- ملحــــق –
· سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم... * II - ملحــــق –

عبد الرحمان حواش في الأحد ١٣ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

· سنريهم  ءاياتنا  في  الآفاق وفي أنفسهم... *II 

   -  ملحــــق –

 

ــ أشكر الأساتدة : محمد  عماره ، وإبراهييم دادي ، ويحي فوزي نشاشبي ، والأستاذة : عائشة حسين ، على تعاليقهم الهادفة ، وأعتذر عن التأخير.

ــ جعلهم  الله – دوماً – مهتمين بكتاب الله المبين ، وبئاياته البينات المبينات.

ــ كعادتي ، إخترت أن يكون الرد على تعليقهم ومُداخلتهم البنّاءة، ملحقا – ولكنه الأول والأخير- حتى تعمّ  الفائدة ويتم تبيان ما جاء في  الموضوع ، من كتاب الله، الذي هو تبياناً لكل شئ، والذي حفظه الله وتكفل  بتبيـين ما جاء فيه ( ... ثم إن علينا بيانه...) القيامة 19. وبيانه فيه ومنه.

ــ قبل الشروعفي ملاحظات تعاليقكم ، الرجاء تصحيح الآية:37من سورة عبس هكــــــذا:

(... لكل امرئ منهم ...) .أشكر الأستاذ  دادي الذي ألفت انتباهي إلى ذلكم الخطأ،  وعفواً.

ــ الأستاذ محمد عماره :

ــ ليس التدبّرلآيات الكتاب أيها الأستاذ الفاضل أن نقول : " ... أن أصل الكلمة هنا هو لتتعارفوا ... " والغض عن كل ما جاء في الصفحات العشر،التي جاء فيها الفرق الفارق بين:

تعارف،وتعرّف، وبأدلة وحجج  كثيرة ، من كتاب الله . أرجوكم أيها الأستاذ، أن تعيدوا قراءتها، بكل اهتمام وعناية ، ثم تردوا – بكل موضوعية – على ما جاء في الموضوع ومن كتاب الله، ومنه بَس !

ــ بينتفيه تغايُر، وعدم تشابه، مادة عـرف التي جاءت في ءاية الحجرات 13 ( ... لتعارفوا...)ومادة عـُرف التي جاءت في سورة الأعراف 46/48. ( ... وعلى الأعراف رجال ... ونادى أصحاب الأعراف  رجالا يعرفونهم بسيماهم ...).

ــ نلاحــظ  أن ءاية الأعراف 48تشملُ  المعنيـيْن : عـُرف ، وتعـرّف ، الأول: اسم وظـرف (... على ...) والثاني : تعـرّف  وفعل ( ... تعرفونهم بسيماهم ). كما نلاحظ أن التعرّف  في القرءان جاء  كله بالسيمات لا بالأسماء – كما بينت بوضوح - وكما جاء في تلكم الآية من سورة الأعراف.

ــ بينتكذلك أن التعرّف الذي يلجئون إليه جاء في سورة يونس 45 ( ... يتعارفون  بينهم ..)والتفاعل يستلزم التبادل والتناوب ، mutuellement, réciproquement.

ــ قلتمأيها الأستاذ:" أن التاء حُذفت للتخفيف " !?وما التخفيف !?ولماذاالتّخفيف !?أتخفيف على القلم ?أم تخفيف  على الورق ?أم على اللسان ?ثم لماذاجاء التخفيف في ءاية  الحجرات 13 ولم يأت في ءاية يونس 45( ...يتعارفون  بينهم ...) !?حسب ذكركم !?

ــ فلا نقولما بدا لنا من غير تدبر ولا تروّ !

ــ قدمتم  - أيها الأستاذ – بين يديكم مثالا من سورة مريم،الآية 25 (... تساّقط عليك رطبا جنيا ) أو في قراءة  تُساقط ، وأن حذف التاء جاء تخفيفاً !?وأن الأصل: تتساقط 

ــ أيها الأستاذ، هناك فرق فارق بين التعبير بـ : تُساقط وتسّاقط !والتعبير بـ : تتساقط !الذي اختلقتم وافترضتم  ولم يُذكر في كتاب الله !

