لم يتعلم الشعب المصري بعد
مشكلة الشعوب على مر التاريخ أنها هي من تصنع الظالم، وربما يختلف معي الأغلبية من الناس في هذا الكلام كيف أحكم على الظالم مثل المظلوم، أقول لم يتمادى أي ظالم من البشر للناس إلا برضا الناس، أي الخضوع والخنوع والجبن عند الأغلبية من الناس هي من تجعل أي ظالم يرى نفسه أنه فوق الجميع ولا ينظر للناس إلا على أنهم خدم وعبيد له يقتل من يشاء منهم ويدوس على من يشاء، ويثمن من يشاء ويجوع من يشاء منهم وفي أي وقت يشاء، ويجند منهم من يشاء ليقهر به من يشاء، كل هذه الصلاحيات عند أي حاكم ظالم لم يأتِ بها إلا بموافقة الناس وعلى أعين الناس، يذل فيهم ويبيع فيهم ويجامل بهم مثل الدواب دون أن ينطق أحد منهم بحرف، على سبيل المثال نتكلم عن مصر، من الذي جعل أكثر من 40% تحت خط الفقر من المصريين وعلى الطرق 40% آخرين غير سكوت الناس والطاعة لهؤلاء الظلمة كل هذا الوقت؟!.. وبالتالي يتخيل الظالم أنه صاحب الحق يفعل بالناس كما يشاء وهو أول عن آخر فرد أو عدة أفراد تفعل في المجتمع ما تريد طالما ليس هناك من يحاسبهم أو يسألهم، وإن تاريخ الشعب المصري منذ أكثر من نصف قرن من الزمان لو دققنا به سوف نجد الأتي:
الفقراء يورثون أبناهم الفقر واللصوص يورثون أبناهم اللصوصية وطريقة كيف تنهب حقوق الآخرين وتذل الآخرين، والمشكلة أن الجميع يعيشون على أرض واحدة، ويحملون جنسية واحدة، ولكي يتغير هذا الوضع المخزي لا بد أن يعلم الناس أنهم هم المقصرون وهم الساكتون وهم الذين يقبلون الظلم دون مواجهة الظالم، وفي نفس الوقت لا بد أن يعلم الناس إن كانوا يريدون العيش مثل البشر أنهم أصحاب حق في كل شيء على أرض مصر، وأصحاب حق في جميع موارد مصر من بترول وغاز ومعادن أخرى، كل مصري لا بد أن يطالب بذلك، أين أنتم من كل هذا يا مصريين؟!.. حقوقكم تنهب بالمليارات ولم تعلموا عنها شيئاً، أين أنتم يا مصريين من كل ذلك؟!.. يجب وقف هذه المهازل، من الذي يعطي الحق لهؤلاء الظلمة أن يضعوا أيديهم على ثرواتكم وحقوقكم ويبنون بها القرى السياحية والفلل والقصور لهم ولنسائهم وأولادهم، وتهريب ما تبقى من هذه الثروات خارج مصر، وهناك من المصريين من ينام تحت الجسور وفي القبور، لم يحدث كل ذلك إلا بسبب سكوتكم وخوفكم، على ماذا تخافون؟!.. على الفقر والذل والجوع والاعتقال في أي وقت ولأي شخص؟!.. على ماذا تخافون يا مصريين، على التعذيب!.. يا مصريين أنتم بهذا السكوت والفقر وعدم رؤيا للمستقبل معذبين وشبه أموات غير أحياء لا عشتم دنيا ولا عملتم للآخرة الخالصة، إن سكوت الناس في كل زمان ومكان على حقوقهم الممنوحة لهم من الله من رزق وحياة هم مشتركين في ظلم أنفسهم ويشجعون الظالم على أن يظلم ويصبح هو صاحب الحق.