الأذان إعلام لدخول الوقت وليس حكماً شرعياً

سامر إسلامبولي في الإثنين ١٥ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الأذان إعلام لدخول وقت الصلاة وليس حكماً شرعياً

لقد أراد النبي وسيلة يستخدمها في إعلام الناس بدخول وقت الصلاة ، والنداء لهم ليقيموها في المساجد ، وبحث ذلك مع أصحابه فمنهم من اقترح الناقوس ، وآخرون البوق, ولكن النبي رفض تلك الوسيلة الإعلامية لأنها هوية ثقافية لأهل الكتاب, وكان يحب مخالفتهم في أمورهم الخاصة , كما هو معلوم عنه بتصريحاته مثل [ خالفوا اليهود والنصارى ] واستمر البحث عن وسيلة إعلامية في نفوس أصحابه حتى أن صحابياً رأى في منامه رجلاً أتاه وعلّمه الأذان المعروف بصورته الحالية ، فسرعان ما ذهب إلى النبي وأخبره بما رأى فَسُرَّ النبي بذلك ورضي بهذه الوسيلة الإعلامية الثقافية التي تحمل في مضمونها أساس الإسلام التوحيد والدعوة إلى الفلاح في العمل ، فلم يكن الأذان مجرد وسيلة إعلام ونداء كالناقوس والبوق وإنما وسيلة إعلامية ذات محتوى ثقافي ، وأمر النبي الصحابي صاحب الرؤيا بتعليم كلمات الأذان لبلال حتى يقوم ويؤذن به, وتم اتخاذ الأذان شعاراً للنداء على الصلوات ، وصار شعاراً في المجتمع الإسلامي وميزة له يعرف من خلاله . فكما هو ملاحظ من عملية تشريع الأذان أنه لم يتم بواسطة الوحي الإلهي الذي كان ينزل على النبي محمد صلى الله عليه وآله ، وإنما هو اختيار واستحسان نبوي لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة والنداء لهم لأداء الصلاة في المسجد .

وهذا الكلام يدل على أن الأذان ليس عبادة توقيفية ولا ينطبق عليه قاعدة العبادات الشعائرية التي تقول : [ الأصل في العبادات التقيد بالنص ، ولا نعبد الله إلا بما شرع لنا عن طريق رسوله ] وبالتالي كل أمر محدث في العبادات يكون بدعة وكل بدعة ضلالة . وبالتالي لا مانع من الزيادة على كلمات الأذان ببضع كلمات تقتضيها ثقافة المجتمع في زمانه مثل زيادة جملة [ الصلاة خير من النوم ] في أذان الفجر ، وزيادة جملة [ حي على خير العمل ] وما شابه ذلك من صلوات على النبي محمد وآله . ولكن الأَوْلى عدم استخدام الأذان لغير ما وُضع له فينبغي التقيد بصيغته المعروفة المنتهية بجملة التوحيد [ لا إله إلا الله ] ليتم توحيد المسلمين بكافة أطيافهم عليها ، ومن باب أَوْلى اجتناب ما يُسمى التذكير والترانيم والتراتيل قبل الأذان أو بعده, لأن ذلك يخرج الأذان عن وظيفته التي وُجِدَ من أجلها ويصير مصدر إزعاج وأذى للناس ولاسيما في وقت الفجر . فينبغي عدم السماح بصدور أي صوت أو نداء خارج المسجد إلا للأذان بصيغته المعروفة, وبمستوى تردد معقول حسب الحي الذي يقع فيه المسجد ، تردد معقول حسب الحي الذي يقع فيه المسجد ، أما أن يضع تلاوة القرآن على الإذاعة الخارجية أو الأذكار والترانيم ويصم آذان الناس بالصوت المرتفع فهذا أذى اجتماعي ما ينبغي حصوله في الواقع, لأنه يوجد ناس مرضى, وآخرون يدرسون, وآخرون نائمون يريدون الراحة, وما شابه ذلك من احتياجات الناس ، وهذا العمل من القائمين على المساجد يسيء لوظيفة المسجد وللإسلام .

وبناء على ما ذكرت من كون الأذان ليس حكماً شرعياً فيمكن أن يتم الاستغناء عنه في المساجد الصغيرة, ويكتفي به في المساجد الجامعة الكبيرة ضمن دائرة سكنية معينة يتم الاتفاق عليها . وكذلك بالنسبة للمساجد الموجودة في مجتمعات غير إسلامية فيكتفي بالأذان داخل المسجد فقط, لأن العلم بدخول وقت الصلاة صار أمراً ميسّراً للناس معرفته من خلال وسائل حديثة .

************************************************************

اجمالي القراءات 16217