(إستفسار عائشة حسين)
* محاولة تحقيق الحور العين في القرءان *

عبد الرحمان حواش في الأحد ١٩ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

*  محاولة  تحقيق  الحور العين  في  القرءان  *

ــ على ذكر" قرة العين " في الموضوع السابق ، طلبــــــت مني الأستاذة عائشـــــــة حسين - صانها الله  -  أن نتدبر معاً ما جاء في ذكر الحور العين، في كتاب الله .

ــ لنحاول- أنا وإياكم  -  تدبّر ما جاء في الحور العين، في الجنة، وذلك في كتاب الله المبين، وبئاياته البينات المبينات، الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ).

ــ جاء: حور العينصفة للنساء، ( الأزواج في جنات التعيم ) وذلك ما جاء في قوله تعالــى:

( كذلك وزوجناهم بحور عـين ) الدخان 54.  ومثله في الطور 20.

ــ وجاء: ( حور مقصورات في الخيام )الرحمان 72.

ــ وجاء: ( وحور عين ) الواقعة 22.

ــ الحور العين : هي الزوجة في الجنة ذات العين الحوراء الواسعة الشديدة بياض ما حول حدقتها، ولنا في شعر الشعراء تلــذذ  وشعور لذلك !  

ــ حوراءإن نظرت  إليـ         ك سقتك بالعينين خمراً

ــ وجاء  لجرير:

إن العيونالتي في  طرفها حـــور    --   قتلننا  ثـــم  لـــم  يحيين قتلانـا

 يصرعن ذا اللـّــب حتى لاحراك به  --  وهـن أضعف خـلق الله اركانا

ــ  جاء وصف الأزواج في ا لجنة بصفة العين وبأحسن صفة لها، - حور عين – لأن العين، لـُــبّ ما خلق الله من جمال في الإنسان، ومنتهاه، - وخاصة عين الأنثى  - ولذلك  نهانا الله أن نمـدّ أعيننا إلى ما متـّـع الله به أزواجاً هي زهرة  في الحياة الدنيا، لنفتنهم فيه . ماء جاء في طه 131. والحجر 88.كما أمرنا بغض البصر، ذكوراً، وإناثاً، حتى لا نُفــتن، ولا  نفتــتن، بأبصارنا.النور 30/31.

 

*  وزوجناهم  بحــور عــين  *

- الآية 54 من سورة الدخان ، وما جاء في سورة الطور 20.

ــ معنى زوجناهم  في هذه الآية وفي غيرها. إنما هو الإزدواجية، جعلهم زوجًا زوجًا، إثنين إثنين، إزدواجية الذكر بالأنثى، وازدواجية الأنثى بالذكر. لا زواج إنجاب وابتغاء ما كتب الله  لنا من ولد، كما هو في الدنيا.

ــ إزدواجية خاصة بالنعيم المقيم ، لأن أزواجنا ( ذكورا كانوا أو إناثا) قد يكونوا أو قد يكـنّ من أصحاب النار. كما جاءت أمثلة لذلك في كتاب الله.

ــ فزوجة نوح – مثلا – في النار وكذا زوجة لوط  ( عليهما السلام ) ( ضرب الله مثلا ... إمرأة نوح وامرأة لوط ...  وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) التحريم 10. وعكس ذلك امرأة فرعون ( غضب الله عليه ) ( وضرب الله مثلا ... إمرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ...).التحريم 11.

ــ وكذلك ما جاء بالنسبة لأبي إبراهيم ( عليه السلام ) أنه في النار- التوبة 114.

ــ وما جاء بالنسبة لإبن نوح ( عليه السلام ) الآيات هود 37 و43  والمومنون 27.

ــ في الحينأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا، أننا سوف ندخل الجنة نحن، وءاباؤنا، وذريتنا، وإخواننا، وأزواجنا. إذا ما إتبعوا هديه واتقوا الله. وذلك في ءايات كثيرة منها: ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم ... فنعم عقبى الدار) الرعد 23/24. وما جاء في سورة الزخرف  76 و 70 ، وما جاء  في  سورة  غافر8، إلى غير ذلك .

ــ ولذلك أمرنا الله أن نقي  أنفسنا وأهلينا من عذابه يوم القيامة في قوله تعالى في سورة التحريم 6 ( يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ... ) . ولنا – كذلك – في وصايا لقمان (عليه السلام )، لابنه ، وهو يعظه ، أُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.

