فورين بوليسى: عودة البرادعى قنبلة ضد خطط التوريث
الشروق
اعتبرت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية المعنية بالسياسة الخارجية عودة الدكتور محمد البرادعى إلى مصر واستقباله الشعبى فى مطار القاهرة «صداعا للرئيس حسنى مبارك البالغ من العمر 81 عاما».
وقالت المجلة: إن مؤشرات عديدة كانت تشير إلى إعداد جمال مبارك نجل الرئيس لخلافة والده من خلال خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2011 ولكن عودة البرادعى وإعلانه دخول معترك السياسة الداخلية فى مصر ألقت قنبلة «عقدت خطط مبارك» فى هذا الاتجاه.
فى الوقت نفسه، أشارت المجلة إلى التفاوت الملموس بين التأييد الواسع للبرادعى على الإنترنت، حيث استقطبت المجموعة التى أنشأها أنصاره على موقع «فيس بوك» أكثر من 60 ألف مؤيد فى حين أن عدد مستقبليه فى المطار تراوح بين ألف و٤ آلاف شخص، وفقا لمختلف التقديرات وهو ما يجعل السؤال المطروح، هو كم من «الأنصار الرقميين» ــ إشارة إلى أن المسجلين فى مجموعة فيس بوك ــ يمكنهم النزول إلى الشارع لمناصرته فى مواجهة الآلة البوليسية القمعية للنظام المصرى؟
ورغم ذلك اعترفت المجلة الأمريكية بأن الحماس لحملة البرادعى فاق التوقعات رغم المخاوف من الإجراءات البوليسية للحكومة المصرية.
وقالت إنه إذا قرر البرادعى المضى قدما نحو المشاركة فى الانتخابات الرئاسية فإن لديه عاملا واحدا على الأقل يعمل لصالحه وهو الرغبة القوية لدى المصريين فى التغيير بعد ثلاثة عقود من حكم الرئيس مبارك.
ونقلت عن الناشط وأستاذ علم الاجتماع سعدالدين إبراهيم القول: «الشعب تعب ومل من آل مبارك الذين يسيطرون على المشهد السياسى فى مصر منذ وقت طويل».
وأضاف إبراهيم «البرادعى مؤهل تماما لمنصب الرئاسة ولكن السؤال هو: هل سيستطيع إقامة البنية الأساسية والحماس المطلوب للتغلب على العقبات التى ستواجهه».
وبنبرة ساخرة قالت المجلة: «لا يوجد لدى نظام الحكم المصرى نقص فى العقبات التى يمكن وضعها أمام البرادعى»، أبرزها القيود القانونية والدستورية التى فرضها نظام الحكم على أى راغب فى لعب دور سياسى يهدد سلطة الرئيس مبارك، وكذلك تفتت المعارضة المصرية وربما أيضا تردد البرادعى نفسه فى لعب دور رئيسى فى الحياة السياسية المصرية.
كما أن الشرطة المصرية لا تعدم الأدوات التى يمكن استخدامها ضد البرادعى إذا ما أصر على المضى قدما فى طريق الرئاسة على حد قول سعدالدين إبراهيم للمجلة.
وتشير المجلة إلى نجاح الرئيس مبارك خلال السنوات القليلة الماضية فى احتواء الحراك السياسى الذى شهدته مصر عامى 2004 و2005 وأعاد تشديد قبضته على مفاصل المشهد فى البلاد من خلال التعديلات الدستورية التى أقرت بعد فوزه بفترة رئاسة جديدة عام 2005 .
وتنهى «فورين بوليسى» تحليلها بالقول إنه مهما كان الأمر بالنسبة لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2011 فإن عودة البرادعى إلى مصر تمثل أملا فى تغيير وإصلاح السياسات المصرية التى تعد واحدة من أكثر السياسات جمودا فى العالم.