لماذا لا تنضم البحرين إلى دولة الإمارات؟

محمد عبد المجيد في السبت ١٩ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

ماذا لو أن البحرين ظلت بــُعـَيـّد رفع الحماية البريطانية جزءاً من الاتحاد الإماراتي؟
سؤال أحسب أنه يمر على أذهان الكثير من أبناء الشعب البحريني، فالوضع المتأزم لا يمكن أن يستمر إلىَ ما لا نهاية، والاضطرابات الطائفية والسجون والمعتقلات في البحرين، فضلا عن التهديد الإيراني الذي لا يزال يعتبر مملكة البحرين منفصلة عن الوطن الأم، الجمهورية الإسلامية(!) تستدعي من الحكماء في المنطقة تقديم مقترحات جادة تـُنهي عذابات شعبنا البحريني، وتعيد إليه الأمن والسلام.
لماذا ينعم الإماراتيون بخيرات بلادهم في الوقت الذي يعاني آلاف البحرينيين من البطالة والقمع والسجون وأيضا التمييز الطائفي؟
حل المعضلة يحتاج إلى توحد كامل بين القائد وشعبه، وأن يؤْثـْر الملك شعبه على نفسه، وأن يكون لديه مستشارون مخلصون، وأن يوازن كل الحسابات الإقليمية والخليجية والعربية والدولية، والمكاسب التي سيحققها لنفسه ولبلده، وهي أكبر من كرسي العرش، وأهم قرار مصيري يمكن لحاكم أن يتخذه دونما حاجة لاستدعاء روح شكري القوتلي.
صعوبة الأمر تكمن في أن الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة لم يصدق حتى الآن أنه رغم مرور ثلاثة عشر عاماً على توليـّه حُكم البحرين لا ينعم بالأمن والسلام، وأن عدد العاطلين عن العمل لا يحتاج لأكثر من تشغيلهم في قصره، أو إعطائهم مصروف جيب، وتنتهي المشكلة المزمنة!
احتج الكثيرون عندما اختار أميرُ البحرين لقب ( صاحب العظمة)، فلما اصطدمت عيناه بأفق الدولة وأكتشف أنها أصغر من الصين الشعبية، تنازل فجعلها مملكة، وأصبح ملكاً، لكن المشاكل تطارد الجزيرة من كل جوانبها.. من البرلمان الإيراني مروراً باكتشاف البحريني أن شريكه في الوطن ولدته أمه على مذهب آخر، وليس انتهاء بوجود بطالة في دولة كان من المفترض أن كل مواطن فيها يصبح ثرياً من مهده إلى لحده!
القائد العبقري هو من يستشرف المستقبل بنفس وضوح صورة الحاضر، وأن يتأكد مع كل صباح أن كرسي العرش ثابت لا تهزه الرياح، ولا تحركه المظاهرات، ولا تعصف بــه الإضرابات.
والقائد العبقري يضع الوطن في قلبه وليس في جيبه، في أحلامه وليس في قصره.
قرار تاريخي سيجعل ملك البحرين سوار الذهب الخليجي، وصحيح أنه سيصبح مرة أخرى أميرا بعدما كان صاحب العظمة وملكاً، لكن الأرباح المعنوية والوطنية والأدبية والسياسية ستكون أضعاف ما يهمس في أذنه المستشارون.
إمارة البحرين تصبح الإمارة الثامنة في أكثر التجارب الوحدوية العربية نجاحاً، ولا أحسب حكام الإمارات سيترددون لحظة واحدة في احتضان البحرين بهمومها، ومشاكلها، وأزماتها المالية، والعاطلين عن العمل، وسيتراجع الطمع الخارجي في ضمها عنوة أو في التلويح لها بين الفينة والأخرى بأنها أصغر من أن تقاوم مظاهرة بعدد أصابع اليدين والقدمين.
لقد راقب ملك البحرين بنفسه الأزمة المالية التي مرت بها إمارة دبي، وظن الشامتون أنها ستسقط وتفلس بعد ساعات معدودة من بدء الأزمة، لكنها نهضت من جديد، وكانت أبو ظبي بجوارها فضلا عن إيمان حكام دبي بأن العاصفة في فنجان حتى لو تصدرت مانشيتات صحف العالم وسهر لها كل العاملين في وول ستريت.