ــ  أوصافهــــن ــ

ــ جاءت  أوصاف  عِـدة  لـ " حور العين " في القرءان المبين ، في ءايات كثيرة ، منها :

1)  هـن قبل كل شئ، أزواج  مطهرة ، جاء ذلك في قوله 25 البقرة  ( ... ولهم  فيها أزواج مطهرة ...) . وجاء  مثله في ءال عمران 15،  والنساء 57.

ــ معنى، مطهرة ، أنهن نظيفات - لا يحضن - (إذ لا لزوم للحيض– الدورة الشهرية – لأنهن غير مُعدات للولادة. وقد بينت ذلك بإسهاب في موضوع " ما هو الفرق بين الخبيث  والنجس  والرجس V"

 

2)  ( فجعلناهن  أبكاراً  عرباً  أتراباً )الواقعة 37/36. 

ــ ا ــ أبكاراً: عكس  ثيب ويبينه قوله تعالى : في البقرة 68 : ( ... لا  فارض  ولا  بكر ...).بَـقـَرة، لم تنتج بعدُ. وقوله تعالى في  سورة  التحريم 5  ( ... ثيبات  وأبكاراً ) وخاصة ما جاء في قوله تعالى، في سورةالرحمان 56 و74  ( ... لم  يطمثهن إنس قبلهم ولا  جان ). والطمث كما تقدم لنا هو إزالة البكارة وجعل الفتاة ، إمرأة، كما عند الأمازيغ (البربر) تمطــّوتّ – بنفس الجرس  الصوتي =  إمرأة. بعد طمثها فتاةً .

ــ ب ــ عُـرباَ : سبق ـ أن بينت ذلك في موضوع عرب وأعراب ( الموضوع  الرئيسي ) وهـن  « URBI «متحضرات ، كما نقول :  à  la  mode  ( مطابقة  لذون العصر ). وفق الزي  السائـد  in  fashion

ــ ج ــ  أتـراباً :متساويات  في  السن ، وجاء  اللفظ  في  قوله  تعالى، في سورة ص 52 :  ( وعندهم قاصرات الطرف أتراب  ) .

 

3)  قاصرات  الطرف ( فيهن قاصرات  الطرف ...) الرحمان 56. وقبله في  الصافات 48  وص 52.

ــ أرى هنا معنيـين:

ــ المعنى الأولأن الأزواج في الجنة، طرفهن قاصر إلا لأزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم . لا كما هـنّ  في الدنيا عيونهن منفذ للشيطان، وسبيل إلى الزنا، ولذلك أمرهن الله بغض البصر ( كما أمرنا بذلك وبالدرجة الأولى) ما جاء في سورة النور31/30. لأنالبصر سبيــــل

للشيطان وللفاحشة. ولذلك كن قاصرات الطرف في الآخرة، طرفهن يقتصر على أزواجهن، غنجاً  ودلالاً.

ــ  نلاحظ :- على غرار ذلك -  وتعزيزاً  لما  سبـق ، كونهن مقصورات  في الخيام –كذلك.

ــ والمعنى الثاني : هو جمال ءاخر، بالنسبة للعين، وهو ما نسميه بـ" العيون الناعسات ".

أو ما نسميه كذلك ، بالنظرة البريئة.

ــ ذلك لأن العين هي لـُـبّ  ما خلق الله في زينة المرأة، إذ منها يتسرب الشيطان إلى قلبها ومــن خلالــها تُوجــّـه، وتصل الرسالة، ولذلك أمرنا الله وأمرها - كما بينت – بغض البصر - بالدرجة الأولى -  وهذا  هو الحجاب، لا تغطية  الرأس  وبس !). كما بينت ذلك في موضوع  " الحجاب " وملحقه.