ــ تُساقط وتسّاقط يفيد أن السقوط حسب احتياج مريم ( عليها السلام ) للتّقوّت تمرة بعد تمرة، –لا مرة واحدة- ومن جهة واحدة، في حجرها وبيـــن يديها فقط، .يفيـــد ذلك، التعبيـــر بـ : إليـــــكِ، وبـ: عليـكِ ... ( وهزي إليكِ  يجذع النخلة تساقط  عليكِ  رُطبا جنيا )

ــ أما لو كان التعبيربـ : تتساقط – وما جاء هذا التعبير في كتاب الله !– لفهمنا منه أن ما في تلكم النخلة من رطب سيتساقط  بقوة، من كل جهات النخلة ، ومرة واحــدة – ومن غير توقف مدرارا كزوبعة  مطر !-  جتى تفرغ  العراجين !وما الفائدة !?( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا  كثيرا ) النساء 82.

ــ أما قولكم : " وفي لسان العرب لابن منظور..." .  فمن ابن منظور !?أقول لكم : قال الله العليم الخبير، الذي علّم ءادم الأسماء كلّـها ( وخلق الإنسان علمه البيان ) وتقولون لي:" قال ابن منظور" .. !والمادة ع . ر. ف.  جاءت في كتاب الله بمعاني مختلفة منها المعنيين اللذين شرحت بإسهاب من كتاب الله الذي ( ... الذي علـّم الإنسان ما لم يعلم ).

لفتــة مهمة:

ــ بناءً علىقول الأستاذ محمد عماره أن ذلك جاء للتخفيف !في قول الله سبحانه وتعالــــــى (... لتعارفوا ...)ومثل ما جاء  في  قوله ( ... تساقط ...) كما تقدم بيان ذلك ،والتعليق عليه، بل الردّ  عليه.

ــ السؤال الذي يطرح نفسه أولاً – هو : لماذا جاء التخفيف في ءاية  الحجرات ( حسبكـــــم )

( ... لتعارفوا...) !?ولم يأت في سورة يونس ( ... يتعارفون بينهم ...) !?

ــ فلنحاولمعاً، تدبّر ما جاء في كتاب الله، من نقص حرف  وزيادته – فـــي مـــوضوع واحد –، فيما سيأتي.

1) فمثلا: ما جاء  في  سورة الكهف، بالنسبة للعبد الذي أتاه الله  رحمةً  وعلماً ، مع موسى ( عليه السلام ) .

ــ قال له : ثلاثةمرات (... إنك لنتستطيع  معي صبراُ ) 67- 72- و75 – ثم يأتي بعد ذلك قوله ( ... ذلك تأويل ما لمتسطع عليه صبراً)الكهف 82.

ــ نلاحظ : أن ذلك لو كان للتخفيف !?لكان من أول ذكر الإستطاعة ، أو – على الأقل – لكان التخفيف في ذكر الإستطاعة  الثانية  والثالثة !!72 و75.

ــ ليستإذاً قضية تخفيف، أيها الأستاذ !ــ أقول ــ  والله  أعلم ــ إن الاستطاعات الثلاثة  المذكورة بالياء ( ... لن تستطـيـع ...) إنما كانت كذلك للتأكيد والمبالغة، لموسى (عليه السلام ) أنـه : لن يستطيع معه صبراً مع الضغط في ذكر عدم استطاعة الصبر لن تستطيييع مع المـدّ في الصوت – كما تلاحظون – ( ثلاثة ياءات) .معي صبراً وعزّز- عدم الإستطاعة- بقوله له عند الإنطلاقة : ( وكيف  تصبر على ما لم تحط به خبراَ). !?

ــ أما قوله لهفي ءاخرالمطاف : ( ... ذلك تأويل ما لم تسـطـع عليه صبرا ) بحذف اليــاء. (والياءات الصوتية ) جاء " التخفيف " كما ترون، وليس بتخفيف – كما بينت – ذلك أنّ ( موسى عليه السلام ) ما استطاع الصّبر، ولا شيئا قليلا !ولا مرة واحدة !فتلاشت ياءات  تستطيييع  وسقطت واحدة بعد الأخرى. فكان: لم تسطـع . وقال له ذلك، مع شئ من التأثـّر!أو الحنق !أو الإنزعاج ?!

