المدون عبدالمنعم محمود يكشف أخطر الانتهاكات في سجن طرة
حفلات للجنس الجماعي وزواج الرجال
الجرب يجبر المساجين علي البقاء عرايا
فور الإفراج عنه من سجن طرة التقت «البديل» عبدالمنعم محمود المدون الإخواني ليروي لنا تجربة 47 يوماً قضاها في السجن، وليكشف عن أخطر الانتهاكات التي يتعرض لها السجناء من حفلات جنس جماعي وتعرضهم للإصابة بالجرب، والإيدز، وانتشار تجارة المخدرات داخل العنابر، ومشاركة رقباء الشرطة في حقن السجناء بالمخدرات، وتحرش السجناء الجنائيين بالسياسيين ــ جنسياً ــ كما يكشف عن أسرار الحوار الذي دار بينه وبين أحد ضباط أمن الدولة والذي هدده بأنه سيكون زبوناً دائماً لديهم «!!» وإلي نص الحوار:
* بداية.. ما ملابسات القبض عليك.. والاتهامات الموجهة لك؟
ـ تعود ملابسات القضية لشهر أبريل الماضي وبالتحديد عندما رتبت لقاءً بين مسؤولي منظمة العفو الدولية وبين زهراء خيرت الشاطر ابنة المهندس خيرت الشاطر بعد القبض عليه وفرض الحراسة علي أمواله وأرادت أسرته أن تشرح لمسؤولي المنظمة ما يلاقونه من ظلم في هذا الشأن، وفي مساء ذلك اليوم عدت إلي منزلي وعلمت أن مباحث أمن الدولة سألت عني وطلبوا حضوري.. لم أهتم وكنت مسافراً للسودان لحضور أحد المؤتمرات التي دعيت إليها وحال ركوبي الطائرة فوجئت بضباط أمن الدولة يأخذونني وأبلغوني بأنني مقبوض علي بتهمة تحريض طلبة معهد التعاون الزراعي علي تقديم عرض عسكري علماً بأنني لا تربطني أي صلة بأي طالب بهذا المعهد، ولا أعرف أن هناك معهداً يحمل هذا الاسم.. وتم توجيه ذات الاتهام لـ 3 آخرين من قياديي الإخوان المسلمين وهم: الدكتور سالم رمضان «صيدلي» والمهندس نادر توفيق «استشاري» هندسي والدكتور محمد عبدالعال أستاذ التجميل بطب عين شمس، وتم ترحيلنا لنيابة شبرا بالقاهرة وبعدها ذهبنا للسجن ومعنا 20 طالباً.
* صف لنا أحوالك وزملاءك في السجن؟
ـ تم ترحيلنا إلي سجن جنائي بالقاهرة يطلق عليه «سجن المحكوم» وهو يختلف عن سجن طرة الذي جرت العادة علي تسكين المحبوسين في قضايا سياسية به، إلا أن ضابط أمن الدولة قال لنا: «حتقعدوا هنا علشان تتكدروا».. وصدق في كلامه لإننا رأينا أهوالاً لا يمكن لإنسان أن يتخيل أنها تحدث علي أرض بلد يتمتع بالحد الأدني من الحرية والإنسانية، فقد رأينا المساجين الجنائيين يقفون عرايا كما ولدتهم أمهاتهم دون حياء أو خجل، وذلك لعدم قدرتهم علي احتمال ملابسهم عليهم، نظراً لإصابتهم بالجرب،فتري الرجل منهم يظل «يهرش» جسمه بأصبعه حتي تكاد الدماء تنزف منه من جراء «الأكلان»! ورأينا أيضاً معارك طاحنة تدور بين المساجين لأتفه الأسباب، كما يحدث في الأفلام من أجل الصراع علي فرض النفوذ علي المساجين داخل العنابر، بل إنهم في السجن يقيمون الأشخاص بمدي إصاباتهم والعلامات الغائرة في وجوههم وأجسادهم من أثر المطاوي والسيوف! فكلما زادت إصابات الشخص، زادت قيمته وأصبح سيداً.. إنه قانون الغابة بعينه الذي يصبح فيه شعار «البقاء للأقوي» هو سيد الموقف وكل ذلك يحدث دونما أي رقابة.