 

4)  ( حور مقصورات  في  الخيام ) الرحمان 72.كما أمرهن الله ، بالقصور في البيوت في الحياة الدنيا، حتى يسعدن ويُسعِدن أزواجهن وأهلهنّ ، بقوله تعالى في سورة الأحزاب 33 ( وقرن في بيوتكن .. إنما يريد الله ليذهب عنكم  الرجسأهل البيت  ويطهركم تطهيراً)

ــ لو كان  المقصود من هذه الآية أزواج النبئ كما يوحيه إلينا الشيطان، ( وكذلك جعلنا لكل نبئ عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً  ولو شاء ربك ما فعلوهفذرهم وما يفترون و...) الأنعام 112/113  لقال الله  لهن إسترسالاً "... ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ويطهركن..."( ... لستن ... فلا  تخضعن ... وقرن ... ولا تبرجن... وأقمن ... وءاتين ... وأطعن ...)ثم يقول سبحانه وتعالى بعد ذلك : ( إنما يريد الله  ليذهب عنكم  الرجس أهل البيت ويطهركم  تطهيراً ) ، ولم  يقل  ليذهب عنكن بنون الخطاب النسوي مع أنه يأتي بعد ذلك قوله تـتـمّــة لمخاطبتهن : ( واذكرن ما يتلى فــــي بيوتكن ...).

( ... ولو كان من عند غير الله لوجدوا  فيه اختلافا كثيراً ) .

ــ لقد سبقأن ذكرت  أن : أهل  البيت إنما هم  الذين يتــّـبعون رافع  قواعد البيت، وهـو إبراهيم (عليه السلام) الذي سمانا المسلمين من قبل: (...هـــــــو سمـــاكم المسلمين من قبل... )الحج 78.

ــ قلتإنّ أهل البيت تقرير من الملائكة من لدن العليم الخبير، حين البشرى لإبراهيم (عليه السلام) قالوا(الملائكة) لامرأة إبراهيم (عليه السلام)  ( قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل  البيت  إنه حميد  مجيد  ) هود 73.

ــ لم تـقل الملائكة  لامرأة إبراهيم (عليه السلام) : " رحمة الله وبركاته عليك، أهل البيت"

وإنما قالوا لها : ( ... رحمة الله وبركاته عليكم  أهل البيت ...) إذ هذا النعت مقصود  بــــه :

إبراهيم، ولوط ( عليهما السلام ) وكل من حول البيت مـمّن ءامن بهما ، وكل من يقصد البيت من المؤمنين.

ــ وسبقأن بينت كذلك،أن أهل البيت ليسوا أزواج محمد ( الصلاة والسلام عليه ) كما يدّعون افتراءً على الله ، وعلى دينه !.

ــإنما أهل البيت - كما سبق أن ذكّرت – هم  كل المؤمنين الذين يتّبعون ملة إبراهيم (عليه السلام):

ــ ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ... ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة ... ربنا وابعث  فيهم  رسولا منهم ... ) البقرة 127/130.

ــ ( ... مـلـّة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ... ) الحج 78.

ــ ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتــّبع ملة إبراهيم حنيفا ...) النساء 125.

ــ ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً  وما كان من المشركين ) النحل 123.

ـ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف ).

ــ قوله تعالى: (... حور مقصورات في الخيام ) يبدو أن ذلك جاء على غرار كونهن في الدنيا يتسكعن الطرقات ويختلطن بالرجال ( إقترابا من الزنا ) وقد نهانا الله وأمرنا بــــــــعدم

الإقتراب منه ، مع أن الله تعالى نهى عن ذلك، في قوله : ( ... ولا تقربوا  الفواحش ...) الأنعام 151 وقوله : ( ولا تقربوا الزنا...) الإسراء 32.

ــ نلاحظ:الإقترابمن الفاحشة، والفاحشة : الزنا .(النهي عن الإقتراب، دون الوصول والإيصال ).

ــ ولذلك أمرهن بـ : ( ...وقرن في بيوتكن ولا  تبرجن ...). عدم الإستقرار في البيت والتبرج يساوي الإقتراب من  الزناولا نشك في ذلك .

ــ يبدو أن التعبير بالخيام هنا ، من أجل التطابق مع سكن أهل مكة والمدينة، في الخيام قديما !

 

5) ـ من أوصافهن كذلك ـ ( ... وكواعب أترابا ) النبأ 33.وهو تكعب الثديـين واستدارتهمــــا ( ... وصوركم فأحسن صوركم ...) . ( صُـنع الله الذي أتقن كل شئ ...) .

