وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومــه... * XII *
ــ ملحـــــــــق ــ
ــ عــلـّـق على الموضوع، الأستاذان علي مرعي، ومحمود مرسي.
ــ فكعادتيوتعميما للفائدة، وإثراءً للموضوع، إرتأيت أن أجعل الجواب لهما ملحقا. وعلى الله التوفيق.
ــ الأستاذ الفاضل: علي مرعى:
ــ ذكرتم ، شُرحات مـِـن حَـدّثنا ... وحـدثنا ... وحدثني... وأخبرنا ... وعن ... وعــــن ...
ــ فأين أهل القرءان يا أستاذ !?
ــ أما أنا فلم يحدثني ولم يخبرني زيد، ولا عبيد ! ولن يحــد ّثونـي !
ــ وإنما الذي حدثني ، ويحدثني ، وأتحدث معه ، هو كلام الله العليم الخبيرقرءانه وكتابه الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) ( ألـر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ).
ــ خاصة أنه ( ... ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ).
ــ أيها الأستاذ :لا يمكنني تحقيق ما جاء في اللغة السريانية التي جاء بها محـد ّثكم !مع أنها لغة دينية قديمة !وأنّ " سري " عندهم جدول صغير !? مع أنني فـنّدت ذلك بما بـيّـنه الكتاب المبين الذي نزّلـه الله ( ... تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ).
ــ بـيّن الله ذلكم الجدول الصغير !أوالنهر الصغير !بقوله تعالى – كما ذكرتُ ذلك موضّحا- بقوله: في سورة المومنون 50 : ( وجعلنا ابن مريم وأمه ءاية وءاويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) ( ثم إن علينا بيانـه ) فبـيّـن الله - سبحانه وتعالى - المعين - كما ذكرت ذلك - بقوله في سورة الملك 30 ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن ياتيكم بماء معين ) .
ــ ثم من الغريب ! أن يحدثكم ! ويخبركم !... ثم تاتون ببلادة ما حدّثوكم به ... وأخبروكم !
و " أنه ســري وأي شئ أسرى منه !?وما صفة !?وخلق !?السري أو السّرى !? أو السريا !? أو السراية !?. يا أستاذ !
ــ وأما تعليقكم " بالتحتِـية " " وأن ماهيتها ... غير مقنعة " !? وإن كان ذلك خارجاً عن الموضوع !! فإليكم بعضاً من بيانه:
ــ الأنهار تجري من تحت الجنة أو الجنات جاءت في كتاب الله بالنسبة للدنيا، كما جاءت بالنسبة للآخرة.
ــأما بالنسبة للدنيا فجاءت مثلا: في قوله تعالى : ( ... جنّة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار...) البقرة 266. ( ... وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم ...).الأنعام 6.
ــ ألم يقل فرعون: ( ما جاء في سورة الزخرف 51) أن الأنهار تجري مـــــن تحتــه !? (... قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ... ).
ــ وجاءت " التحتية " بالنسبة للأنهار في الآخرة :
ــ ( ... وأعـدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار ...) التوبة 100- ( ... أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار...) البقرة25 ( ... تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ) يونس 9.
ــ وجاءتهذه " التحية " : أنها تجري تحت غُرف مبنية فوقها غرف، وغرف ( دور ذات طوابق). ( أولئك يجزون الغرفة ...) الفرقان 75. ( ... لنبوئنهم من الجنة غرفا ...) العنكبوت 58. ( ... وهم في الغرفات ءامنون ) سبأ 37. ( ... لهم غرف من فوقها غـرف مبنية ...) الزمر 20.
ــ ملاحظات مهمة :
ــ جاءت الأنهار بالجمع في الآخرة لأن فيها أنهاراً مختلفة وذلك مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى في سورة محمد 15 : ( ... فيها أنهار من ماء ... وأنهار من لبن ... وأنهار من خمر...وأنهار من عسل ...).
ــ جاءت الأنهار في الدنيا بالجمع بالنسبة لفرعون في قوله سبحانه وتعالى على لسانـــــــه ( ... أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ) الزخرف 51. ذلك لأن قصره، أو قصوره ، كانت في الدّلت delta – إنشعاب النيل عند مصبـّـه في البحر ( وكانت هذه التشعبات منخفضة نسبيا ودون مستوى قدميه)، ولذلك عبّـر بالأنهار وعبّر بتحتـي.