ــ وكما يقولون : زيادة حرف ، زيادة في المعنى – والله  أعلم –

2) ومثلا – كذلك – ما جاء في نفس سورة الكهف  بالنسبة لياجوج وماجوج  ( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا  له  نقباً ) الكهف 97. ليس ذلك قضية تخفيف !

ــ بالنسبة  لظهوره جاء  التعبير بـ: اسطاعوا  لأن الظهور، محاولة  فاشلة من أولها !لا تستلزم المواظبة، بسبب الإنزلاق، لكون واجهة السدّ  صقيلة، وملساء  لا تجد أصابع أيديهم وأصابع أرجلهم ما تتشبّـث فيه !

ــ وأما بالنسبة  لنقبِـه فلهم كل الوقت ، وكل المحاولات لثقبه، ولذلك جاء في العملية الأولى التعبير بـ: اسطاعوا  " بالتخفيف " !?لأنها لا تستلزم الوقت ولا محاولة ثانية – فشل من أول الأمر !وجاء في العملية الثانية التعبير بـ: استطاعوا لأنها تستلزم محاولات، واستمرارية ،وتحيّــلات ... زيادة حرف، زيادة  معنى ( كما يقولون ).

ــ نلاحظ- أيها الأستاذ – أن " التخفيف " !?– كما اختلقتم -  جاء في التعبير الأول، ولم يستمر في التعبير الثاني ?  لو كان تخفيفاً !!

ــ ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا  فيه اختلافا  كثيرا) .

 

ــ الأستاذة عائشة حسين :

ــ خلق الله الإنسان  وجعله مغايراً بعضه عن البعض الآخر في الطباع – والسلوك، والمزاج والأعصاب، إلى غير ذلك ... أما أنا - فزيادة – حباني الله بالاعتداد  بالنفس، فإن كان خُلقاً حسناً فمن الله !وإن كان غير ذلك ، فمن نفسي، وأعوذ بالله من شرها.

ــ إن الشيخالذي حملتُ عليه في الموضوع الذي نحن بصدده ، إنما فعلت ذلك ، لأنني – قبل ذلك – لاحظت عليه – أول مرة – شفوياً وبينت له أن الآية من سورة  الحجرات 13التي يعتبرها – في وعظه – ءاية  للتعارف  (معجزة ) أرسلت إليه مراراً ليصحّـح ذلك !  فيمدة طويلة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات !  – من غير جدوى- إلى درجة أنه كلما اجتمع بين يديه قوم، ألزم كل واحد منهم أن يقرأ الآية حرفيا، إعتباراً، أن ذلـــك ءايـــــــة  (معجـزة ) من ءايات الله !ثم يعرّف  نفسه لغيره (... إن الله عليم  خبير ) . أليس هذا عبث !: إن الله عليم خبير ! ?

ــ أزعجني ذلكمنه إذ  نـبّهته مراراً على غلطه، بطريق غير مباشر  فأصرّ وعاند.

ــ ليس ذلك ايتها الأستاذة- السليمة النّـية - شيئاً هزلاً !إنما هو حــّط بءايات الله مع تنطـّع وإصرار !. أخذته العزة بالإثم، أن يلاحظ عليه من هو دونه !

ــ أما أنافانزعاجي وانفعالي إنما كان لإعلاء كلمة الله !وعدم الإطاحة بها !خاصة أنه استهزاء  بئايات الله !

ــ لنتدبـّر أيتها الأخت الكريمة، مع ما جاء في ذلك، في الآيات 1 إلى 11 من سورة الجاثيـة:

(... تلك ءايات الله ... ويل...يسمع ... ثم يصر ... وإذا علم ...  اتخذها هزؤا... هــــــــــــذا هـدى ...) .

ــ وجاء كل ذلكفي  ءايات الله  الكونية ( في الآفاق وفي  الأنفس ).

ــ أين درجة  عتابي  له - أيتها الأخت – الصافية القلب – من عتاب الله !?وعقابه !

ــ إذن، ليس الأمر – أيتها الأستاذة المؤمنة بـ: ( فمن شا فليومن ومن شاء فليكفر ) إنما هو  ( ... ولا تتخذوا  ءايات الله  هزؤاً...) .