ــ جاء هذاالحسن – ويا له من حسن !في وصف حور العين في الجنة. جاء ذلك في غرار نهيه – سبحانه وتعالى - المرأة على إبداء هذه الزينة وجاء ذلك في سورة النور 31.جاء الضرب على النهود بالدرجـــة الثالثـــة، بعد غض البصر، وحفـــظ الفرج ، جــــاء  قولــــــــه ( ... وليضربن بخمرهن على جيوبهن ...) .

ــ بينتفي موضوع : " القول الفصل في الحجاب " من كتاب الله ، والموضوع الملحق به بينت أن التعبير بالضرب يبينه قوله تعالى في سورة  الحديد 13( ...فضرب  بينهم  بسور...).

ــ إذنيجب على المرأة أن تبني بخمارها سوراً على نهديها حتى لا تَــفتِن  ولا  تُـفتن وحتى يكون صدرها  كأنه  لوحة الغسيل  une  planche  à  laver، كما يعيبون بذلك المرأة التي نهديها  ضئيلين ، فإذا غضّت بصرها ، مع ذلك - وهو الأصل – فلا منفذ للشيطان. فعندئذ، وبذلك تردّ  بصر الذي في قلبه مرض، خاسئا وهو حسير. ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

ــ بينت في الموضوع الآنف الذكر- كذلك - أن التعبيرالذي جاء في كتاب الله، بالنسبة لمريم ( عليها السلام ) ، في قوله تعالى : التحريم 12.( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها

فنفخنا فيه من روحنا ...) .فكأن مريم  ( عليها السلام )  بنت حول فرجها حصناً، ويبينه من كتاب الله ( ... قرى مُحصنة ...) الحشر 14.

ــ سورعلى النهود وحصن على الفرج، يا لها من سعادة في الدارين !!أيتها المرأة المؤمنة !

 

6) ــ وجاء في أوصافهن : ( فيهن خيرات حسان ... حورٌ...)  الرحمان 70/74.

ــ وصف الله  في   هذه الآيات ، حور العين ، بالخيرات  الحسان.

ــ يبدو أن الخيرات الحسان هي  جزاء  لمن يسارع في الخيرات في الحياة الدنيا، ويستبقها ، ويفعلها ،  فجزاؤه في الجنة : الخيرات الحسان ما جاء في الآيات التالية -  على الأقــل  - : ( ... وأوحينا إليهم فعل الخيرات ...) الأنبياء  73. ( ... إنهم كانوا يسارعون في الخيرات...)

الأنبياء 90.  والجزاء هو: (أولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ) التوبة 88. نلاحظ : أولئك ... لهم   الخيرات -  في الآخرة -

ــ إذن فلهمفي  الآخرة -  جزاء  وفاقاً – خيرات، وخيرات حسان، وهن الحور العين  لأن الحسن جاء من صفاتهن في كتاب الله المبين ( ... ولو أعجبك  حسنهن ...) الأحزاب 52.

ــ ثم أخيراً  جاءت أوصاف لهن ( الحور العين ) بالتعبيرات : كأنهن ... كأمثال....

ــ جاء في سورة الصافات 49 ( كأنهن  بيض مكنون ) بيض كبيض النعامة مثلا ، بياض  مصونٌ، خالص، لم  تعتره  عوامل الطبيعة، ولا غيّرت  نصاعته حرارة الشمس .

ــ وجاء-  كذلك - في سورة الرحمان : ( كأنهن الياقوت والمرجان ) الرحمــــــــــــــان 58.

( rubis  et  corail ).

ــ وجاء  في سورة الواقعة 23 ( كأمثال اللؤلؤ  المكنون ) بالنسبة لحور العين -  كذلك  -

( les  perles)التي تستخرج  من المحار  (huitres ).

ــ وهذه الألوانالتي خصّها الله لحور العين في الجنة، هي الألوان الزاهية التي نعرفها في حياتنا الدنيا، وهي الألوان - المشرقة المفتـِـنة - التي نجدها في الحِلية التي نستخرجها من البحار والأنهار، مع ألوان الثياب من حرير ومن سندس  خضر وإستبرق !فيا له من نعيم مقيم !!

 

*  إنا أنشأناهن إنشاء  فجعلناهن...  *

- الآية 35/36 من سورة الواقعة

 ــ هنا، في هذه الآية ، يبين لنا الله، أن نساء الجنة بل أزواج الجنة هــــن منشئات إنشاءً  (بالمفعول المطلق) .  أي ليسـت هن أزواجنا، ذكورا كانوا أو إناثا في الحياة الدنيا.

