أولاً التعليم الابتدائي
مشكلات التعليم في مصر

لطفية سعيد في الخميس ٠٥ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة : التعليم الابتدائي

يتألف التعليم الأساسي من رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والمرحلة الإعدادية. وفي مصر تقوم وزارة التربية والتعليم بتنسيق مرحلة رياض الأطفال.. وبغض النظر عن كون مدارس رياض الأطفال خاصة أو تديرها الدولة، فجميعها يخضع لوزارة التربية والتعليم. ومن مهام الوزارة اختيار وتوزيع الكتب الدراسية. ووفقاً لتعليمات ولوائح الوزارة، فإن أقصى كثافة للحضانة يجب ألا يتجاوز" 45 تلميذا." رسميا أما الفعلي : فهو غير ذلك .

 وفيما يلي نتناول أهم مشكلات التعليم الابتدائي ،  صورة واقعية في المدارس الحكومية  مصحوبة بعدد من الحلول المقترحة ، وبمقارنة التعليم في مصر بأكثر البلاد كثافة في عدد السكان ،  ثم الخاتمة : مجموعة من التساؤلات التي ننتظر إجابة عنها من القرآء :

مشكلات التعليم الابتدائي نجملها في :

أولا زيادة عدد التلاميذ في الفصول  "الكثافة " مما يضعف القدرة على التعليم والفهم الجيد للتلميذ ، يستتبعه مجهود غير عادي من قبل المعلم ، ليس لتوصيل المعلومة فهذه رفاهية قل وجودها .. لكن للسيطرة على التلاميذ ومنع الخلافات الكثيرة بينهم وفض المنازعات ،ومقابلة أولياء الأمور الذين لاهم لهم إلا  الاطمئنان على جلوس أبنائهم في المقدمة.. في الفصل  وليكن ما يكون  !

ثانيا :ثم يأتي دور إصقال التلاميذ بمهارات في القراءة والكتابة وفي هذا المجال تحرص كل مدرسة  أن تختبر التلاميذ المتقدمين للالتحاق بها  في الكتابة والقراءة ، ولكن والحق يقال .. إن المدارس مع ذلك تقبل تلاميذ ليس لديهم أدنى فكرة عن القراءة أو الكتابة لماذا ؟ لأنهم يسترضون الإدارة المدرسية  بإحضار بعض لوازم لها من مقاعد للتلاميذ وأدوات كتابية .. الخ ،وذلك لحاجة المدارس الملحة لها ، إذن تضطر المدارس إلى قبول تلاميذ هي تدري سلفا أنها سوف تعاني من ضعف مستواهم ، لكنها هي  التي تجعل الصعب ممكنا  وذلك لقلة إمكانيات المدارس !

فتكون الصورة الواقعية كالتالي : تلميذ في فصل كثافته تصل إلى سبعين تلميذ ، لنكن متفائلين ونقول : إن الربع فقط هم من لديه معرفة عامة عن القراءة والكتابة .. هم فقط من تتواصل معه المدرسة في التعليم ، والباقي لا حياة لمن ينادي !!!

عزيزي القارئ  وتبدأ مشكلة كره المدرسة من قبل التلاميذ الضعاف التي تمثل لهم كابوسا يودون الهروب منه ، فتبدأ بمشكلة التسرب " الغياب " ثم تستتبعه ظاهرة  أخرى منتشرة انتشار النار في الهشيم :"المجموعات " التي هي الأخت المرضي عنها  للدروس الخصوصية سابقا ! ويبدأ نزف الأهالي المادي ونكد التلاميذ ..

وإن كان هناك من إيجاز  لهذه المشكلة  تتلخص في :

زيادة عدد التلاميذ ،وانحدار مستواهم التعليمي ، مرجعه إلى ضعف إمكانيات المدرسة بحيث أنها تستوعب عددا أكثر من عدد الفصول المعدة  ، وعدم وجود إمكانيات للتعليم تكفي كل هذا العدد ، من معلمين للمواد الأساسية  :حيث تعاني المدارس من العجز وقلة عدد المدرسين الأمر الذي يدفعهم إلى التعاقد المؤقت لسد العجز من المدرسين  ، مما يجعل المعلم في ضغط  من زيادة العمل والحصص  ،وتجعله واقعا تحت عبء ثقيل ، أضف إلى ذلك : قلة معلمي الأنشطة ، لكن لابد أن يكون لهذه الأنشطة  وجود على الورق كما تعودنا من الروتين فهي محققة في الخيال فقط ، وليس فعليا ، مما يؤدي إلى وجود حصص لا مدرس لها مثل: الموسيقى والتربية الرياضية والكمبيوتر، الذي لا يسمح للتلاميذ بالذهاب إليه إلا نادرا ! مع التنبيه عليهم بعدم لمس الأجهزة   !

أضف إلى ذلك كله  قلة وعي أولياء الأمور بحيث أنه لم يعد البيت متعاونا مع المدرسة إلا في الكتابات التي تتحدث عن التربية ومؤلفيها الذين يعيشون في  الخيال  ،لا في الواقع المعاش .. وتأتي أهمية المرحلة الابتدائية في أنها هي  من ترسم الصورة التعليمية بوضوح ، وتخطط لكي تسير خلفها المراحل التالية . فالتلميذ الذي يكون ضعيف المستوى ولديه مشاكل في الاستيعاب في المرحلة الابتدائية يندر ، أو لنقل يستحيل أن تزول تلك المشكلة في المراحل التعليمية اللاحقة !

الخاتمة : هل نستطيع  إيجاد حلا لهذه المشكلة  ..هل المشكلة مادية غير مقصودة ؟ أم ضعف الإمكانيات خطة مقصودة ممنهجة لإضعاف التعليم في مصر ؟  لأنه لا توجد دولة في العالم يزيد فيها عدد تلاميذ الفصل عن ثلاثين تلميذا ، حتى في أفقر دول العالم ، حتى في أكثر دول العالم كثافة في السكان ، وهي الصين ، فليس عدد السكان هو المبرر لمثل هذه الكثافة البشعة  فالفصول المدرسية المصرية تصل الكثافة في  المتوسط  فيها إلى سبعين تلميذا !! 

فهل عجزت مصر أن تبني مدارس معدة لأبنائها ؟! حتى لو تطلب الأمر أن نبني في كل ثلاثة شوارع مدرسة للتعليم الأساسي ؟  فالكثافة السكانية التي توفرها هذه الشوارع تكفي لأن تجعل معدل كثافة الفصل ثلاثين تلميذا على الأقل ،   وهي أعلى معدل في دول العالم المتحضر .

تساؤل يحتاج إلى إجابة  :

 في البلاد المتقدمة يعاني الأهل من حب الأبناء الزائد للمدارس ، أما في مصرنا فالوضع مختلف ، فلماذا ؟ هل المشكلة إمكانيات فقط ؟أم سياسات تعليمية تهدف إلى تجهيل الشعب ، وتقليل فرص نبوغه ومهاراته ؟! سؤال يحتاج إلى إجابة .

اجمالي القراءات 207379