ــ وجاءت تحت ومن تحت ، ومن تحتها ، ومن تحتهم بالنسبة للأنهار في الدنيا –
ــ علما بأن الأودية إذا كانت تسيل داخل الأجنة في الدنيا فإن تلكم الأشجار والنخيل التي داخلها تمدّ عروقها إلى النهر للإمتصاص منه – فلا حاجة لسقيها – وأما بالنسبة للإنسان وصاحبها، فإنها – دائما - تسري تحت مستوى الأرض، وتحت مستوى قدميه، ببضعة سنتيمترات – وله فيها جمال -
ــ وجاءالتعبير بـ : من تحتها إشارة أن الماء لا يأتي - في هذا الشأن - من السماء، من السحاب، وقد عـبّـر الله على ذلك بالتفجير، في ءايات كثيرة، منها : قوله في ءايــــة يس 34:
( وجعلنا فيها جنات... وفجرنا فيها من العيون ) . وما جاء في سورة الكهف 33( كلتا الجنتين ... وفجّرنا خلالهما نهراً ). وما جاء في سورة البقرة 60 ( ... فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً...). وما جاء في سورة القمر 12.
ــ وأما في الآخرة،فجاء التفجير - كذلك - في عين يُشرب منها، ويُمزجُ بها. ما جاء في قوله تعالى في سورة الإنسان 6 : ( عينا ... يفجرونها تفجيراً ) . كيف يكون ذلك ?فالله سبحانه وتعالى العليم القدير - الحكيم الخبير – أعلمنا بذلك !( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) .
ــ وأما بالنسبة للآخرة – خاصة – وأن السكن في الجنة سوف - يكون في غرفٍ – والأنهار تجري من تحتها، حسب قوله تعالى في سورة العنكبوت 58 : ( ... لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار ...) . فإن الماء يسير تحتها ( لجمال المنظر والتمتّع به ) كأن البلاط ممـرّد، من زجاج أو من بللـّور cristal أو من قوارير أو من زبرجد
شفاف، تـُُرى الأنهار تجري من تحتها. وقد بـيّــن لنا الله - العليم الخبير - في كتابه المبين مثال ذلك ( شفافية البلاط ).
ــ جاء ذلك في قصة امرأة سبأ حين أمر سليمان ( عليه السلام ) تنكير عرشها ، فحسبته لجة فكشفت عن ساقيها !( قال نكروا لها عرشها ... قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممــرّد من قوارير...) النمل 41/44.
ــ إذاً" فالتحتية " تسخير لنا كما جاء في قوله في سورة إبراهيم 32 : ( ...وسخر لكم الأنهار )
كما جاءت " التحتية " - كذلك - في معنى العصمة بالنسبة لأزواج نوح ولوط (عليهما السلام ) ( ... كانتا تحت عبدين من عبادنا ... ) التحريم 10.
ــ أما تعليقكم أيها الأستاذ !?على ما جاء في صفحات ، بل على ما جاء من بيانات ، من كتاب الله المبين ، وبئاياته البينات ، المبينات إلى غير ذلك ، ثم تكنسون كل ذلك، بجـرّة قلم أو بقَــفا يدٍ !! وتقولون بعد ذلك : ... " فأراها بمعنى السكون والإستقرار وهو أبلغ من الجفاف ..." بعد أن بينت – ما بينت - من كتاب الله، الذي جاء تبياناً لكل شئ، بينت أنه حيثما جاء: قـرة العين في القرءان، جاء قبله أو بعده الحزن . بينت ذلك بئايات كثيرة ثم بينت أن هذا الحزن هو ذرف الدموع !كما جاء في ءاية التوبة 92 ( ... تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ). فيضان الدمع = الحزن .
ــ قـرة العين عَـكـْـسُه الحزن ، والحزن بكاؤها وبللها، أيها الأستاذ !
ــ أقول لكم : قال الله سبحانه وتعالى ... وتقولون .... !!
ــ هذا ما علي - أيها الأستاذ - وما علـيّ ... بعد ذلك ، فلا ولن أقبل تعليقاً، أو ردّاً، بهذا المستوى ! يا أستاذ !– بعد هذا – فأنا دون ذلكم المستوى !
ــ واللــه أعلـــم ــ
ــ الأستاذ الفاضل محمود مرسي :
ــ أيها الأستاذالفاضل، أشكر حضرتكم جزيل الشكر على تعليقكم المفيد والبناء في ءان واحد.
ــ جعلكم الله وإياي من ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ).
ــ أما الذينيفسدون في الأرض ويستعــْلون بغير الحق ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ).التوبة 55 و85. ( يحسب أن ماله أخلده كلا لـيُــنبذنّ في الحطمة ...) ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عــلوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ).
القصص 83.
ــ ولنا في قارون مثل من كتاب الله ( إن قارون .... قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشـد منه قوة وأكثر جمعا ... فخسفنــا يه وبداره الأرض ....) 76/81 القصص. ( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم مــــن ... ومنهم مــن ....
و منهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )العنكبوت 40.
ــ ( وضرب الله مثلا قرية كانت ءمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداًمن كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم ...) النحــل 112/113.
ــ فالبتـرول سوف ينضب ! ( ... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
ــ ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرءان من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) الإسراء89
ــ شكراً مرة أخرى أيها الأستاذ محمود مرسي وعفواً ومعذرة، للجميع .
ــ والحمد لله رب العالميــن ــ·