 

ــ الأستاذ  دادي:

ــ عفواً، أيها الأستاذ الفاضل،  إن  ذكر العرف، الذي جاء في سورة المرسلات، مغاير تماما ولا صلة له – بتاتاً – بـ : عـرف ( تغصّن وتفـرّع ) الذي جاء في سورة الحجرات 13ولا صلة له – كذلك – بالذي جاء في سورة يونس 45 ( تعـرّف أحدنا بالآخر) .

ــ إن العرف الذي جاء في سورة المرسلات معنى ثالث، ومعجزة (ءاية منءايات الله في الآفاق) ومعجزة النصف الأخير من القرن التاسع عشرالميلادي، عند اكتشاف الموجات الهرتزية والذبذبة الصوتية (الإبلاغ والإرسال) هاتف، وإذاعة، وغيرذلك (الاتصالات السلكية واللاسلكية ).

ــ لنلاحـظ  قوله تعالى بعد ذلك ( إنما توعدون لواقع ).

ــ إن مادةعـرف المذكورة هنا إنما هي المعروف ( ما تعارف عليه الناس فطريا ) المذكورة في ءايات كثيرة.( الأمر بالمعروف ...) مثل ما جاء في سورة الأعراف 199( ... وامر بالعرف ...) .

ــ سأتطرقبحول الله لهذه المعجزة ( ءايات المرسلات) – من كتاب الله – إن أطال الله  أعمارنا، وحفظ  مداركنا  ومواهبنا، نسئله – خاصة- أن يجعل البركة  في  أوقاتنا .

ــ لم يذكرالقرءان العرف بمعنى الذيل !إلا أن ذكرَكم لذلك ألفت  انتباهي إلى مماثلة ومقارنة مع عـرف الذي معناه تغـصّـن وتعـرّف ، مثل شجرة  النسب عِرقها ءادم، وءاخر غصن وورقة نحن !

ــ ألفــتني ذلك إلى ما نراه من اتصال وشدّ بين خراطيم عائلة الفيلة، عند سيرها تشدّ  خرطومها ، في ذيل سابقتها ،وهلم جـرّاً ، هكذا بصفة فطرية غريزية، سلسلة  متتالية  في رتل أحادي، ما يسمى بالقاطرة وبالقطار. فسبحان الذي ( ... أعطى كل  شئ  خلقه ثم هدى).

ــ لفتــة: على ذكر ذلك  نجد هذه اللفظة " فيل " بنفس الجرس اللفظي فـــــــي كلمــــــــةFile – File indienne.( الطابور ) كما بينت ذلك في السلسلة الثامنة من الموضــــوع :" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ...".

ــ ونجد هذه الحروف(الفاء واللام) في لفظة القافلة مجموعة الإبل يشدّ بعضها بالبعض بربط  ذيل الأول (في حلقة)  وفي منخر الجمل التالي له، حتى تسيرعلى نسق واحد، وصفا  واحدا.

ــ أما قولكم : جاء " في تفسير المتقدمين " !وما جاء فيه - أيها الأستاذ- إلا إفتراض وتخمين وتصوّر، وحـدَس، ... -  وما قاله الأول يقوله الثاني والأخير !هكذا تفاسيرنا !!

ــ تفسيرالمتقدمين لا يهمنا، ولا يهمني – بخاصة – ولا ألتفت إليه، لأننا في القرن الواحد والعشرين فكيف نجعله حجة في تفسير كلامه – سبحانه وتعالى- وتبيين إعجازه في عصرنا هذا !?حين أن الله ألزم على نفسه ، بيان ما في كتابه ب / ومن / وفي قرءانه الذي ( ... لا يأتيه الباطل ...) والذي هو ( ... تبيانا لكل شئ ...) .

ــ فالصحاح  والصحيح عندي  - أيها الأستاذ – ما جاء في كتاب الله  وبس !.

ــ ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان  من عند غير الله لوجدوا  فيه  اختلافا كثيرا).

 

ــ الأستاذ يحي فوزي نشاشبي :

2ــ1)ــ قولكم: لنفرض أن حواش عبد الرحمان كان حيّا  يُرزق في عهد نزول القرءان العظيم ...