ــ أنشأها الله لنا  ( ذكوراً أو إناثا ?) كما أنشأنا أول مرة ( ... هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض...) النجم 32. وما جاء في سورة هود 61. وما جاء في سورة يس 79.

ــ أنشأها الله لنا إنشاءً– في الجنة -  حسب ما أخبرنا به الله  - كل ما يتلذذ الرجل من المرأة وكل ما تتلذذ  المرأة  من الرجل  عيون، نهود، أساور، لباس، وغير ذلك. فليس لنا - مثلا  -  بحاجة إلى حيوانات منوية ، ولا إلى بويضات ، ولا إلى رحم ، ولا إلى دم  حيض، ولا للبن في النهود ، ولا... ولا...  فكل ما في الدار الآخرة أنشأه الله إنشاء كما أنشأنا أول مـــرة في الدنيا- بدليل قوله تعالى: ( ... وننشئكم في ما لا  تعلمون  ولقد علمتم النشأة الأولى ... ) 61/62. الواقعة.

ــ وما جاءفي قوله تعالى : ( ... ثم الله  ينشئ  النشأة الأخرى  إن الله على كل شئ قدير) العنكبوت 20. نلاحظ التعبير: بثـم  التي للتراخي. وما جاء في سورة النجم 47.  وما جاء في سورة النجم 47:(وأن عليه النشأة  الأخرى ).

ــ لاصلة لنا بأزواجنا  اللائي كنّ لنا زوجات في الدنيا !كما لا صلة  لأزواجنا - بنا -  اللائي كنّا لهـــم أزواجا فــي الدنيا !فـفي الآخرة، لنــا ولهن أزواج مــنشئات حسب ءايـــات الــواقعـــة -  كما تقدم  - وإنما يلحقنا بهن إن كنّ من أهل الجنة، كما يلحقها بنا إن كنا من أهلها – إن شاء الله – وذلك كما بيّنت من كتاب الله : أزواج ، نوح ولوط ( عليهما السلام ) وزوجة فرعون. كما أن أب إبراهيم وما أد راك ما إبراهيم ( عليه السلام ) وابن نوح  في النار، وما أدراك ما نوح

( عليه السلام ) في النار.

ــ لمـن تُــنشأ !?

ــلنتصـفّح كتاب الله الذي هو تفصيل كل شئ – ( ... وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يومنون )يوسف 111.والذي هو تبيانا لكل شئ ( ... ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل  شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) .النحل 89.

ــ جاء في الكتاب المبين، أن الجنة يدخلها كل من اتقى الله وعمل صالحا، وغفر الله له، من ذكر وأنثى: ما جاء  في  سورة  ءال عمران 195. ( ... أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض ...) .وما جاء في سورة غافر40 ( ... ومن عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مومن فأولئك يدخلون الجنة ويرزقون فيها بغير حساب  وما جاء في سورة النساء 124. وما جاء في سورة النحل 97.

ــ وجاء في كتاب الله جزاء الحور العين  -  التي أنشأها الله  إنشاء  -  والتي لا نعرف ماهيتها ولا تركيبها، تشريحيًّا. لم يصف الله لنا منها، إلا أن عيونها حور،  وأنها كواعب ، وأنها لم يطمثها إنس - قبلنا - ولا جان ، وأنها تلبس الحرير وتلبس ثياباً خضرا ... كما سنلبسها، وتلبس أساورًَ من ذهب، كما سنلبسها، نحن كذلك.  لنتدبر  الآيات : ( إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يُـحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير) الحج 23. وما جاء  في  سورة فاطر 33.

ــ ذكر الله لنا بعضا  - فقط  - مـمّا يمكن أن توصف به ، وممـّا  نشتهي أن تكون !هي جزاء لـ : ( ... ولمن خاف مقام ربه...  فيهن قاصرات الطرف ...) الرحمان 46/56..( والسابقون السابقون ... وحورعين ) الواقعة 10/22.

ــ ( إنا أنشأناهن ... لأصحاب اليمين ) الواقعة 35/38.

