الإشارة الرابعة
ورود العدد 6 في القرآن أول مرة وآخر مرة
كل آية في القرآن تُعرف برقم يدل على ترتيبها في السورة التي وردت فيها ، ورقم ثان يدل على ترتيبها باعتبار آيات القرآن وحدة واحدة ، ويتم تحديد موقع أي آية بهذا الاعتبار ، بعدّ الآيات ابتداء من الآية الأولى في سورة الفاتحة ( البسملة ) .
سؤالنا الآن : أين وردت الآيتان الأولى والأخيرة اللتان ذُكر فيهما العدد 6 ؟
يرتبط العدد 6 في القرآن الكريم بموضوع واحد هو خلق السماوات والأرض ، وقد ورد في اللفظ ( في ستة أيام ) في 7 آيات . ( وهذا موضوع آخر ) .
ما يعنينا هنا :
إذا تأملنا مواقع الآيات السبع، نلاحظ أن العدد 6 ورد أول مرة في الآية رقم 54 في سورة الأعراف ، السورة رقم 7 ، وآخر مرة في الآية رقم 4 سورة الحديد ، السورة رقم 57 .
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب ؟
1- ورد العدد 6 للمرة الأولى في الآية رقم 54 سورة الأعراف ، فإذا أحصينا أعداد الآيات في سور القرآن ، ابتداء من الآية الأولى في سورة الفاتحة ، فرقم الترتيب العام للآية 54 في سورة الأعراف هو : 1008 .
2- ورد العدد 6 للمرة الأخيرة في سورة الحديد في الآية رقم 4 . فإذا أحصينا آيات القرآن ابتداء من الآية 4 سورة الحديد وحتى نهاية القرآن ، فعددها هو1158 آية .
مفاجأة بديعة من روائع الترتيب القرآني نُلاحظها إذا جمعنا العددين 1008 و 1158 . إن مجموعهما هو : 2166 آية . هذا العدد يساوي 19 × 114 .
ومن المعلوم أن العدد 114 هو عدد سور القرآن الكريم ، وأن العدد 19 هو محور رئيس في الترتيب القرآني .
إننا في رحاب إحصاء قرآني تم من خلال موقع ورود العدد 6 أول مرة وآخر مرة .
أليس واضحا أن ورود العدد 6 أول مرة في الآية 54 في سورة الأعراف ، وآخر مرة في الآية 4 في سورة الحديد ، قد تم بحساب وتدبير وقصد ؟
إشارة ثانية إلى العدد 114 :
لنتأمل ثانية موقعي ترتيب الآيتين :
الآية الأولى وردت في السورة رقم 7 في الآية رقم 54 . ( 7 : 54 ) .
الآية الأخيرة وردت في السورة رقم 57 في الآية رقم 4 . ( 57 : 4 ) .
نلاحظ الأرقام نفسها ولكن بترتيب مختلف ومدهش .
ونلاحظ في هذه الأرقام الإشارة العجيبة التالية إلى عدد سور القرآن :
( 7 + 54 ) + ( 57 – 4 ) = 114 ، 61 + 53 = 114 .
ماذا يحدث لو قمنا بتغيير موقع إحدى الآيتين ؟
سيختفي هذا الإحكام .
كم دليلا مثل هذا الدليل نحتاج حتى يستيقن بعض المسلمين أن الآية في القرآن لها موقع محدد لا تكون إلا فيه ؟