(إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا  خاطئين)

         ميراث الخطيئة والإجـــــرام  ورثه قادة الجيش المصري وجنوده الخانعين الخائفين التابعين المستعبَدِين لضباط الجيش الميدانيين والقواد الكبار.. منذ فجر ما قبل التاريخ..  قبل ما يعرف بالأٌسرات الفرعونية الثلاثين قبل الميلاد. وذلك منذ عصر الفرعون .. وما يعرف في التاريخ بــ (فرعون موسى).

 ولم أجد مصدرا يقينيا يدين ويجرم الفرعون وقائده العسكري هامان وجنودهما الخاطئون ..  إلا القرآن الكريم.. هذا الكتاب الذي جعله الله الرسول الحي إلى البشر حتى قيام الناس لرب العالمين.. وأنا كتلميذ في مدرسة القرآن وهدي القرآن عندما أقرأ هذا الجزء من هذه الآية الكريمة في قوله تعالى ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين..)

ولو قرأْتُ ألف كتاب أتلمس  حقيقة الجيش وقواده الكبارعبر التاريخ المصري لن أجد ما يفيدني أكثر من هذه الآية العظيمة.. وآيات أخرى قليلة .. لكنها تنير وتفهم وتعلم من يريد الحق والحقيقة.. لأن يدرك ويبصر حقيقة العسكر المصري .. عسكر فرعون وهامان.. (جنود فرعون)

لكني بقدر الإمكان سوف أجمع بضعاً من سطور في تاريخ الجندية والعسكرية الفرعونية المصرية القديمة في مقالات قادمة مما يضع بين أعيننا وعقولنا حقائق  يهرب من فهمها المواطن المصري البسط  أو العقل الجمعي العام للمصريين.  

 مما لاشك فيه أن الصادقون المخلصون من الضباط والجنود المصريين هم أقلية قليلة جداً بنفس قدر المؤمنين في عصر فرعون . وما آمن وأخلص لله تعالى إلا مؤمن آل فرعون والسحرة وإمرأة فرعون.. فهم سلة الأولين المؤمنين.

 لكن الغالب في هذه القضية الوعظية الإيمانية هو تجبر وخطيئة فرعون وهامان وجنودهما.. وهم الأغلبية والكثرة الكثيرة في جيش مصر القديم..

وبنفس النسبة والمقدار يكون  تجبر وخطيئة الجيش المصري وقواده العشرين اليوم واستعلائهم وكذبهم منذ  أحداث ثورة يناير 2011م  التي قام بها شباب مصر الأحرار الأبرار .. وما قام به الجيش المصري من انقلاب عسكري للفوز بالسلطة من فرعون العصر مبارك وخطف مُلك مصر من إبنه جمال.

 فلنتدبر معاً ونتعلم ونفهم ونبصر من الآيات المعجزات التي وصّفَتْ المشهد الفرعوني الهاماني وجنودهما.. والخطيئة التي ورثها  قائد المجلس العسكري (هامان)  ( ومجلسه العشرين).

    الجيش الخاص لفرعون موسى والفرعون مبارك:

كان فرعون موسى ومن أتى بعده من الفراعين يملكون جيشاً قويا .. يتسيد به ويستبد على المصريين .. حتى يكون له  ملك مصر  خالصاً له ولأولاده من بعده..!! فعلها فراعنة العصر القديم وكاد يفعلها فرعون القرن العشرين  القائد الأعلى للجيش المصري.. كما كان يطلق على نفسه..

نعم كان لفرعون جيشه الخاص الذي ينتمي له وهو مِلْك له وليس مِلْكاَ للمصريين هذا بنص الاية العظيمة .. فورد  ذكر اسم فرعون وتبعه اسم هامان ... بصيغة المفرد وهما إثنان من المتجبرين.. وورد عن ذكر الجنود التابعة لكل منهما بصيغة المثتى.. مما نفهم منه أن كلا منهما كان له جيشه الخاص,, يقول تعالى ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) فرعون لفظ مفرد وهامان لفظ مفرد ..  مفرد  + مفرد = مثنى ..  ولفظ جنودهما جاء بصيغة المثنى ..! مما نفهم منه أنه كان  لكل منهما جيشه الخاص..

