الكنيسة غاضبة من فتوي دار الإفتاء بزواج الرسول «محمد» من مريم العذراء في الجنة والقساوسة يؤكدون: مري

في الخميس ٢٥ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

الكنيسة غاضبة من فتوي دار الإفتاء بزواج الرسول «محمد» من مريم العذراء في الجنة والقساوسة يؤكدون: مريم عذراء إلي الأبد

 
 
 

 
 

 

 

·        القمص صليب متي ساويرس: العذراء لم تفض بكارتها في الأرض فهل يعقل أن يتم ذلك في السماء؟

 

 

·        الشيخ يوسف البدري: الفتوي صحيحة والرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ سيتزوج أيضا من زوجة فرعون آسيا بنت مزاحم

·        القس عبدالمسيح بسيط: القرآن قال عنها إن الله اصطفاها وطهرها والعذراء لن تتزوج من أي شخص

كتب:مايكل فارس

انتقال الصدامات الطائفية من الأرض إلي الجنة هذا هو واقع الحال في مصر الآن.. القصة بدأت مع فتوي رسمية صادرة من دار الافتاء طلبها مواطن يستفسر عن صحة زواج النبي محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ من السيدة العذراء في الجنة، صدرت فتوي بصحة الأمر فاشتبك الاقباط لأنها تخالف معتقداتهم.

بدأت الأحداث باصدار الفتوي رقم 37869 وعنوانها: «من أزواجه صلي الله عليه وسلم في الجنة» وجاءت الفتوي رداً علي سؤال، هل صحيح أن الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ سوف يتزوج مريم بنت عمران في الجنة؟.. وجاء نص الفتوي كالآتي:

«الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه أما بعد: ما ذكر صحيح وقد وردت به آثار من ذلك ما أخرجه ابن السني عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال لها: «ياعائشة إن الله زوجني مريم بنت عمران وأسيا بنت مزاحم في الجنة».

وفي معجم الطبراني الكبير عن سعد بن جنادة قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم: «إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسي».

وأخرج الحاكم في مستدركه وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت «خلال لي تسع لم تكن لأحد من النساء قبلي إلا ما أتي الله عز وجل مريم بنت عمران» ثم ذكرت من التسع زواج رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ بها والمقصود أن مريم شاركتها في ذلك.

أثارت الفتوي حفيظة الكنيسة التي رفضتها ونفت زواج العذراء، ورفضت الزج باسمها بالشكل السابق، خاصة في ظل التوترات الطائفية التي تمر بها مصر.

وشرح القمص عبدالمسيح بسيط أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكليات الإكليريكية وراعي كنيسة السيدة العذراء بمسطرد أوجه اعتراض الكنيسة وقال لـ«صوت الأمة» وفقاً للعقيدة المسيحية والإيمان المسيحي والكتاب المقدس، فإننا نرفض هذه الفتوي جملة وتفصيلا لأنها تتعرض لشخص السيدة العذراء، وسبب الرفض وفقاً للعقيدة والإيمان المسيحي يتمثل في عدة نقاط وهي:

أولا: حملت وهي عذراء وظلت وستظل عذراء إلي مالا نهاية.

ثانيا: العقيدة المسيحية وفقا لكلام السيد المسيح أنه في الفردوس «الجنة» «لايزوجون ولايتزوجون بل يصيرون كملائكة الله في السماء إذ هم أبناء قيامة»، فالإيمان المسيحي قائم علي أن الإنسان بعد موته تتحول روحه إلي طبيعة تشبه الملائكة، كما يتحول جسده إلي جسد نوراني روحاني سمائي ممجد، وليست هناك حاجة لعلاقات زواجية أو جنسية وبحسب بسيط فإن القديسة مريم ولدت المسيح «الإله المتجسد» وتجسدت الروح القدس في احشائها واتخذ طبيعته الانسانية منها ولذا فمن حل اللاهوت في احشائها تكون أسمي من كل الرغبات البشرية وقد كرمت كل الكتب السماوية العذراء وجعلتها في مرتبة أعلي من الملائكة والبشر، والقرآن الكريم قال عنها إن الله اصطفاها وطهرها ومن ثم وفقا للمسيحية لا نؤمن بأنها ستتزوج من أي أحد علي الاطلاق.

ومن جانبه، وصف القمص صليب متي ساويرس راعي كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا زواج العذراء من أي شخص بالمستحيل وقال إنه كلام غير مقبول ولا يقبله عقل أو منطق، مضيفا الله كرمها ولم يدع جسدها علي الأرض كي يتحلل فأصعدها لجسدها الي السماء ولم يمسها بشر ونحن نعيد بعيد «صعود السيدة العذراء» كل عام ولن يمسها بشر كذلك في الحياة الأبدية والكلام عن زواجها من الرسول يثير فتنة طائفية وبلبلة بين المسلمين والمسيحيين، خاصة في ظل الأجواء المشحونة التي لاتحتمل الحديث في المعتقدات، وذكر ما قاله السيد المسيح لليهود الذين سألوه إن شخصاً كان متزوجاً وله 7 أخوة ومات وبعدها تزوج امرأته أخاه الآخر ثم تزوجها باقي أخوته السبعة، ففي الحياة الأبدية تكون زوجة من؟ فقال لهم المسيح «تضلون لأنكم لاتعرفون الكتب»، في السماء يصيرون كملائكة الله لايزوجون ولايتزوجون.

وأضاف: لايوجد في العقيدة المسيحية رجال لهم نساء أو العكس في ملكوت السموات في الحياة الأبدية، بل تكون حياة صلاة وتسبيح وعبادة الله، وتابع العذراء لم يفض غشاء بكارتها علي الأرض فهل يعقل أن يتم ذلك في السماء والله كرمها بصعود جسدها وأثناء صعوده وسط ملائكة الله رآها توما الرسول من تلاميذ المسيح وعندما ذهب ليقول لتلاميذ المسيح لم يصدقوه وعندما ذهبوا لقبر السيدة العذراء لم يجدوا جسدها، وحزنوا لأنهم لم يروا مشهد الصعود فصلوا إلي الله ليروا تجلي العذراء وبالفعل رأوه بعد 15 يوما وهذا اليوم نعيد به باسم عيد صعود السيدة العذراء فكيف بعد كل ذلك تكون زوجة لأي أحد في السماء.

علي الجانب الآخر، قال الشيخ يوسف البدري «لصوت الأمة»: نعم.. الفتوي صحيحة فهم يعتقدون أن مريم بنت عمران ستظل عذراء في الجنة، وهذا ليس صحيحا وليس مرجعاً يعتد به، في فتاوي الإسلام ويوم القيامة كل شيء سوف يتغير ما في الأرض وما في السماوات، ومن هنا سوف يتزوج الرسول من مريم ومن آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون.. وهذه أخبار مفادها السند الصحيح ولا مجال فيها للعقل.

وفي اتصال هاتفي بالدكتور صلاح زابدان استاذ الحديث في الأزهر رفض التعليق قائلا: يسأل في ذلك دار الافتاء، أما الشيخ فرحات المنجي عضو مجمع البحوث الاسلامية فقال إن الموضوع حساس جداً وعليك الاتصال بالشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية والذي حاولنا الاتصال به وكان تليفونه مغلقاً حتي وقت الطبع ورفض التعليق علي الفتوي الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي السابق.

         

 

 

اجمالي القراءات 15677