ضباط الجيش" ..
** إستدعى "فؤاد سراج الدين" .. "حسن البنا" .. وسأله "ياشيخ حسن .. هل أنتم جماعة دينية أم حزب سياسى؟!! .. لا مانع أن تكونوا حزبا سياسيا .. بشرط أن تعملوا فى النور ، لأنكم إذا رفعتم شعار "الله وأكبر .. ولله الحمد" .. فهذا غير معقول ، لأنه يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بينكم ، وبين الأحزاب السياسية" ... ولكن "حسن البنا" خدعه ، وقال "نحن رجال دين فقط .. ولا نفكر فى السياسة" ...
** عندما تولى الوفد السلطة ، بعد حادث 4 فبراير 1942 .. نفذ الحزب خطة "سراج الدين" ، وتخلصوا من الإخوان ، ولم يسمحوا لهم بمزاولة نشاطهم إلا من خلال المركز العام فقط ..
** فى صباح أحد الأيام .. فى شهر مارس 1948 .. كان "أحمد الخازندار" .. وكيل محكمة إستئناف مصر ، ورئيس الدائرة الأولى للجنايات .. يخرج من منزله فى ضاحية حلوان ، فى ساعة مبكرة ، متمشيا بهدوء فى تلك الضاحية الجميلة .. وفجأة إنطلقت 11 رصاصة إخترقت ثلاثة منها قلبه وصدره ، وسقط على الأرض غارقا فى دمائه .. وسقطت ملفات القضايا التى يحملها وأسلم روحه لبارئها ...
** كانت جريمته أنه أصدر حكما ، قبل إغتياله بالسجن ثلاثة سنوات على بعض أعضاء الجماعة .. وكانت أدلة الإثبات دامغة ، وإستخدم معهم الرأفة .. فصدر حكم بإعدامه ، ونفذه شابان من أعضاء الجماعة ، أحدهما فى العشرين من عمره ، والأخر فى الثانية والعشرين .. وأثبتت تحريات البوليس أن الشابين قضيا ليلتهما فى أحد مقار جماعة "الإخوان المسلمين" ، وحملا السلاح ونفذا الجريمة ضد القضاء والعدالة والقانون ، لإرهاب قضاة مصر .. وتوجيه إنذار بالقتل إذا تجرأ أحدهم ، وأدان أية جريمة يرتكبها الإخوان ...
** فى صباح الثلاثاء .. 28 ديسمبر 1948 .. وفى العاشرة صباحا .. وصل "النقراشى باشا" إلى المبنى الرئيسى لوزارة الداخلية ، وأثناء صعوده درجات السلم الذى يحيط به حرس الوزراء .. أطلق عليه "عبد المجيد حسن" ، أحد كوادر الإخوان .. وكان مرتديا ثياب ضابط برتبة ملازم أول ، رصاصتين ، قضتا عليه فورا .. وكان السبب أن "النقراشى باشا" أصدر أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان المسلمين .. وأمر بضبط أوراقهم ، ووثائقهم وسجلاتهم ، ومطبوعاتهم وأموالهم .. وتعيين مندوب خاص ، مهمته تسلم جميع أموال الجمعية ، وتصفية ما يراه .. وكان ذلك بموجب مذكرة تلقاها النقراشى من "عبد الرحمن عمار" وكيل وزارة الداخلية لشئون الأمن العام ... أما عن القاتل فقد كان طالبا بمدرسة الطب البيطرى ، بجامعة فؤاد الأول .. وإعترف أنه من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين .. وإعترف على خمسة من شركائه ، ثم إعترف بعد ذلك على تسعة أخرين ، وأحيلوا جميعا إلى المحاكمة العسكرية ...
** وقال النائب العام .. المستشار "محمد عبد السلام" فى مرافعته .. "لقد نكب المسلمون بأمثال هؤلاء ممن إتخذوا دين الله حجابا لستر نواياهم وقتل ضحاياهم .. إنهم ليسوا فقط عصابة خارجة على القانون ، وثائرة على النظام .. ولكنهم عصابة ضمت أخطر العناصر التى بليت بها مصر فى العصر الحديث" ... وقال "إنهم أوسع وأشمل وأخطر من أن يوصفوا بلفظ جمعية .. وإنما هم جيش إرهابى ، من بين وثائقه أوراق معنونة "قانون التكوين" .. وتتضمن عن كيفية تكوين وتنظيم الجماعة الإرهابية على نظم الخلايا ، من هيئة قيادة وأركان حرب وجنود ، وتكون فى مجموعها جيشا" ...
** فى عام 1965 .. خرج "سيد قطب" من السجن ، وكان يقضى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 15 عاما .. ولكن لم يمضى سوى أسابيع قليلة ، حتى أعاده "عبد الناصر" للمعتقل مرة ثانية .. وكانت التهمة هذه المرة هى التخطيط لقلب نظام الحكم ، والتخطيط لتخريب البلاد ، والقيام بسلسلة من الإغتيالات ، وشق القناطر الخيرية ، وإغراق الدلتا ، والتسلل إلى القوات المسلحة بتجنيد الشباب من ضباط الإحتياط ، والتسلل إلى الشرطة .. وقد تم ضبط شحنة من الأسلحة وصلت من السودان للتنظيم السرى للإخوان الذى أعيد تشكيله لتنفيذ الإنقلاب ...