ــ أيها الأستاذ  الفاضل، لا ننسى أن عبد الرحمان ، هذا العبد الضعيف، هو في القرن الواحد والعشرين – حقيقة لا حلم – هو وإياكم والشيخ الذي حُمل عليه بحق-

ــ لسنا في عهدإبن ءادم، عندما قتل أخاه ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه ...) عقل ساذج وقاصر، يرشده طير، علّمه الله وبعثه ليعـلّم – سبحانك !ما أعظم شأنك !

ــ سبق أن أشرت إلى ذلك – في نفس الموضوع – أن الأقدمين يعتبرون أن : ( ... مثقال ذرة ...) في كتاب الله يوازي مثقال نملة علماً، أن في عصرنا : النملة  تساوي ءالاف الذرات .

ــ كما أنالمعاصرين لا يزالون ينظرون إلى السماء في الصوم والإفطار إقتداءً  بأسلافهم – في القرون الوسطى- الذين لا يعرفون المرصد ولا يدرسون علم الفلك.

ــ فـإعجازالقرءان، يتكــيّف ويتلاءم مع كل زمان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

5ــ3)ــ بربكم !– أيها الأستاذ !– ماذا نقول لأولئك الذين يقولون – ومن المشائخ الذين يتصدّرون المومنين في المساجد- حينما يقول: وأن الشمس هي التي تدور على الأرض، وغير ذلك من البلاهات !

ــ ماذا نقوللأولئك !?وبماذا  نجيبهم !?  إلا أن نقول لهم – ومن غير ملامة- : أنهم كالأنعام بل هم أضـلّ. ( لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ،ولهم ءاذان لا يسمعون بها ).

ــ لو أن أولئكالأقدمين ، استعملوا ألبابهم وتفكيرهم فيما يقرءون في كتاب الله لتوصلوا إلى حقائق وأسرار ما جاء في كلام الله.

ــحين  يقرءون ، قوله تعالى: (  أفلا ينظرون ...  وإلى  الأرض كيف  سُطحت...) وقوله تعالى: ( والله جعل لكم الأرض بساطا ) وقوله تعالى : ( والأرض مددناها ... ) وقوله تعالى:

( وهو الذي مـدّ الأرض ...) . فلو أنهم  تدبروا – على الأقل – هذه الآيات ووعوها حق وعيها – مثلا – لفهموا من مـدّ الأرض وبسطها، أنها مستديرة !ذلك، كيف كانوا يتصورون بدأها وأولها، وءاخرها ونهايتها !?  ولو أنهم تفكروا مع قوله تعالى: ( ... يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ...). لعلموا – فطريا – نها مكورة .

ــ فلو أنهمتدبروا ذلك لسبقوا : Copernic   و  Galilée،في القرن الخامس عشر!ويا للأسف !!

6ــ4)ــ السخف والعيب– ايها الأستاذ – أن نصرّ  ونتــنطّع، ونركب رءوسنا سنوات – ونحن نرشد ونصحّـح !فلا عذر لنا بعذ ذلك !ولا لوم علينا !.

ــ فمن غفلعن ذلك ، ولم يتنــبّـه ، ولو لتطبيق القواعد النحوية مثل الفرق الفارق في المعنى، بين لتعارفوا وبين لتتعارفوا الذي جاء في قوله تعالى : ( ... يتعارفون بينهم ...) 45- يونس- وغفل ولم يتنـبّهإلى كون أننا خُلقنا ذكوراً وإناثاً، شعوباً وقبائل من أجل أننتعارف !?ثم غفل ولم يتنـبّـه لِـما خُتمت به تلكم الآية : (.. إن الله عليم خبير ) !?أتجلّـى علم  الله ، وتجلـت  خبرته، إلا عندما  خلقنا ذكورا وإناثا وجعلنا شعوبا وقبائل إلا من أجل أن نتعارف !?                                                                                        

ــأليس ذلك – أيها الأستاذ الفاضل – حَطـّاً لعلم الله العلي العظيم ?أليس ذلك سُخرية  واستهزاءً  بخبرته العلي القدير. وما قدروا الله حق قدره سبحانه وتعالى، عما  يصفون .

