قراءات : العقيدة والشريعة في فكر الشيخ شلتوت

في الأربعاء ٠٣ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

من أبرز شيوخ وعلماء الأزهر بل وعلماء العالم الإسلامى الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر محمود شلتوت، الذى تحرص «الشروق» على فرد مساحات يومية لأبرز مؤلفاته التى أثرى بها المكتبة الإسلامية، وحتى يطلع الجيل الجديد على فكر كبار علمائنا، والشيخ ولد فى منية بنى منصور مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة فى مصر سنة 1893، وحفظ القرآن الكريم وهو صغير، والتحق بمعهد الإسكندرية ثم التحق بالكليات الأزهرية. ونال شهادة العالمية من الأزهر سنة 1918م، وعين مدرسا بمعهد الإسكندرية سنة 1919م.

وشارك فى ثورة 1919م بقلمه ولسانه وجرأته. ونقله الشيخ محمد مصطفى المراغى لسعة علمه إلى القسم العالى. وناصر حركة إصلاح الأزهر وعندما فصل من منصبه اشتغل بالمحاماة ثم عاد للأزهر سنة 1935.

اختير عضوا فى الوفد الذى حضر مؤتمر لاهاى للقانون الدولى المقارن،وعين الشيخ سنة 1946 عضوا فى مجمع اللغة العربية. وانتدبته الحكومة لتدريس فقه القرآن والسنة لطلبة دبلوم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق فى سنة 1950، وعين مراقبا عاما للبعوث الإسلامية فوثق الصلات بالعالم الإسلامى، وفى سنة 1957م اختير سكرتيرا عاما للمؤتمر الإسلامى ثم عين وكيلا للأزهر. وفى سنة 1958م صدر قرار بتعيينه شيخا للأزهر.
وسعى جاهدا للتقريب بين المذاهب الإسلامية. وزار كثيرا من بلدان العالم الإسلامى.

وصدر قبل وفاته قانون إصلاح الأزهر سنة 1961، وكان يحترمه قادة العالم ويرسلون إليه الرسائل ومنهم الرئيس الفلبينى والذى وضع طائرته الخاصة وياوره الخاص تحت تصرفه طوال رحلة الشيخ إلى الفلبين، ومنهم الرئيس الجزائرى أحمد بن بيلا الذى أرسل إليه ليطمئن على صحته عندما مرض وزاره فى منزله، وزاره أيضا الرئيس العراقى عبدالسلام عارف، وغيرهم. ومنحته أربع دول الدكتوراه الفخرية، كما منحته أكاديمية شيلى درجة الزمالة الفخرية، وأهدى له رئيس الكاميرون قلادة تقديرا لأبحاثه العلمية.

وقد أثرى الشيخ ــ رحمه الله ــ المكتبة العربية بعدد من المؤلفات القيمة، على رأسها كتاب «فقه القرآن والسنة». و«مقارنة المذاهب و«القرآن والقتال» و «يسألونك» (وهى مجموعة فتاوى). إضافة إلى كتابه العلامة «الإسلام عقيدة وشريعة» الذى صدرت طبعته التاسعة عشرة عن دار الشروق، ولعل تعدد طبعات هذا الكتاب يشير إلى قيمته بين الكتب المؤلفة فى هذا المجال.

فى بداية الكتاب يعرف الشيخ العقيدة بأنها: الجانب النظرى الذى يطلب الإيمان به أولا وقبل كل شىء إيمانا لا يرقى إليه الشك، ولا تؤثر فيه شبهة، ومن طبيعتها: تضافر النصوص الواضحة على تقريرها، وإجماع المسلمين عليها من يوم أن ابتدأت الدعوة مع ما حدث بينهم من اختلاف بعد ذلك فيما وراءها، وهى أول ما دعا إليه الرسول، وطلب من الناس الإيمان به فى المرحلة الأولى من مراحل الدعوة، وهى دعوة كل رسول جاء من قبل الله، كما دل على ذلك القرآن فى حديثه عن الأنبياء والمرسلين.

أما الشريعة فهى: النظم التى شرعها الله أو شرع أصولها ليأخذ الإنسان بها نفسه فى علاقته بربه، وعلاقته بأخيه المسلم، وعلاقته بأخيه الإنسان، وعلاقته بالكون وعلاقته بالحياة، ووفق هذا التعريف تصبح العقيدة أصلا والشريعة فرعا.

بداية من الغد وعلى امتداد شهر رمضان الكريم نقدم أبرز فصول كتاب الإمام الأكبر الشيخ شلتوت رحمه الله.

اجمالي القراءات 9562