دردشة على هامش الرقم القومى .

عثمان محمد علي في الأربعاء ٠٢ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

دردشة على هامش الرقم القومى .

الرقم القومى لمن لا يعرف من غير المصريين هو كناية عن البطاقة الشخصية أو العائلية للمواطنين المصريين . ناضل المصريون فى الداخل والخارج للحصول على حقهم فى التصويت فى الإنتخابات البرلمانية والرئاسية  وهم خارج أرض الوطن الحبيب (مصر) .والحمد لله  بعد  ثورة اللوتس المصرية  ثورة 25 يناير التى أطاحت بآخر الطغاة الطاغية الحقير (حسنى مبارك ) تمكنوا بحكم قضائى من الحصول على هذا الحق . وترتب عليه قيام الخارجية والداخلية المصرية بتسريع إرسال بعثة مشتركة  لعمل بطاقات الرقم القومى للمصريين بالخارج . وبدات هذه البعثات عملها من أمريكا وكندا .

ذهبنا أن وإبنتى  نورهان لعمل البطاقة لى ولها ، وكانت لى بعض الملاحظات التى أبغى بها تفاديها فى المستقبل (إن أمكن )   إسمحوا لى أن أُصيغها على صورة دردشة .

1—المفروض أن تختار البعثات ايام الأجازات فى الدول التى سيقومون بتادية الخدمة للمصريين بالخارج فيها ،فمثلا فى كندا الأجازة فى ايام (السبت والأحد ) فيكون عمل البعثة المصرية المؤقتة فى هذين اليومين  لكى يستطيع الجميع من إستخراج الأوراق والحصول على الخدمة .

2- - إختيار  أقرب مكان  فى المدينة من تجمع إقامة المصريين  لإقامة البعثة ومكان تأدية الخدمة . فمثلا فى مدينة تورنتو ، تتركز  غالبية إقامة المصريين فى مدينة مسيساجا ،ومع ذلك إختارو ا أصعب مكان فى وسط مدينة تورنتو لتأدية الخدمة فيه . وكمثال تقريبى لو إفترضنا أن معظم ابناء الشرقية المقيمين بالقاهرة يسكنون فى حى المطرية والزيتون ، وحضرتك  جئت علشان تخدمهم فى حاجة معينة فأخترت مكان فى العتبة  وهى أزحم وأصعب مكان فى القاهرة ،فلماذا لم تختر مكان فى المطرية أو فى الزيتون ؟؟؟

3- نحن دولة فقيرة ونمر بظروف إقتصادية غاية فى السوء ونتسول للبنك الدولى  فى أن يقرضنا لنشترى القمح والزيت ،ومع ذلك تقيم بعثاتنا الخارجية فى فنادق خمس نجوم !!!!!! شوفتوا الهنا !!!  ما المانع فى أن يقيموا فى فنادق 3 نجوم ، توفيرا للنفقات التى يدفع ثمنها  المصريين المطحونين ؟؟ وعلى فكرة الفنادق 3 نجوم فى كندا أحسن من أى فندق 5 نجوم فى مصر أو فى الشرق الأوسط  ،ومجهزة بكل سبل الراحة وخدمة البعثات ورجال الأعمال ولا ينقصها شىء .ولكن  هو ده النظام المصرى الذى لم تصله الثورة بعد ، والإحساس الحقيقى والنية الخالصة فى الإصلاح .

4- يبدو أن عقلية الموظف المصرى لم  ولن تتغير . فبالرغم من مواعيد العمل المنشورة ،والتى تبدا من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساءا ، وهذا يعنى فى الغرب وفى كندا أن الساعة 9 ودقيقة تبدأ فى تلقى الخدمة التى ذهبت من أجلها ،والساعة السادسة إلا دقيقة يحق لك الحصول عليها أيضا ، إلا أن  السادة المحترمون رجال البعثة المصرية لم يشرفوا ولم يبدأوا العمل إلا الساعة الحادية عشر  (بالر غم من إقامتهم  فى نفس الفندق ). وينهون العمل فى الرابعة عصرا . أى قبل إنتهاء مواعيد العمل بساعتين !!!!! وفوت علينا بكرة يا سيد .