** وإنتهت المواجهة الدموية الكبرى بالزج بكل قادة الإخوان فى السجون والمعتقلات .. "مصطفى مشهور – كمال السنانيرى – عمر التلمسانى – أحمد حسين – عبد العزيز عطية – مأمون الهضيبى – شكرى أحمد مصطفى" .. وغيرهم .. أما "سيد قطب" فكان مصيره الإعدام شنقا .. وكان السجن مثل الصوبة التى أفرزت عقول المعتقلين أفكار أشد سوادا من ظلمة الزنازين ، وأكثر إيلاما من بطش السلاسل الحديدية ..
** فى بداية حكم السادات .. طلب ملفات الإخوان المسلمين .. وقرر الإفراج عنهم فى صفقة سياسية سريعة ، لم يفهم أحد حتى الأن أسبابها .. رأى البعض أن "السادات" أراد أن يبدأ صفحة جديدة مع كل القوى السياسية ، لتجفيف منابع الحقد فى النفوس .. والبعض رأى إنه أراد إستقطاب عناصر التيار الدينى ، لمناصرته فى حربه ضد الشيوعيين والناصريين ومراكز القوى .. وأيا كان السبب ، فقد إنفتح الباب على مصراعيه لتيارات العنف ونافورات الدماء من جديد .. وإنتهت التراجيديا بقتل السادات نفسه فى المنصة فى عام 1981 ...
** كان خطأ السادات الكبير أنه ترك نجوم الإخوان يحكمون السيطرة على عقول الشباب .. تسللوا إلى الجامعات ، وإحتلوا وسائل الإعلام ، كما إخترقوا الداخلية .. فقد جمعت صداقة بين الشيخ "عمر التلمسانى" ، وبين وزير الداخلية "النبوى إسماعيل" .. وكان يتمادى فى الهجوم على الدولة ، بينما يتظاهر برفض العنف .. ونفذ بدقة الخطة التى أقرتها الهيئة التأسيسية للإخوان التى إنعقدت فى موسم الحج عام 1975 .. وكان مضمون تلك الخطة هى إعادة إحياء تعليمات "حسن البنا" فى شكل جديد ، والسير بالدعوة فى عدة إتجاهات سياسية وإقتصادية وثقافية وإعلامية .. وظهرت المشروعات الإقتصادية الإخوانية ، وشركات توظيف الأموال ، وتغلغل الإخوان فى الأحزاب خصوصا الوفد والعمل ..
** فى أحداث المحلة .. 6 إبريل 2008 .. أشارت أصابع الإتهام إلى الجماعة المحظورة التى تسترت كعادتها خلف شعارات ومنشورات تاركة الساحة للبلطجية والمسجلين ليقوموا بأعمال التخريب .. لكن كان العمال فى المحلة يرفضون الخلط بين مطالبهم وإضراباتهم السلمية .. فلجأ الإخوان لإستخدام الميكروفونات لحشد الناس ، ثم فشلوا .. فإستخدموا أسلوب التهديد لإرهاب الناس بالمرور على أصحاب المحلات وتهديدهم بكسر محلاتهم وحرقها إذا فتحوها يوم 6 إبريل ليجبروهم على المشاركة فى الإضراب ...
** ورغم وجود إشارات على تورط الإخوان فى أعمال التحريض .. كان اللافت للنظر ، تلك الهتافات اليسارية التى رددها المتظاهرون والمخربون على السواء .. وقد عبر عن تلك الخلطة بين الحزب الناصرى ، والإخوان .. "جابر سركيس" .. أمين أول الحزب الناصرى بالمحلة الذى إعتبر ما حدث ، إنه لم يكن سوى حالة طبيعية للمعاناة التى يعيشها أهالى المحلة ..
** ومن نتائج ركوبهم لموجة الثورة المصرية .. أقول لكم .. النتائج هى الإستيلاء الكامل على مجلس الشعب ، ومجلس الشورى .. ثم يأتى الدور الأن على أهم شئ ، وهو إسقاط الحكومة ، وسرعة عمل حكومة توافقية من مجلس الشعب ، يعنى من مجموعة الإخوان ، ثم تعيين رئيس توافقى .. وبعد ذلك تشريع الدستور ، للإعلان عن دولة الخلافة الإسلامية .. وتحقيق حلم "حسن البنا" ..
** إقرأوا مانشيتات بعض الصحف الصادرة اليوم .. تابعوا القنوات المأجورة .. وهى تروج لكل مطامع الإخوان فى إحتلال مصر ، وضاعت مصر .. وكفاكم سلبية وصمت أيها الشعب .... نعم .. لم أرى مجلس عسكرى يكتف المظلوم ، ويترك الظالم .. يحاكم المجنى عليه ، ويترك الجانى ..
** ماذا تنتظرون ياشباب مصر الحر الطاهر .. قد قرأت عليكم تاريخ الإخوان ، وكيف واجهتهم السلطات ، وكيف أوقفوا خططهم ومؤامراتهم الدنيئة منذ 1928 وحتى الآن للسيطرة على الحكم فى مصر .. والآن .. لا دولة ، ولا سلطة تقف أمام أطماعهم ، أو أكاذيبهم ..
** لا أجد كلام أختتم به مقالى .. ولكنى أؤكد أن مصر تتعرض لأكبر عملية تسليم السلطة للإخوان ، وعملية نصب كبرى سوف نصحو منها جميعا على سراب.
إنتهت الرسالة .
وأزيدك أنهم هم من قتلوا (فرج فودة ) وتوضئوا بدمه وقال الغزالى أمام المحكمة أن فرج فودة مرتد وقتله واجب وان جريمة الجانى تنحصر فقط فى إفتئاته على الدولة فى قتله - أى انه تقمص دور الدولة فى قتله ..