معارك " كر وفر " لليوم الخامس على التوالى مازالت تجرى ، فى محيط وزارة الداخلية بين رجال الأمن و" ثوار " مجهولين ، رغم عشرات المبادرات التى تقدم بها العديد من الشخصيات العامة واعضاء فى مجلس الشعب ، وثوار حقيقين .
هناك بالطبع ضحايا سقطوا من الجانبين ، كما أن مبنى الضرائب العقارية المجاور لوزارة الداخلية إحترق بفعل فاعل ، مثلما إحترق المجمع العلمى من قبل ، والمعركة مازالت مستمرة .
ومثلما حدث فى الموقعة الأولى فى شارع محمد محمود ، وأيضا فى محيط مجلس الشعب من قبل ، وحاليا فى محيط وزارة الداخلية ، هناك صبية صغار يلقون بالحجارة على رجال الامن المدافعين عن الوزارة ، بل أن القنابل المسيلة للدموع التى يلقيها رجال الشرطة على الثوار الصغار من اجل تفريقهم ، يقوم هؤلاء " الصبية " أوالثوار الصغار بإعادة إلقاء تلك القنابل على " الأمن "
الغريب إن ألتراس الأهلى أعلن أنه ليس متواجدا فى محيط وزارة الداخلية ، بل كان أغلب مشجعى الألتراس فى عزاء النادى الاهلى وقت وقوع تلك الأحداث ، وذلك لتقديم واجب العزاء فى زملائهم الشهداء الذين لقوا مصرعهم خنقا ودهسا وبإلقاء أجسادهم الطاهرة من فوق أسوار إستاد بور سعيد ، كما إن معظم إئئتلافات الثورة وشباب 6 إبريل وحركة كفاية ، تبرأوا من الاحداث الجارية حاليا فى محيط وزارة الداخلية.
والسؤال الأن : من الذين يلقون الحجارة على رجال الامن امام وزارة الداخلية ، وفى محيط مديرية امن الاسكندرية بسموحة وامام شرطة الاربعين بالسويس؟
الإجابة من وجهة نظرى المتواضعة إن أغلب هؤلاء من اطفال الشوارع والبلطجية الصغار والشباب " الصايع " الذى لا عمل له ، ويعملون الأن لحساب " الأناركية " أى الشباب الفوضوى الذى يريد هدم كيان الدولة من اجل بناء دولة جديدة ، ومن اهم الركائز الذى يريدون هدمها من اجل تحقيق أهدافهم واغراضهم ط الشاذة هم رجال الجيش والشرطة ن وتمهيدا لهدم إقتصاد الدولة وكيانها الإجتماعى بعد ذلك .
والأناركية فى مصر يقلدون جماعة أنونيماس أو الخارجين عن القانون أو الهدامين والتى يميزها إرتداء قناع جاى فوكس الشهير ، ويقال أنها جماعة ماسونية تابعة للمخابرات الامريكية.
ومن ضمن مبادىء تلك الجماعة هى إعتناق فلسفة " الأناركية " أو المذهب الفلسفى اللاسلطوى ، وهو مذهب فوضوى قائم على الرغبة فى بناء مجتمع قائم على المساواة والتعاون بين افراد الشعب دون وجود طبقة حاكمة أى عدم الإعتراف بالدولة ككيان حاكم ن ومعارضة كل القوانين المقيدة للحريات ولحركة تدفق المعلومات وعدم الإعتراف بالرقابة إطلاقا ، ورفض الديكتاتورية بكافة أشكالها.
وأعضاء الأناركية ليس لهم موطن ولايعترفون بالحدود ، وقاموا بتأييد ثورة يناير ، وإستقطبوا مصريين للعمل معهم ، ولحسابهم من اليساريين المتطرفين وغلاة الشيوعيين فى مصر ، وأصبح شغلهم الشاغل المطالبة بسقوط حكم العسكر وهاجمة رجال الامن ، بمناسبة وبدون مناسبة ، والهدف واضح وهو هدم القوات المسلحة والشرطة وإشاعة الفوضى والإنفلات الامنى فى المجتمع وهدم الإستقرار ، من اجل بناء دولة جديدة وعلى أسس جديدة كما فى خيالهم المريض
وقد شاهدنا فى ميدان التحرير فى مليونيات مختلفة من يرتدى اقنعة "فانديتا" وهو الاسم الصحيح للقناع الشهير الذى استخدم فى سلسلة افلام بعنوان"v for vendetta" وتحول هذا القناع إلى شعار للتظاهرات الشبابية التي اجتاحت عدة مدن في أنحاء العالم ، والقناع يعبر عن شخصية كما قلت عن "جاي فوكس" الشهيرة في التاريخ الانجليزي، حيث سعى في عام 1606 لتفجير مبنى البرلمان الانجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، لكن السلطات اكتشفت مخططه قبلها بساعات وقبضت عليه وتم تعذيبه وإعدامه ، واصبح ارتداء هذا القناع مجرد رمز لاخفاء هوية المتظاهرين حتى لا تنكشف هويتهم وبالتالى سهولة القبض عليهم .
الأناركية فى مصر يحتضنون أطفال الشوارع فى مصر مقابل وجبات وإقامة فى خيام التحرير ومصروف جيب من اجل تنفيذ مخططهم الشيطانى بهدم دولة مصر العظيمة ، وقد شاهدنا بعض من هؤلاء المغرر بهم من " أولاد الشوارع " يهاجمون الجيش والشرطة فى موقعة محمد محمود – الأولى والثانية – ويحرقون المجمع العلمى ومبنى هيئة الطرق والكبارى وينهبونه من قبل ، وقاموا أيضا بحرق مبنى الضرائب العقارية بجوار وزارة الداخلية ، وللاسف هناك من الإعلاميين والمثقفين من يشجعهم على ذلك بحجة تنفيذ مطالب الثورة وكى تكون الثورة مستمرة ، حتى ولو حرقوا الشعب المصرى ومرافق الدولة كلها ، مبنى تلو الأخر .
وقد تحالف دون قصد المباركية أى أتباع مبارك من الفلول المجرمين مع الاناركية من اجل هدم كيان الدولة ، وإعادة بنائها من جديد ، ولكن كل على طريقته .
وأصبحت مصر الأن محاصرة بين الأناركية والمباركية ، أى بين شباب فوضوى أناركى يدعو إلى هدم كيان الدولة ، ويسلط سهامه على الجيش والشرطة ، ويدعوا إلى توقيف عجلة الإنتاج وتشجيع المظاهرات الفئوية ، بل والعصيان المدنى لإسقاط الدولة وهيبتها، وإعادة بنا دولة جديدة قائمة على الحرية اللامحدودة .
وبين أتباع نظام مبارك من " المباركية " ، الذين يريدون هدم النظام القائم أيضا من أجل عودتهم إلى سدة الحكم ، والتمتع بالأموال التى نهبوها بعيدا عن المحاكمات ، ومن أجل إجهاض الثورة ، وأعادة بناء نظامهم المستبد السلطوى الديكتاتورى من جديد ، على أنقاض الثوار بل والمصريين جميعا .
ولكن ستبقى مصر قوية ولن تهدم أركانها ، لإن الله يحفظها رغم أنف الاناركية والمباركية .
حمدى البصير
Elbasser2@yahoo.com