 

5- بالرغم من إختيار الداخلية لرجال محترمون  للبعثة ،إلا أنهم ما زال ينقصهم شىء من النظام وتقدير الوقت  للآخرين ،ففى الغرب  أصبح المصريون مواطنون غربيون فى سلوكهم وإحترامهم وتقديرهم للوقت ،وأصبح كلا منهم يعرف متى يدهب ومتى سينتهى من قضاء إو إستخراج الورقة الرسمية التى يريدها ،وغالبا لا تأخذ من وقته أكثر من ساعة  على اقصى تقدير .ولذلك تجد   كثير من المصالح الخدمية والبنوك يمتد عملها لمدة ساعة أو ساعتين  بعد الدوام العادى للعاملين فى القطاعات الآخرى إنتظار لإنهاء خدمات  الموظفين القادمين من جهات عمل أخرى ـوالذى لا يسمح لهم وقتهم إلا بالحضور بعد إنتهاء عملهم ... ولكن  يبدو أن موضوع الوقت هذا  ليس له قيمة عند السادة رجال البعثة المصرية ،فلا يقل عن خمس أو 6 ساعات (مع الرأفة)  لكى تنهى إجراءات  إستخراج بطاقة الرقم القومى  ، وذلك لوجود نقص حاد فى عدد البعثة  مع تكدس أعداد المصريين  ،وفى وقت محدد بيومين أو ثلاثة ، وفى إستحضار روتين وبيروقراطية النظام المصرى معهم .فلابد من  المرور على أكثر من موظف  لتنهى الإجراءات والمراجعة والتصوير . ووقوفك فى طابور طويل أمام كل موظف وكأنك تبدا  الموضوع من البداية . .. ولكن فى كندا . هو موظف واحد  حضرتك تذهب إليه وتقدم له الأوراق  ويُنهى الإجراءات ،وتحصل من عنده على  الورقة أو المستخرج الذى تريده ،وفى ثوانى أو دقائق معدودة .وشكرا . ولا مراجعة فلان ولاعلان ولا إمضاء سعدون بيه ،ولا عرفان باشا ،ولا يحزنون .

6- لا أدرى ما هو المانع أو العائق الذى منعهم من إستحضار ماكينة طباعة البطاقات بأدواتها معهم ،وإستخراج البطاقة فورا بعد التصوير ،وتسليمها للمواطن فى نفس الوقت . أو إستئجارهم ماكينة طباعة من هذا النوع من أى جهة حكومية كندية ، لعمل ذلك ؟؟؟  وما الحكمة فى أن تُرسل الأوراق إلى مصلحة الأحوال المدنية  بالقاهرة ،ثم عمل البطاقات هناك وإرسالها عبر السفارة المصرية بعد شهريين ؟؟؟  مع أن هذه الماكينات موجودة فى كندا فى كل جهة وفى كل مدرسة وفى كل مستشفى وووووو!!! ومن الممكن شرائها أو إستئجارها . ولكن !!!!!

7- يبدو أن أمن الدولة أو الأمن الوطنى لا زال يعمل ،فقد لاحظنا وجود (مُخبر ) يقوم بتصوير  من فى القاعة ،وبعض الناس ،وهو مستتر ويتوهم أن أحد لن يراه .ولا أدرى ما الحكمة ولماذا وخاصة أن كل من يطلب الرقم القومى  ستكون  فى جُعبة وزارة الداخلية  ،وسيقدمها المواطن بنفسه ؟؟؟  ربنا يهدى ويشفى ..

7—ملاحظة هامة . ثمن الإستمارة (75) دولار .حضرتك بتشتريها وبدون إيصال ،وبدون ان يكون مكتوب عليها ثمنها من أعلى أو من اسفل ، أو انها ستورد لخزينة الدولة أو ما شابه ذلك . وبحسبة بسيطة لو تخيلنا أن من سيطلب هذه الإستمارة من المصريين فى الخارج  حوالى مليون شخص  على الأقل ،فهذا يعنى أن الداخلية ستجمع من 75 إلى 100 مليون  دولار ،اى حوالى نصف مليار جنيه !!!!! أين ستذهب هذه الأموال التى لا إيصالات عليها ، ولا أى شىء يدل على انها ستورد إلى خزينة الدولة  ؟؟؟ أو كم منها لخزينة الدولة ،وكم للباشا الوزير وما علا أو للباشا الوزير وما دونه ؟؟؟ وعمار يا مصر ، وعاش الرئيس  محمد حسنى  طنطاوى  ، والوزير منصور العادلى .... وسلم لى على حازم الببلاوى (الرجل النظيف اللى قاعد يشحت لنا من طوب الأرض علشان القمح والزيت )..  وده  خرم إبرة صغير من شوارع مصر المبهوقة راح فيه نصف مليار ...

8---

الأقباط مرعوبون .