ــفمن غفل عن ذلك ولم يتنـبّـه – ولم  يُرشد  ولم يـُحـذّر- فلا جرم ، ولا حرج عليه !فكأنما لا يزال في القرون الأولى من الخلق أو من الرسالة !

ــ أما منهو عكس ذلك فلنتلوا عليه ءايات الجاثية من 1 إلى 11 ،والعياذ بالله من ذلك .

7)ــ أنا لم أقل ، ولن أقول، إنـني على حق، إلا إذا بينت ذلك بأدلة وحُجـج  كثيرة، من كتاب الله المبين، الذي هو تبيانا لكل شئ وهدى ، ومن فطرة الله التي فطر الناس عليها، ذلك الدّين القيـّم.

ــ فتدبـري–بل وتدبرنا كلنا – هو الذي يبين للقارئ – ليحكم – أن ذلك صواب ، كل ذلك من خلال تبيين الله وبيانه في ومن كتابه المبين وبـَـس!وليس بما لدي من تأويل "وليسفرحا "

- كما ذكرتم - !لأن ذلك صفة ، لمن في قلبه زيغ ، والعياذ بالله !( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات  فأما الذين في قلوبهم زيغ  فيتبعون ما تشابه منه  ابتغاء الفتنة وابتغاء  تأويله ...) ءال عمران 7.

8)ــ لا يمكن– أيها الأستاذ الفاضل – ونحن في عصر واحد، أن يُلهمنا الله بصفة متعارضة !ومتباينة !أو يغاير فهمنا  ومداركنا، في فهم تنزيله، إذا كان مصدر الحكم  واحداً، هو، كتاب الله المبين، وءاياته البينات المبينات ، مع إخلاص في التدبّر، ومتجنبين ما ورثناه من مخلفات عقائدية ، وما لصق بنا من افتراءات  على الله، وعلى رسوله، ومن اتباع مـــا جاء بــــه السلــف - حذو النعل بالنعل-،  في محاولة تفسير كتابه المبين – طرائق قِـدداً – وكأنه تنزيل من حكيم حميد !ثم إذا أرشدنا ونُبــّــهنا – على سوء فهمنا – فلا نعاند ، ولنردّ الحجة، بالحجة الدامغة، ونردّ السفسطة ، من نفس الكتاب المبين !

ــ ( يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ...) في ينفس سورة الحجرات 6

9)ــ قلت إن قوله تعالى، في ءاية الحجرات 13( ...- إن أكرمكم عند الله أتقاكم - )قلت إنها جملة اعتراضية وهذا بــيّن.

ــ لا يمكن أن يكون ذكر هذه الجملة في وسط تلكم الآية، هكذا سبهلـلاً وجزافاً !

ــ لا يُعقل ذلك، في حديث الآدمي، وكيف في كلام الله رب العالمين الذي علـّم اللسان والبيان.

ــ فهذه الجملةالمعترضة، جاءت في محلها، وتُقوي وتُـثبت ما ذهبتُ إليه في إعجازالآية الكريمة : التغـصّـن، والتعـرّف ، (السلسلة النسبية) من خلال الحمض النووي  l’A.D.N.، وذلك أنه إشارة إلى ما يزعم  ويدعي،  جل  المسلمين – ويُـعدون بمئات الملايين – أن نسبهم متّصل، ومتفرع من شجرة نبئ الله  محمد ( الصلاة والسلام عليه ) وعلي ين أبي طالب ، ومن ذرية الحسن والحسين !و... و... كأن ذلكم الأنتساب سوف يدخلهم الجنة بغير حساب !!

ــ فإن هذا الحمض l’A.D.Nسوف يُلغي ويُبطل ذلكم  الإنتساب، بالنسبة للسواد الأعظم  من أولئك  المدّعين !وسوف  يتبـيّن في القلة القليلة منهم !ولــــكن : ( إن أكرمكم  عند الله أتقاكم ...) ( يوم يفـرّ  المرء  من ...  لكل  امرئ  منهم  يومئذ  شأن يغنيه ) عــــــــــبس 37.

( يوم لا ينفع مال ولا  بنون إلا من أى الله بقلب سليم ) .