ــ ( إن المتقين  ... كذلك  وزوجناهم بحور عين ) الدخان 51/54.وما جاء في سورة الطور17/20. وءال عمران 15. وص 49.

ــ وللذين ءامنوا وعملوا الصالحات ، كما جاء في سورة البقرة25  والنساء 57، والكهف 31 ، والزخرف 69/70 ، وغير ذلك .

ــ الخلاصة: إنهن جزاء : لمن خاف مقام ربه، وللسابقين ، ولأصحاب اليمين ، وللمتقين ، وللذين ءامنوا .

ــ فكما ذكرت : فإن الذكر والأنثى من عباده  يحظون بهذه الخيرات الحسان، لأن كل النـّعوت التي جاءت قبل ذكرها  تشملهم ، ذكورا وإناثا - على السوية.

 

ــ ( ... فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا  قليل ) التوبة 38.

ــ ( ... لهم فيها نعيم مقيم ) التوبة 11.

ــ ( خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما )الفرقان 76.

ــ ( ... ذلك يوم الخلود ) ق 24.

ــ ( ... أولئك لهم عقبى الدار ) .الرعد 22/24.

ــ ( ... ونعم  أجر العاملين ) .ءال عمران 136 وما جاء في الزمر74.

ــ ( ... ولنعم  دار  المتقين ). النحل 30.

ــ ( لهم دار السلام عند ربهم ... )الأنعام 127. ومثله في بونس 25.

ــ (... ويلقون فيها تحية وسلاما ) الفرقان 76. ومثله في الأعراف 46 ، يونس 10 ،الرعد 24. مريم 62، الأحزاب44. ق 34 ، والواقعة 26. وغيرها ...

ــ ( ... ولقاهم نضرة وسروراً ) الإنسان 11. من النضارة:القيامة 22 ، والمطففين 24.

ــ (... وفيها مــــــــا تشتهيه الأنفس وتــــــلذ الأعين...)الـــزخرف71 (.بيضاءلــذة للشاربـــين )الصافات 46. وما جاء في الأنبياء 102 وفصلت 31 ، والزخرف 71 ، والطور 22 ، والواقعة 21 والمرسلات 42.

ــ ( ... لا يرون فيها شمسا ولا  زمهريرا) الإنسان13.

ــ ( لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاما...) مريم 62.السلام هنـــــا : السلــم والوئام والهدوء paix-paxفلا " قاعدة "  ولا  إرهاب !

ــ ملاحظات: جاء السرور -  في الجنة  -  في سورة الإنشقاق 9. تجانسا (الجناس) مع سرور أهل النار في الدنيا – الآية 13.

ــ كما جاءالتجانس في التعبير بالمرتفق في الجنة وفي النار في قولــه: (... وحسنت مرتفقا)الكهف 31 . وقوله : ( ... وساءت مرتفقا )29 في نفس  السورة.

ــ كما جاء التجانسبين نصب أهل النار وعدم النصب ( التعب ) بالنسبة لأهل الجنــة : الغاشية 3. ( عاملة ناصبة ) والحجر 48 ( لا يمسهم فيها نصب ...) ، ومـــا جاء في سورة فاطر 35.

ــ ( ... لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب)35 فاطر. وما جاء في سورة الحجر48.

ــ فليبشرْالرجال أن لا قوامة !ولا عبـئ !ولا تكليف !عليهم على النساء في الجنة.

ــ ولتبشرْالنساء أن لا رق !ولا عبودية !عليهن في الجنة من قبل الرجال !ولا خضوع، ولا تبعية لهم !.

ــ كما جاء التجانسفي الأهــــل. أهــــل الجنة: ( وينقلب إلى أهله مسروراً ) الإنشقـــــاق 9.

 و ( ... تخاصم أهل النار ) ص 64.وما جاء  في  الإنشقاق 13.

ــ وجاءالجناس -  كذلك  -  بالنسبة للظل في النار وفي الجنة في قوله تعالى : ( ... وندخلهم ظلا ظليلا )57 النساء. وما جاء في الظل في الجنات كما سيأتينا في الخلاصة، ثم ما جاء من جناس بالنسبة  للظل  في نا رجهنم  في سورة  المرسلات 30/31.  وسورة الزمر 16.( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل...).

