السحب السوداء

كمال غبريال في الثلاثاء ٢٤ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

• الآن وقد احتشدت السحب السوداء في سماء مصر، على الأحرار أن يتأهبوا لهطول أمطارها الملوثة، فبعدها سوف تشرق شمس الحرية ساطعة. . كان نظام مبارك مستبداً فاسداً أعاق تقدم البلاد، لكنه كان يعوق أيضاً إلى حد ما اجتياح الهكسوس للبلاد. . الآن على الأحرار وحدهم انقاذ البلاد من الهكسوس، لتصفو سماء مصر من السواد الذي يزحف الآن عليها.
• أتمنى سقوط بشار الأسد وعصابته، رغم يقيني أن سوريا ستقع كما وقعت مصر فريسة في يد دعاة الظلام والجهالة، لكي نعبر جميعاً بعدها لحداثة العصر.
• على الأحرار في كافة شعوب المنطقة بعد إسقاط الطغاة تحمل مشاق عبور مستنقع الجهالة والتخلف، فعلى الطرف الآخر منه تنتظر أجيالنا القادمة جنة الحداثة والحرية.
• قدر الفشل الذي منيت به الثورة من يتأت نتيجة أخطاء تكتيكية، وإنما لعجز هائل في مقومات ثورة حقيقية، لذا فإعادة محاولة الثورة الآن غير مجدية، ولننتظر حتى تتغير الظروف، ويتاح للجماهير إدراك فداحة ما ارتكبت في حق نفسها، بعدها سيكون طريقنا أوضح، ومقومات حركتنا المستقيمة أكثر اكتمالاً.
• كان المنهج المباركي هو إيثار السلامة، سلامته الشخصية وسلامة عرشه مما يتطلب استقرار البلاد بما يتفشى في أحشائها من أمراض، فتجنب كل أنواع الصراع، فهادن الفساد وتحالف معه، وأغمض عينيه عن دعاة التخلف والجهالة ليمرحوا ما شاء لهم الهوى ما لم يتجاوزوا الحدود بتهديد عرشه، ولم يقاوم الإرهاب الذي بدأ بقتل المصريين إلا حين تجاوز حدوده وطال الأجانب. . هكذا تعفنت البلاد بما يسري في أنحائها من فيروسات وسوس ينخر عظامها، وحين خلعناه كانت البلاد جثة تفوح رائحة العفن من كل أعضائها. . فلا ننكر والحال هكذا على مجلس الشعب الذي رأيناه أن يكون هو الممثل الحقيقي للبلاد وأحوالها.
• الظلاميون يلتزمون الصمت والمعارضة الكلامية إزاء التوجهات المنادية بالتخللي الفوري للعسكريين عن السلطة، لكنهم المستفيد الوحيد من تحقق هذا المطلب، حيث سينفردون تماماً بالبلاد، ولنتذكر دعاء يقول: "اللهم وازن قوة الظالمين بظالمين"، مادام الأحرار الحقيقيون بلا حول ولا قوة.
• أتعجب ممن يرون في أنفسهم جسارة الثورة ويهتفون بسقوط العسكر، ولا يجرؤون على الهتاف بسقوط التحكم الوشيك للظلاميين في البلاد والعباد.
• أكبر دليل على أن الثورة لم تحقق إلا أقل القليل، أننا مازلنا بين سلطة العسكر والظلاميين، كما كنا بين مبارك والمحظورة سابقاً. . فقط عملنا "للخلف در".
• لا تصدقوا أن المصريين يطلبون الحرية حقيقة، هم فقط يريدون استبدال الأسياد بأسياد جدد وقد تحقق لهم بالفعل ما أرادوا، والآن يستعجلون التسليم والتسلم.
• التزوير الممنهج في الانتخابات في عهد مبارك كان يساهم إلى حد ما في وصول كفاءات علمية بالمجلس، بدلاً من اختيار الأكثر جهالة. . الخيبة ليست فقط فيما في رؤوسهم من أفكار ظلامية، والتي من الأرجح أن يخشون تطبيق الكثير منها حتى لا تنهدم البلد على رؤوسهم، الخيبة أيضاً أنه فيما عدا ذلك رؤوسهم خاوية تماماً، ولا يصلحون لشيء في الحياة.
• كان مبارك حاكماً فاسداً مستبداً، لكن من يحولونه إلى شيطان وكل ما ارتكبه شروراً سوف يذوقون حكم الشياطين بالفعل، وستذوق معهم مصر كلها.
• وقع مبارك كما سيقع أي حاكم محترم بين الفاسدين والإرهابيين، ولم يجد غيرهما بين شعب جاهل وخنوع، واختار مبارك الفاسدين، ومكنت الثورة الإرهابيين.
• ما يحدث بمجلس الشعب لا يدعو للضحك والتندر، علينا الآن أن نبكي بحرقة دماء الشهداء والمصابين الذين دفعوا الثمن غالياً ليتولى علينا هؤلاء!!. . دماء الشهداء في رقبة من أهدرها وليس فقط من سفكها. . المهم برضو هايطلع علينا من يتحدثون عن وعي الشعب وذكائه وما إلى ذلك من الكلام اللي مش جايب ثمنه، ولا يؤدي إلا للغطرشة على مصدر المصائب. . هتف الثوار "الشعب يريد. . . . "، فجاء العقاب الرهيب من جنس العمل، وكانت توابيت الانتخاب لتحقيق إرادة الشعب!!
• إذا هتفتم فلا تقولوا "الشعب يريد"، قولوا "الثوار يريدون"، ولا تقولوا " يسقط حكم العسكر"، قولوا "يسقط تحالف العسكر والظلاميين"!!
• هالة سرحان بتفكرني بالفنانات التائبات اللي شغالين دعاة دينيات، هي تقريباً كمان تابت وشغالة محللة سياسية واستراتيجية!!
• نعم تغلغل عمرو باشا حمزاوي في الفكر الليبرالي حتى خرمه من القاع، ودلوقتي هو ماشي بيه والليبرالية بتخر منه. . حوش اللي بيقع منك!!. . الليبرالية موقف ومنهج حياة، وليست عبارات نظرية جميلة تردد، وعلى أمثال عمرو حمزاوي تسليم حقائبهم الليبرالية لمن يعتنقون محتوياتها ويتحملون تبعاتها.
• أطالب بإضافة شرط جوهري للترشح في مجلس الشعب، وهو أن يكون المرشح "بني آدم" وليس أي كائن آخر.
• صدق أو لا تصدق: أشرف لي أن يحكم البقر بلادي، من أن يرثني ويرثها جمال بن مبارك. . شكراً للثورة رغم كل ما يحدث الآن من مهازل!!
• لقد أزلنا النظام الفاسد لنأتي بنظام فاشل. . هي خطوة بلاريب على طريق العثور على طريق النجاح، فلم تكن الثورات يوماً رحلة مخططة أو نزهة ممتعة.
• على الأقل لا يجب أن يسعى الليبراليون بالمجلس للائتلاف مع الظلاميين، فلندعهم يتوسلون الائتلاف الذي يخفي عورتهم ويسد عجزهم، وعندها يمكن بحث الأمر لصالح البلاد.

 
اجمالي القراءات 9510