رجحت صحيفة "فانكوفر صن" أن الوزير عمر سليمان مدير جهاز المخابرات العامة المصرية هو أقرب المرشحين لخلافة الرئيس حسني مبارك لكنها لم توضح آليات شغله لهذا المنصب، معتبرة أن جمال مبارك يواجه صعوبات في تولي الحكم حتى لو رتب مع والده لهذا الأمر.
وقالت الصحيفة الكندية إن مقاهي القاهرة تعج بالكثير من السيناريوهات عمن يخلف مبارك بعد أن تصل دورة العمر إلى نهايتها المحتومة. لكن أيا من هذه السيناريوهات لم يكتمل نصه بعد.
وقالت إن السيناريو الأول يتعلق بجمال مبارك البالغ من العمر 46 عاما. وعلى الرغم من أن الرئيس نفى أنه يريد أن يخلفه ابنه وقال جمال مرارا إنه لا يطمح في خلافة والده إلا أن الكثير من المصريين توصلوا إلى عكس ذلك وهم ينظرون إلى الطريقة التي يتم بها تمهيد الطريق أمام تولى جمال الرئاسة. فقد تم تضييق القوانين الانتخابية على مدار السنوات الفائتة لكي لا تتاح فرصة حقيقية للفوز بالرئاسة إلا لمرشح الحزب الوطني الديمراطي الحاكم. وقالت إن جمال مبارك يشغل الآن منصب الأمين العام للجنة السياسات القوية بالحزب وأن عددا كبيرا من الوزراء الحاليين يعملون معه.
لكن الصحيفة اعتبرت أن جمال يواجه ثلاث عقبات الأولى أن شعبيته لا تكاذ تذكر بين المصريين وهو أمر مصدر قلق دائم حتى في الأنظمة شبه التسلطية مثل مصر. أما العقبة الثانية التي اعتبرتها الضربة الكبيرة ضد جمال فهي بغض المصريين لتوريث الحكم على الطريقة الملكية. أما الضربة الأخرى ضد جمال فهي أنه ليس عسكريا في بلد الجيش فيه هو المتحكم الإساسي في السلطة. وقالت إن العديد من المصريين يعتقدون أنه حتى لو حاول مبارك أن يقذف بكرة الخلافة إلى جمال فإن الابن لن يستطيع أن يمسك بزمام السلطة ما لم يتدخل الجيش ويعتبره مرشحه الخاص للرئاسة. لكن بعد الخبثاء يشيرون إلى أن الجيش ربما يكون سعيدا بوجود شخصية مثل جمال في الواجهة بوصفه رئيسا في حين يواصل كبار الضباط إدارة البلاد من وراء الستار.
أما عن محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية فقالت إن التكهنات التي تحدثت عن أنه قد يرشح نفسه في انتخابات العام القادم سرعان ما خفتت نظرا للقيود المفروضة على ترشح المستقلين من ناحية ولصعوبة أن يكون مرشحا للحزب الوطني من ناحية ثانية. وقالت إن البرادعي قال إنه أكثر اهتماما بمحاولة تشجيع الإصلاح السياسي في مصر أكثر من اهتمامه بالترشح إلى الرئاسة.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف معقول لا سيما أن المرشح الافتراضي للرئاسة هو عمر سليمان الذي يسمى أحيانا ب"حاكم الظل" في مصر وهو رجل يحظى باحترام كبير في كل من العواصم العربية وإسرائيل، مشيرة إلى أن مسألة الحكم في مصر "ليس بالهينة. فمصر وسكانها البالغ عددهم 81 مليون شخص لاعب أساسي في الدراما اليومية للشرق الأوسط. فعدم الاستقرار السياسي أو عدم اليقين في مصر سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بكاملها". وقالت إن مصر "حليف للولايات المتحدة يحظى بدعم جيد ووقعت معاهدة سلام عام 1979 مع إسرائيل مما يجعلها وسيطا إقليميا لا غنى عنه".