--- طبعا غالبية المهاجرين المصريين فى امريكا وكندا وإستراليا ونيوزيلاندا  تحديدا  اقباط . وفى الدردشات الجانبية عن الأوضاع فى مصر  من عائلات كثيرة بأكملها   مع إبنتى (نورهان) فى طابور الإنتظار الطويل  . قالت لى نورهان أن  المسيحين مرعوبين من وصول التيار الإسلامى للبرلمان وللحكم ،وان مصر غالبا لم تعد بلدهم .,, وهنا أقول لهم ربما يكون معكم بعض الحق وليس كله ،ونشارككم تخوفكم هذا ، ,لكن ، نعود ونقول ونكرر ،ايها الإخوة الأفاضل الأقباط إتحدوا (سلميا ) من خلال التصويت فى الإنتخابات التشريعية القادمة ، وإنزلوا وإذهبوا غلى صناديق الإنتخابات وشاركوا ،وكونوا فاعلين ولا تعطوا أصواتكم إلى أى  مرشح ينتمى لأى تيار دينى  ولا لأى مرشح  يهادن التيارات الدينية ، واعطوها لمن يُعلن ويُصرح انه ليبرالى علمانى  ..هذه واحدة ..والثانية لابد من إتحادكم وتكا تفكم  ووقوفكم صراحة  وعلانية وراء الدكتور محمد البرادعى فى الإنتخابات الرئاسية القادمة ،فهو الوحيد (وأقولها خالصة لوجه الله ) (وأنا لا أعرفه شخصيا ،وهو لا يعرفنى  ولا عمره سمع عنى )  الذى يستطيع أن يعبر بمصر من عثرتها ،والذى سيقف فى  مركز دائرة المصريين جميعا ولن ينحاز لفئة على فئة ،وسيُغلب مصلحة مصر ،وسيقضى على جذور الفتنة الطائفية ،وسيأخذ الأقباط فى عهده  كل ما ينقصهم من حقوق وزيادة . فهذا الرجل سياسى مصلح .. على عكس اصحاب التيارات المتأسلمة من المرشحين الاخرين ،أو من يريدها وجاهة مثل السيجار الذى يُدخنه مثل عمرو موسى .... فبإتحادكم وووقوفكم خلفه مع بقية المسلمين الليبرالين والعلمانين  نستطيع مواجهة  قوى الشر والظلام التى تريد أن تقفز على عرش مصر وتعيدنا وتعيدكم إلى عصر الجوارى والعبيد ،وستدفعون الجزية رضيتم أو أبيتم ،او لتخرجن من بلادهم (التى كانت بلادكم ) . وساعتها لا تلومون إلا أنفسكم .....

10—

المصريون فى الخارج ساهموا ويساهمون بشكل ملحوظ فى بناء الحضارة الإنسانية .

.. بعد الجرعة المُكتئبة السابقة . نختم بمثال مصرى مُشرف قابلته اليوم . وربما يكون هناك عشرات الأمثلة  مثله كانت موجودة اليوم ولكن لم أتعرف عليها .

هو شاب  يدرس للدكتوراة  (لن أتحدث عن تخصصه ،ولا عن تفاصيل بحثه  ) ولكن هذا البحث هو الأول من نوعه فى العالم وفى تاريخ البشرية ، وقد قارب على الإنتهاء .والميزة الأخرى له أن المثشرف عليه عالم مصرى آخر  رئيس  إحدى  الجامعات الكندية المرموقة . وبنتيجة هذا البحث . سيقول العالم وداعا لجرائم كثيرة جدا جدا (ليس بمنعها ولكن بسرعة تحديد وإكتشاف فاعلها فى ثوان معدودة ) ،ووداعا للإختفاء القسرى الذى يرتكبه الحثكام المُستبدين فى العالم  مع معارضيهم . ووداعا لإرتكاب حضرتك أو حضرتى أو حضرته  لجريمة جنائية والهروب بها أو أن يشيل الليلة غير فاعلها ...والبحث قائم على حقيقة (الطاقة لا تُفنى ولا تُخلق من عدم ) . يعنى حيجيبوك حيجيبوك لو أنت فى سابع ارض ..  ..... المهم  أن هذا الشاب العظيم ،وكثير من امثاله العلماء المصريين فى الخارج ،أمثلة مُشرفة ،وتُثبت أن المصريين شاركوا ويشاركون فى صنع الحضارة الحديثة  والتقدم العلمى  المُذهل ..

11هل بات قريبا ذلك  اليوم الذى نرى  فيه هذه النماذج العظيمة تعيش وتجرى  أبحاثها وتنشرها وتطبقها وتسوقها للعالم من داخل مصر ؟؟؟؟ اتمنى من كل قلبى  أن أعيش هذا اليوم  ،بعد ثورة اللوتس التى رواها شهداء الحرية بدمائهم العطرة الذكية ..

اجمالي القراءات 13117