*هل هناك تجاوزات أخري عايشتها في السجن؟
ـ يا سيدي لم أقل بعد شيئاً.. فقد شاهدت في السجن حفلات يومية للجنس الجماعي المثلي.. فبالطبع الموجودون كلهم رجال ــ ومن الطبيعي جداً أن تسمع ــ أن اليوم دخلة فلان علي فلان!! ولذلك فالإيدز منتشر بصورة رهيبة بين المساجين.. وأما الاتجار في المخدرات داخل السجن فتلك حكاية أخري فيمكنك أن تري تجاراً للمخدرات يدخلون السجن ــ خصيصاً ــ سنة أو اثنتين بأي تهمة كي يروجوا لتجارتهم داخل السجن، لأن السجن سوقاً رائجة للمخدرات ويمكنك أن تري رقباء الشرطة «التومرجية» والمفروض أنهم يعملون بعيادة السجن ــ يحقنون المساجين بالمخدرات جهاراً نهاراً ولا يستطيع أحد الاعتراض أو فتح فمه وإلا نكل به!
* ماذا حدث بعد ذلك؟
ـ بعد فترة بدأ المساجين الجنائيون يتحرشون بطلبة معهد التعاون وعددهم 20 طالباً مما دفعهم للاحتجاج والاضراب عن الطعام، واستجابت لهم إدارة السجن ونقلتهم لسجن ــ مخصص للمساجين السياسيين ــ واستمررت في السجن مع 4 آخرين من الإخوان حتي أفرجت عنا نيابة أمن الدولة العليا وتم ترحيلي إلي الإسكندرية، ومنها أفرج عني.. وأعتقد أن فترة القبض علي كانت لخوفهم من فضحي لهم خاصة أن هذه الفترة شهدت إقرار قانون إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية وهم علي يقين أنني كنت سأقوم بحملة ضخمة ضد هذا القانون.
هل التقيت أحداً من مسؤولي أمن الدولة قبل الإفراج عنك؟
ـ نعم التقيت أحدهم وقالوا لي: مبروك النيابة أفرجت عنك لكن اعمل حسابك الآن قرار اعتقالك جاهز تحت يدي.. ودار بيني وبينه حوار فقد سألني لماذا تهتمون بنشر قضايا التعذيب بمدوناتكم علي الإنترنت؟
فقلت له إنه تعبير عما يعانيه بعض الناس في أقسام الشرطة، ولكشف للفساد وقلت له المفروض أن تشكرونا علي هذ الجهد وسألته.. لماذا تفعلون أنتم بنا ذلك لقد وجهتم لي اتهامات كثيرة غير صحيحة، وزعمتم أنني أمتلك مركزاً إعلامياً، وأنني حلقة الوصل بين جماعة الإخوان والمراسلين الأجانب، وكررت عليه سؤالي.. لماذا تفعلون ذلك؟.. فأجابني ضابط أمن الدولة: إنك لابد وأن تدفع ضريبة انتمائك لهذه الجماعة، ونحن كجهاز لابد لنا أن نتخير الوسيلة المثلي للدفاع عن نظام وأمن البلد، وليس عليك أن تعترض.. أنت دخلت اللعبة السياسية ــ عن طريق الجماعة ــ فعليك أن تقبلها بكل ما فيها وإلا فلتنسحب!
فقلت له: بل سأكمل وليكن ما يكون.. فقال: إذن أنت هتشرفنا دائماً من هنا ورايح وستكون زبون دائم إن شاء الله!
* متي بدأت مسيرة التدوين علي شبكة الإنترنت، وما أفكارك وأهدافك التي تريد طرحها من خلال هذه المدونة؟
ـ لاحظت أن الفكرة المنتشرة عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بأذهان الناس أنهم «سرمديون» أو قوالب جامدة فأردت أن أوضح أننا بشر مثل باقي البشر نحب ونتزوج وننجب أبناءً ولنا جوانب إنسانية كثيرة لا تختلف في أي شيء عن باقي أفراد الشعب، وأن بيننا مساحات اتفاق كثيرة علي المستوي الإنساني علي الأقل.
* وهل أفكارك تختلف عن فكر جماعة الإخوان؟
ـ كلنا داخل الجماعة قد يكون لنا أفكار وأطروحات مختلفة كلها قابلة للنقاش والعرض والأخذ والرد، وهذا لا يعني أن هناك خلافاً أو انشقاقاً داخل الجماعة كما أشاعت بعض الصحف في الفترة الأخيرة.
*هل تطمح أن تحمل في المستقبل لقب المرشد العام للإخوان المسلمين؟
ـ ضحك وقال: كل طموحاتي إعلامية بحتة، وأحلم أن يكون لدينا إعلام رائد يفرض علي العالم احترامه ويجسد وضع العرب الحقيقي ويوصله للعالم.