ــ كما جاء الجناس في الشراب ، في الجنة : ص 51 . الإنسان 21. وفي النار : ( ... وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ). محمد 15. وما جاء في الكهف 29. وغيرهما .

*  الخــــلاصة  *

ــ قبل أن أشرع في خلاصة الموضوع ـ أستسمح قرائي  الكرام، أن نحاول معاً إلقاء نظرة إجمالية ولمحة مختصرة ، عن حياة أوليائه وأحبائه ، في جنات عدن ، جعلــهم الله وإياي من ساكنيها  - ءامين  - ذلك أن نعيمها المقيم له صلة  بــ : حور العين .

ــ خلاصةالقول أن الله سبحانه وتعالى سوف  يدخل الذين ءامنوا، واتقوا ،وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض عطاءً غير مجـــذوذ . هود 108. وذلك جزاء لما كانوا يعملون في الدنيا.  وهذا الجزاء لا فرق فيه بين ما نسميه الذكر والأنثى في الدنيا كما جاء في سورة ءال عمران 195 وفي سورة غافر 40، والنساء 124 ، والنحل 97.

ــ بينت أن كل ما في الآخرة ، وفي الجنة خاصة : هو ما سماه الله بالنشأة الأخرى، وذلــــــك

-  كما بينت -  ما جاء في سورة  العنكبوت 20، ويـس 79 ، والنجم 47، والواقعة 61/62.

ــ إن ربك فعال لما يريد -  كذلك  -  الله  يخلق ما يشاء –

ــ ذكر اللهالنعيم المقيم في الآخرة ووصف نوعيته بأوصاف كثيرة منها :

ــ ( ... قد أحسن الله له رزقا )الطلاق 11.

ــ جنات وأنهار  وفواكه – جنات تجري من تحتها الأنهار ( ... وفاكهة  كثيرة لا مقطوعة  ولا  ممنوعة ) الواقعة 20/32/33.

( قطوقها دانية ) الحاقة 23. ( وذ ُلـّلت قطوفها  تذليلا ) الإنسان 14. وما جاء في ص 51 و 54 الرحمان، و15 محمد ، و42 المرسلات.

ــ سُـرر وفرش : الطور 20.  الرحمان 54 .والغاشية 16.

ــ ظلال : النساء 57 ،  الرعد 35 و41  المرسلات ، يس 56 ، الواقعة 30 ، الإنسان 14.

ــ نخل  ورمان : الرحمان 68.

ــ أكل  وشرب هنئ ، اتكاء  على الأرائك : الطور 19/20 ، الحاقة 24 ، المرسلات 43 . الكهف 31 ،يس 56 ، و ص 51 ، الرحمان 54 و76 ، الإنسان 13.

ــ إن الله  سبحانه وتعالى سوف يجازي عباده المؤمنين، المتقين الصالحين، في جنات النعيم، بشتى أنواع الملذات وبشتى ما تشتهيه الأنفس -  كما تقدم  :

ــ فاكهةمما يتخيرون – ولحم طير مما يشتهون- وحور عين كأمثال ... وكأنهن ...  وقاصرات الطرف – مقصورات في الخيام -  كواعب  -  وأنهار من ماء غير ءاسن – ولبن لم يتغير طعمه، وخمر لذة  للشاربين ، وعسل مصفى – ورزق - غـُـدواً وعشياً -  من غير نصب ولا لغوب-  ظلال – لا شمش ولا زمهرير- فرش  وزرابي ، واتكاء على الأرائك والسرروسقي وخدمة من لدن ولدان، وغلمان إلى غير ذلك  من النعيم ، في جنات الفردوس.

ــ ملاحظتان مهمتان :

ــ بالنسبة للباس: الأساور من ذهب ، والحرير، ولباس خضر من سندس وإستبرق ، جاء هذا اللباس بالنسبة للذكور وبالنسبة للإناث في الدنيا، ذلك  ما جاء في سورة الكهف 31 – وفاطر 33 – والحج 23 – والإنسان 21 -  في ذكر الأساور.

ــ أما ما جاءفي لباس الحرير وما يُـشبهه ، جاء ذكر ذلك في الآيات التالية : الكهف 31- الحج 23 – فاطر 33 – والإنسان 12/21. وغيرها.