المنطقة مقبلة على أيام تاريخية لا قــِبل للصغار بها، والطائفية سلاح فعـّال في أيدي الخصوم، والاضطرابات لن تهدأ في كل مرة بوصول قوات من دول مجلس التعاون الخليجي وهي أيضا نفقات تكفي لتشغيل كل العاطلين في البحرين.
الطائفية ستذوب عندما تصبح البحرين الإمارة الثامنة، ويعود الملك حمد بن عيسى أميرا، وتنال الإمارة الجديدة نصيبها من خيرات دولة الرفاهية، وتتسع رقعة العمل لسكان البحرين بتفرق أكثرهم ما بين دبي وأبو ظبي والشارقة، وتصبح المطالب جزءاً من هموم الوطن الأم .. دولة الإمارات العربية المتحدة.
الرئيس المخلوع طاغية مصر السابق لم ينصح ملك البحرين في زيارته نصيحة أخوية مخلصة، فالطاغية يسعد بسقوط غيره، ويفرح بمصائب نظرائه السابقين والحاضرين، وزيارة ملك البحرين لمبارك كانت سقطة أدبية، وعملاً استفزازياً لأطهر ثورات العصر.
من حق شعبنا البحريني أن يتمتع كشعوب الخليج الأخرى بالأمان والأمن والمستوى المعيشي المرتفع، فالعاطل عن العمل في دولة الرفاهية حجة على النظام، وحجة لخصومه إذا أرادوا النيل منه.
البحرين كبيرة على صاحب العظمة فمستشاروه الذين أوحوا إليه بالإنصات لمبارك في مشفاه السجني، هم الذين يضعون شفاههم في أذنه ليلا ونهاراً فتتعاظم الأزمات الكبرى للبحرين الصغرى.
الهوية البحرينية لشعبنا لن تتأثر سلباً، بل ستزداد رسوخاً وصلابة في وطن أكبر، ولك أن تتخيل مساحة الحرية والوطن وفرص العمل عندما تكبر أضعافا مضاعفة بفضل قرار حكيم، ويأمن شيخ الإمارة الثامنة .. إمارة البحرين في دولة الإمارات العربية المتحدة على نفسه وماله وعرشه وتكبر محبة شعبه له.
قرار أزعم أن حكام الإمارات سيرحبون به، وسيسرعون في إجراءات ضم البحرين وتصبح كشقيقاتها الإمارات السبع الأخرى.
دعوتي تلك، والتي قد تصيب وقد تخطيء، هي محاولة لإنعاش فكرة طالما حلم بها الشعب البحريني، فدولة الرفاهية قد تصبح حلماً للهجرة لدى ملايين أخرى من دول العالم لا يجدون منفذا آخر، ويمكن للإمارات أن تستقطب المزيد، فلماذا لا يكون للبحرين نصيب منها قبل أن تتضاعف أعداد المتظاهرين والمحتجين فلا تتراجع عن شعارها الذي أسقط ثلاثة ورابعهم باسط ذراعيه في دمشق.
في الإمارة الثامنة لدولة الإمارات لا فرق بين شيعي وســُنـّي، وسيكبر الملك مقاماً وتقديرا حتى وهو أمير، فالعظمة ليست لقباً لكنها تضحية من أجل الوطن.
القرار يحتاج لشجاعة، والشجاعة لا تأتي عبر همسات المستشارين والخائفين والمرتعشة أيديهم خشية غضب زعيمهم، والحكمة لا تقوم بزيارة صاحب العرش في كل يوم، فإذا زارته مرة واحدة جاءت معها الملائكة، وإذا أعرض عنها تسللت الشياطين لتضرب الوطن في مقتل.
البحرين في خطر، والحل، كما أراه وقد تكون هناك حلول أخرى لدى الغير، في طلب الانضمام الفوري لدولة الإمارات العربية المتحدة فهي الضامن لأمن وسلامة واقتصاد شعبنا البحريني.
حسابات بسيطة للمكسب والخسارة سيجد الملك حمد بن عيسى أنه الرابح الأكبر، وأن ضغطة بسيطة على زر الوحدة تنتقل البحرين من عين العاصفة إلى السلام الأكبر.
ترى أي شجاع هذا الذي يقرأ على مسامع الملك هذه الكلمات؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 19 نوفمبر 2011

Taeralshmal@gmail.com

 

اجمالي القراءات 11362