ــ لفتــة مهمـة:

ــ على ذكر الجينات  l’A.D.N.، الحمض  النووي، الذي اكتشفه الإنسان ( عـلـّم الإنسان ما لم يعلم )  والذي سجـّــل ويسجــّـل، كل ما تفرع من  الإنسان الأول ءادم إلى يومنا هــــذا

- سجــّل – ويُسجّل منذ خلق ءادم  - وبدقـّـة – كلّ  ما جاز على أي إنسان من انتسابات، وتفرعات ، وأمراض وخلــْـقـة و...  و... - خاصـّـة -  وأنه لا يكذب أبداً ، ويختلف - تماما -

بين إنسان وإنسان ، ومن بين الملايين من الأناسي. سبحانك !ما أعظم شأنك !

ــ بـيّــن اللهلنا في كتابه المبين، واحدة من بين الآلاف من الجينات التي خلقها الله في نفوسنا ( في الحمض النووي)  l’A.D.N. وهي جينة عـبادة الله، بـيّــن لنا ذلك في ءاية الأعراف 172 ( وإذ أخذ ربك من بني  ءادم من ظهورهم  ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلـى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ...) .

ــ يعلم ذلكالإنسان البدائي الذي لا يزال يعيش في مجاهل الغابات الإفريقية والأمريكيـــة  (أكلة لحم الإنسان من جنسه) ، يعلم حق العلم – وبصفة غريزية - أن الله موجود، وهو الخالق ، وإنما يعبد القوى الطبيعية الخارقة– التي خلقها – كالشمس، والقمر، والنار، وغيرذلك ، فيلاطِفها ويسترضِيها.

ــ نجد في القرءانالمبين : إبني ءادم  اللذيـْـن لم تبلغهما - بعد – رسالة ( لئن بسطت إلـيّ  يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأفتلك إني أخاف الله رب العالمين )المائدة 28.

ــ فمن أين علم أن هناك الله !?

ــ وما جاء في كفارومشركي مكة ( ... والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفـى ...) الزمر3.  إنما الأصنام  طريق ووسيلة إلى الله !

ــ وما جاء  في أولئك الكفار والمشركين أينما كانوا: ( ولئن، سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولـُـن الله...) العنكبوت 61.  ومثلها في الزمر 38.وما جاء في سورة لقمان 25 ، وما جاء  في سورة الزخرف 9.

ــ ( ولئن سألتهم من نـزّل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن الله...)العنكبوت 63.

ــ ( ولئـن سألتهم من خلقهم ليقولـُـن الله... ) الزخرف 87.

ــ إنما ذلكم فعالية تلكم الجينة التي وضعها الله في خلايانا من بين الآلاف من الجينات الأخرى في اللسان ( اللغة ) ( وعلم ءادم الأسماء كلها ... قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )البقرة 31/32. وفي النطق ( البيان ) ( الرحمان ... خلق الإنسان علمه البيان ) الرحمان 1/4. وفي... وفي ... فنجد أنفسنا عاملين بها، وبصفة غريزية فطرية مصداقا لقوله تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذرياتهم ...)

ــ وأخيرا: ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند  غير الله لوجدوا  فيه اختلافا كثيرا ).

ــ قد تم ّ  ما  يمكن أن يقال في تدبّر هذه  الآية المعجزة  من كتاب الله  المبين وءاياته البينات المبيّنات .

ــ انتهت– بحول الله وحسن عونه – الملاحظات  التي تفرض نفسها على تعاليق الأساتذة  الفضلاء : محمد عماره ، وإبراهيم دادي ، ويحي فوزي النشاشبي ، والأستاذة عائشة حسن. متعهم الله بألبابهم، وبسمعهم ، وبأبصارهم في  تدبّر  كتاب الله المبين، ءامين .

ــ هذا الملحق: كما قلت في أوله – هو ملحق أول وأخير في الموضوع - فلن أردّ ، بعد هذا ، وبعد الموضوع  الرئيسي المستفيض ، على أي ردّ ، أو ملاحظة ، أو تعليق حتى لا  نبقى في  دوامة وندق  الماء  في  المهراس، فعفواً  ومعذرة.

والله  أعلـــــم

اجمالي القراءات 11663