  صار فرعون وهامان مثلان للحكام العسكريين الطغاة المتكبرين الخاطئين..

  والسؤال هل كان لمبارك جيشه الخاص مثل فرعون موسى,, ومن أتى بعده من الفراعين..؟

 الإجابة .. نعم ... الحرس الجمهوري كان جيش الفرعون مبارك .. والقوات المسلحة .. هى جييش المشير (هامان) ..!

 إذن كان جيش مبارك هو الحرس الجمهوري الذي نزل إلى ميدان التحرير في اليوم الثالث من بداية ثورة يناير2011م.

وما يعرف بالجيش المصري أو القوات المسلحة المصرية .. هى في الحقيقة  أو هو في الحقيقة جيش هامان  جيش المشير.. بمجلسه العشرين لواءاً

  ومن الطبيعي  أن نفهم من الآيات التي تناولت قصص حياة فرعون وهامان .. ان الجيشان جيش فرعون وجيش هامان يكملان بعضهما البعض . ودينهما واحد هو استعباد المصريين والفوز بمُلْكِ مصر .. فالعلاقة بين فرعون وهامان علاقة حميمية حين طلب فرعون من هامان أن يبني له صرحا عالياً ليطلع إلى (إله موسى)  ومن المتوقع أن يلبي هامان طلب فرعون في بناء الصرح.!

إذن فالعلاقة حميمية بين الجيشان جيش فرعون وجيش هامان .. جيش مبارك وجيش المشير..!!

فرعون خاطئ مستعلي ومبارك خاطئ مستعلي،  هامان خاطئ مستعلي  وطنطاوي خاطئ مستعلي.. جنود فرعون خاطئون وجنود هامان خاطئون جنود مبارك (الحرس الجمهوري وأمن الدولة والأمن المركزي) خاطئون، وجنود طنطاوي ( ما يعرف بالجيش المصري) خاطئون..

 وجه الخطيئة عند جنود فرعون أنهم أطاعوا الفرعون ونفذوا له جرائمه خوفا منه أو مناصرة له ومنفعة لهم ، فعندما استضعفوا أهل مصر من بني اسرائيل وجعلوا أهلها شيعا  وذبحوا أولادهم واستحيوا نسائهم..  وآل فرعون هم جنود فرعون وجنود هامان ..!

وجه الخطيئة عند جنود مبارك ..( أمن الدولة والحرس الجمهوري)  استضعاف أهل مصر  وذلك بجعل أهلها شيعا..  فجعلوهم مسلمون وأقباطا وسلفيون وإخوانا وعلمانيون ويساريون وليبراليون.. ومصريون صامتون، واخطتاف أولادهم ليذبحوهم في المعتقلات لمدة ثلاثين عاما أو يزيد.. واستحياء النساء والأطفال أسرى البيوت المصرية..!!

 ويأتي الحرس الجمهوري جنود مبارك يعيثون في شوارع مصر أيام الثورة بزعم أنهم يحمون أهل مصر ..  يشاركهم جنود هامان (المشير) أي الجيش المصري بعدها بعدة أيام  فينقلبون على الفرعون مبارك بانقلاب عسكري هاماني .. ليفوزوا بالسلطة ومُلك مصر..ً

 في هذه الآونة المحزنة ... يقوم جيش المشير هامان  وفرع من جيش الفرعون مبارك (الأمن المركزي وأمن الدولة)  بتذبيح   أبناءهم ( أبناء المصريين) في  شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء  وفي شارع القصر العيني .. وشارع مجلس الشعب.. ويقوم جيش  المشير هامان .. باستباحة فتيات ونساء أهل مصر.. وتعرية أجسادهن  وتكسير عظامهن.

تاريخ الفرعون وهامان وجنودهما  يستنسخ نفسه  في طبعة مباركية طنطاوية بجيشيهما الخاطئين.  

يقول تعالى: ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين) القصص 4.

ويقول تعالى (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) القصص8.

ودائما صدق الله العظيم.