تعالت أصوات كثيرة بعد الصراع بين المحامين و القضاة بسبب إصرار القضاة على تمرير مرسوم قانون السلطة القضائية عن طريق المجلس العسكري، و عندما رفض المجلس العسكري تمرير هذا المرسوم صوب القضاة إتهاماتهم إلى العسكري بأنه يقف وراء أزمة المحامين و القضاة ! فما هي ابعاد الأزمة، و لماذا إصرار القضاة على تمرير هذا المرسوم لقانون السلطة القضائية ؟
الواقع أننا بعد الثورة قد فتحنا ملفات كثيرة كانت شائكة جداً، و وجدنا أنه توجد ضرورة في فتح كل الملفات التي كان مسكوت عنها، و لكن عندما إقتربنا من ملف القضاء إذ بالمجلس العسكري يدافع عن القضاء، كما لو أنه منزه عن الخطأ ! و تتعالى أصوات المستفيدين بضرورة إحترام القضاء ! علماً بأنني و كل من يقرأ هذا المقال يعلم أن قضاء مصر بحاجة إلى الإصلاح والتطوير بأسرع وقت ممكن، و تعالوا معاً نذكر بضع عناصر أخطاء منظومة القضاء :
1- أغلب القضاة المعينون هم من أبناء القضاة و معظمهم كان حاصلاً على تقدير مقبول في كليات الحقوق، و يتم إستبعاد أوائل الخريجين !
2- القضاة في مصر يخالفون القانون بالقانون ! فهم لا يدفعون مخالفات المرور، والقاضي يستطيع أن يسير بإتجاه عكسي بسيارته ! لأن القانون يحميه، كما يستطيع كسر إشارات المرور أيضاً !
3- القضاة في مصر يتقاضون مبالغ باهظة جداً، ومرتباتهم في غاية السرية و الكتمان، والشعب هو من يدفع لهم مرتباتهم، و مع ذلك قاموا بتعليق العمل في المحاكم و إستمرت مرتباتهم سارية !
4- كان نظام مبارك الفاسد يمنح القضاة ما يتجاوز 300 مليون جنيه كمكافأة عن دورهم في الإشراف على الإنتخابات، في حين أن مثل هذا العمل يجب أن يكون تطوعياً !
5- بعض القضاة صمتوا عن تزوير إنتخابات برلمان 2010م، و مع ذلك لم يقدم أي منهم إلى المحاكمة أو حتى يجرى معهم تحقيق !؟
6- القضاة في مصر يتم تعيينهم بطريقة لا تحدث بدائية لا تحدث في الدول المتقدمة ! فبداية تعيينهم تكون بعد التخرج من كليات الحقوق أي في مطلع العشرينات من عمرهم دون أي خبرات قانونية.
7- لا يحق لأي شاكي من أي قاضي أو وكيلاً للنائب العام أن يعلم ما تم في شكواه فقط يحصل على رقم الشكوى من إدارة التفتيش القضائي و هو ما يعد أمراً بعيد عن الشفافية.
هذا جزأ من ملف القضاء والقضاة في مصر، ذكرنا حقائق قد تكون غائبة عن البعض، و قد حان الوقت أن نتحقق منها جميعاً، و نفتح هذا الملف على أن لا نغلقه قبل أن يتم تصحيحه، والتصحيح هنا يجب أن يكون في نقاط محددة نستعرض منها الآتي :
أولاً/ يجب أن لا يتعين في القضاء إلا من أمضى خبرة قانونية في المحاماة لا تقل عن 10 سنوات ميلادية، بالإضافة إلى خبراته العلمية.
ثانياً/ يجب أن لا يتعين في النيابة العامة أيضاً إلا كل من أمضى 10 سنوات من الخبرة القانونية في مجال المحاماة بالإضافة أيضاً إلى خبراته العلمية.
ثالثاً/ يجب أن تكون الخبرة والدرجات العلمية، هي الشروط الأولية للقبول بالعمل في القضاء أو النيابة العامة.
رابعاً/ يجب أن تعدل القوانين التي تمييز القضاة و تجعلهم فئة فوق الشعب، مثل قوانين المرور، و على القاضي الذي يخالف القانون أن يعاقب أيضاً، أو يعاقب مثله مثل باقي المواطنين، فالقضاة يجب أن يكونوا قدوة للمواطنين في المقام الأول.
خامساً/ يجب أن يبادر القضاة بالتطوع في الإشراف على الإنتخابات، فمثل هذا العمل الوطني يجب أن يكون من غير مقابل.
سادساً/ أن تكون رواتب القضاة معلنة للجميع بشفافية كاملة، و أيضاً مكافآتهم و الشعب وحده هو القادر على معرفة إن كانت رواتبهم كافية أم قابلة للزيادة.
ثامناً/ السماح لكل شاكي من قاضي ما، بأن يعلم ما تم في شكواه.
بقي لنا أن نعلم لماذا أصر القضاة على تمرير مرسوم قانون السلطة القضائية :
1- لضمان تعيين أبناء القضاة.
2- حتى لا تكون هناك سلطة رقابية عليهم فقد آثر القضاة أن يكون لهم الحق في حبس المحامين أثناء الجلسات !
3- عدم ضمان القضاة أن يمرر مجلس الشعب القادم مرسوم القانون نظراً لأن كثير من أعضاء البرلمان سيكونون من المحامين.
في النهاية :
أقول لكل مصري عليك أن تطالب بإصلاح منظومة القضاء.
و على الله قصد السبيل
شادي طلعت