ضرورة اندماج المسلم في ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه

سامر إسلامبولي في الإثنين ١٥ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ضرورة اندماج المسلم في ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه

ليس المطلوب من الإنسان إذا أسلم أن يصير عربياً يطلق لحيته ويلبس الجلابية!! فالإسلام ليس دعوة قومية وإنما هو دعوة إنسانية . فعندما يسلم الإنسان ( رجلاً أو امرأة ) الفرنسي أو البريطاني أو الهندي أو التركي ... الخ ليس المطلوب منه أن ينخلع من قوميته ويترك لغته ويهجر عادات قومه في الملبس أو المأكل أو المشرب أو في الآداب العامة والتقاليد ويصير بين قومه غريباً ووحيداً ينتمي إلى قومية أخرى لا وجود لها إلاَّ في الذهن فقط !! بينما الواقع أنه يعيش ضمن نظام وعادات وآداب المجتمع الذي يقيم فيه ، وإذا حصل هذا الانفصام بين الانتماء القومي الذهني للعرب ، والواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه سرعان ما يلفظه المجتمع ويجتنبه ويصير هذا الإنسان القومي مرفوضاً من المجتمع الذي يعيش فيه ، وبالتالي يقوم الفرد برفض المجتمع ويتطرف في أفكاره بل وممكن أن يصير عدواً لهذا المجتمع ويستبيح أمواله ونساءه ودماءه رغم أنه يعيش في حمايته وعنايته وخيراته !!!

لذا ينبغي التفريق بين الانتماء إلى الإسلام ، والانتماء إلى القومية العربية, فالإسلام دين الله للناس جميعاً ، والقومية عرق مرتبط بجغرافية وتاريخ وثقافة مجتمع معين . والإنسان في مشارق الأرض أو مغاربها عندما يدخل في الإسلام لا يشترط له أن ينتمي إلى القومية العربية ويحمل ثقافتها وآدابها وعاداتها وتقاليدها ، فينبغي تخليص الإسلام من هيمنة الثقافة العربية عليه, وإزالة عملية تعريب الإسلام عنه, وإرجاع هوية الإسلام الحقيقية له كدين إنساني عالمي, نزل بلغة عربية وليس بثقافة عربية ، وبالتالي فنحن ملزمون بنظام اللغة العربية لنقرأ الخطاب القرآني من خلال إسقاطه على محله من الواقع مع اجتناب الثقافة العربية كونها تفاعل قومي زمكاني مع الخطاب القرآني الخالد .

لذا ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على عملية انتمائه وولائه للمجتمع الذي يعيش فيه ويحترم قانونه ويتقيد بآدابه وتقاليده وعاداته ما لم تخالف أحكام الدين الإسلامي فإذا عارضت أو خالفت أحكام الدين يجتنب هذه الأمور المخالفة فقط مع استمرار التزامه بالقانون والآداب العامة والتقاليد, ومن هذا الوجه بعث الله الأنبياء والرسل من نفس قومهم يتكلمون بلغتهم ويتقيدون بآدابهم وتقاليدهم قال تعالى : [ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ] إبراهيم 4 وقال : [ فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ] التوبة 122

ويكون مقياس ولاء الإنسان المسلم في مجتمعه هو العدل والظلم, فيشجب ويستنكر ويرفض أي موقف ظالم صدر من دولته تجاه أي دولة أو مجتمع في العالم بغض النظر عن القوميات المختلفة مع الالتزام بالقانون العام للمجتمع وعدم الخروج عليه , وعدم الإفساد في المجتمع .

اجمالي القراءات 14805