ــ من الغريب أن كان ذلكم اللباس : أساور من ذهب وحرير  و... ، كان شذوذاً في حياتنا الدنيا فإذا به ، سوف يكون لباسا لنا ولأزواجنا : - ذكورا وإناثاً -  متساوين في ذلكم اللباس ، فلا غرابة في ذلك !إذا كان الله  اللطيف الخبير ،هو الذي اختار لنا ذلك، وأخبرنا به  - سبحانك !سبحانك !ما أعظم شأنك !.

ــ أما بالنسبة للأولاد جاء التعبير بـ : الولدان  وجاء  التعبير بالغلمان .

ــ جاء  التعبير  بالولدان مرتين  - فقط  - مع نعتهم بـ : " مخلدون " في سورة الواقعة 17 وفي سورة الإنسان 19.

ــ نلاحظ  أن  التعبير بالولدان في  القرءان ، وفي غير هذين الموضعين جاء  التعبير بوصفهم : مـُستضعفين.  في سورة النساء 75 و98  و127.

ــ نستنتجمن هذا أن التعبير بالولدان في تلكم الآيات يدل دلالة واضحة أنهم صغار، دون البلوغ ( دون التكليف ) فنفهم من هذا -  استنباطاً  واستنتاجاً -  أن أولادنا ذكورا،ً وإناثا،ً  الذين وافتهم المنيّـة قبل البلوغ سوف  يخدموننا في الآخرة سقياً  وتقــــرّ بهم أعيننـــا.       (ويُــطاف  عليهم ... ويطوف  عليهم  ولدان  مخلدون ... وإذا رأيت  ثــمّ  رأيت  نعيماً  وملكا  كبيرًا... ) الإنسان 15/22..وما جاء  في  سورة  الطور 24.  وسورة الواقعة 17  والزخرف 71.  وغيرها.

ــ  أما التعبير بالغلمان  في ءاية الطور 25  ( ويطوف عليهم غلمان لهم  ... ) .

ــ  يبـدو أن هؤلاء  أُنشـئوا  إنشاءً لمن لم يلد تماماً - في  الدنيا -  وكان جزاؤه جنة النعيم  -  أو لم  يتزوج ،  أو  لم  يمت  له  ولدان  دون البلوغ ،  فهؤلاء  ينشئ  الله  لهم  غلمانا  بنفس المواصفات التي  للولدان  تخدمهم  وتسقيهم ...

ــ يلاحــظ  التعبير بـ : لهم  ( غلمان ٌ لهم ) في خدمتهم . -  والله أعلم.  ــ عـُمال - سقي !جاءت في  كتاب الله، في وصف  هذا  السقي وأولئك  السقائين  من ولدان وغلمان ءايات كثيرة  يطول ذكرها. أكتفي بالإشارة إلى بعضها :

ــ  الشراب : ص 51 – والإنسان 21 و17 و9.

ــ  الصحاف من ذهب : الزخرف 71.

ــ  الآنية من فضة : الإنسان 15.

ــ  الأباريق:  الواقعة 18.

ــ  الأكواب : الزخرف 71 -  الغاشية 14  ، وغيرها.

ــ  الكـأس : الواقعة 18 -  الطور 23 ، وغيرها.

ــ ملاحظـة : جاءت صفة  الأواني بالذهب  بالنسبة  للصّـحاف .الزخرف 71. وجاءت بالنسبة للأواني الأخرى بالفضة . الإنسان15. ( الأباريق ، الأكواب، والكأس ).

ــ كما جاءت الأساور من ذهب بالنسبة للذكور والإناث . وجاءت الأساور من فضة  بالنسبة للولدان ، والغلمان . ( ولو كان من عند غير الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

ــ وأخيرا  أكتفي  بما تقدم  لأن الموضوغ  شائك، والحديث عليه، ذو شجون، وأعتذر لقرائي الكرام - على ذلك - وأسأل المولى العلي  العظيم  أن  يجعلهم  وإياي من : ( والذين إذا  ذكروا بئايات ربهم لم  يخروا  عليها  صما وعميانا ... ) إلى آخر سورة الفرقان. ( إنما  يؤمن بئاياتنا الذين إذا ذكروا  بها خروا سجـّـداً وسـبّـحوا بحمد ربهم  وهم  لا يستكبرون).

ــ  والله  أعلـــــــم  ــ

اجمالي القراءات 31891