لا شيء يضغط على الرئيس لإعطاء ضمانات لنزاهة الانتخابات فهو أصلاً يعتقد أن الانتخابات أنزه من النزاهة
في
الإثنين ٠٨ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
تغيير الرئيس مبارك في الانتخابات ليأتي لمصر رئيس جديد غيره وغير ابنه قطعاً هدف مشروع وطبيعي وليس فيه أي تجاوز ضد الرئيس، عندما نقول إن الرئيس مبارك يحكمنا منذ ثلاثين عامًا وكفاية عليه جدًا، فهذا كلام منطقي وقانوني تمامًا، ولا عيب ولا حرام، فالمدة التي حكمها ضد الطبيعة وضد الديمقراطية ولا يوجد رئيس واحد في بلد ديمقراطي مضت عليه هذه المدة في الحكم، الدول التي ترضي بأن يحكمها شخص ثلاثين عامًا لا تخرج عن ليبيا وكوبا واليمن والجابون، دول خارج الحضارة وتغرق في التخلف والاستبداد، والمجتمع الذي يسمح بأن يحكمه رئيس ثلاثين عامًا مجتمع جامد وبليد ومقهور، طبعًا الرئيس يحكمنا باستفتاءات وانتخابات مزورة مهما كذب المنافقون والأفاقون والركع السجود لغير الله وزعموا أن الانتخابات كانت حرة، لكن حتي لو كانت حرة وهي ليست كذلك فإنه من المستحيل أيضًا أن يستمر رئيس ثلاثين عامًا في بلد ديمقراطي، فالديمقراطية تمنع أن يظل الرئيس علي مقعده كل هذه السنين فيتحول فرعونًا وإلهًا فما بالك برئيس يحكمنا وهو يملك صلاحيات مطلقة وسلطات إلهية والبلد كله ينافق فيه ويقول إنه الأعظم والأروع والأحكم، لكن الرئيس لا يريد أن يخرج عن السلطة أبدًا، بل يكاد الواقع يهددنا بأنه لو خرج سوف يجيء بابنه وكأنه قدر محتوم علينا وقضاء الله فوق رؤوسنا!
السؤال: إذا كنا نريد أن نغير الرئيس فلا سبيل لنا إلا الانتخابات ولكن الانتخابات يزورها نظام الرئيس ورجاله وبوليسه، طيب نعمل إيه؟
نضغط من أجل تعديل الدستور ومن أجل ضمانات نزاهة الانتخابات!
اضغط يا حاج للصبح وابقي قابلني!
تضغط علي مين؟!
علي الرئيس والنظام؟!
يا أخي «هع» ثم «هع» ثم «مين هناك!».
الذي يتوقع أن يستجيب الرئيس للضغوط الشعبية الجماهيرية النخبوية المشتركة يبقي واهمًا كمن ينتظر الشمس في القطب الشمالي أو يبيع مراوح سقف في الإسكيمو!
لقد أجري الرئيس فعلاً تعديلاً للدستور سمح فيه بانتخابات رئاسية، لكن هذا التعديل تم، ولعلكم تتذكرون، تحت عصف وقصف من البيت الأبيض في عهد جورج بوش، حيث كان الضغط الأمريكي والعالمي ساعتها مدويًا علي حكومات الاستبداد العربية وكان مبارك يسعي لتخفيف الضغط الخارجي علي نظامه وتهدئة خواطر الأمريكان الهائجة بعد أحداث 11سبتمبر وخروج الدعوات الأمريكية لنشر الديمقراطية، الرئيس قام بتعديل الدستور (مع تفريغه من أي معني) فقط كي يحفظ علي نفسه حكمه وعرشه وبقاءه الرئاسي، ولكن الآن باراك أوباما يكاد يقبل يد الرئيس مبارك كل يوم الصبح شكرًا وحمدًا له علي اتفاقه وتوافقه وتعاونه مع السياسة الإسرائيلية حيث تؤمن تل أبيب بنظام مبارك إيمانها بالتلمود!
لا شيء سيدفع الرئيس لتغيير الدستور، ثم لا شيء يضغط عليه لإعطاء ضمانات لنزاهة الانتخابات فهو أصلاً يعتقد أن الانتخابات أنزه من النزاهة لدرجة أنهم سموها نزيهة!
طيب نعمل إيه؟!
نعمل جمعية!!
يا نهار أخضر.. جمعية تاني، كأننا لا نمل أبدًا من تكرار الأخطاء، كأننا لا نتعلم أبدًا، كأننا نعيش حياتنا ندخل جمعية ثم نخرج من جمعية لندخل في جمعية أخري حتي تشابهت علينا الجمعيات، ثم إن الجمعية الوحيدة التي تؤدي إلي فائدة للمواطن المصري هي الجمعية التي يقبضها الأول!