لا بد قبل توزيع التركة من قضاء كل الديون وتنفيذ الوصية ، وهذا ما تكرر فى آيات الميراث . وأخوك قد خالف القرآن فى هذا . وهو أيضا إن كان يؤمن بالتراث فلقد خالف ما جاء فى طبقات ابن سعد عن توزيع تركة الصحابى المشهور الزبير بن العوام ، وكان الذى تولى توزيعها ابنه الأكبر عبد الله بن الزبير . يقول ابن سعد "
إن الزبير بن العوام قد قتل ، وكانت عليه ديون تبلغ ألفي ألف ومائتي ألف دينار . ولم يترك أموالا سائلة كثيرة وكانت تركته بيوتا ودورا في الحجاز والأمصار بالإضافة إلي الغابة ، وهي ضيعة هائلة كان قد اشتراها بمائة وسبعين ألفا .. وقبل توزيع التركة قام عبد الله ببيع الغابة بألف ألف وستمائة ألف دينار ، ثم أعلن أنه من كان له دين فليأت ليأخذه ، فجاء عبد الله بن جعفر واسترد دينا له قيمته أربعمائة ألف دينار ، وأخذ به أرضا من الغابة ، وكذلك فعل الآخرون ، كل منهم أخذ أرضا بقيمة ديونه ، منهم عمرو بن عثمان وابن زمعة ومعاوية ، فلما قضي ابن الزبير ديون أبيه طالبه الورثة بتقسيم باقي التركة فقال : لا والله حتي أنادي في الموسم أربع سنين : ألا من كان له دين علي الزبير فليأتنا ، فلما مرت أربع سنوات قسم بينهم التركة ، وكان للزبير أربع نسوة فأخذن الثمن ، فأخذت كل امرأة منهن ألف ألف ومائة ألف ، هذا بالإضافة إلي ما أخذه الأولاد والبنات ، وكان له من الأولاد أحد عشر ذكرا وتسع نسوة .