بسم الله الرحمن الرحيم
رأى فى مقالة (دمقرطة وعصرنة الإسلام ) .
كتب الأستاذ الفاضل الكريم –محمد الحداد – مقالة تحت عنوان (دمقرطة وعصرنة الإسلام ) .نُشرت على موقع أهل القرآن تحت هذا الرابط .
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=8765
وليسمح لى سيادته أن أذكر ما رأيته من أهم النقاط التى جاءت فيها إن كنت فهمتها كما ينبغى وإبداء الرأى فيها . وهى كالتالى .
1-وجود كتابات قديمة وحديثة حاول أصحابها جعل الإسلام بتطبيقاته أقرب لعصر الديمقراطية وحقوق الإنسان .وهذه القراءات تحاول التوفيق بين ما وصل إليه الإنسان والنص الدينى .
ومن أولئك الكتاب من قال أنه وجد فى الغرب إسلام ،ووجد فى الشرق مسلمين بدون إسلام .
2- هناك من الكتاب الإسلاميين من يريد العودة بالمسلمين إلى سلفهم الصالح من الصحابة (حسب فهمهم ) لوجود تطابق ولو جزئ بين أعمالهم وفكرهم مع فكر حامل الرسالة ،مع تناسيهم ما حدث من خلافات دحروب دموية فى العهد الأول..
3- وعلى غرار أولئك الكتاب ظهر آخرون فى العصر الحديث يرون فى المد الشيوعى فى عالمنا الثالث ويعتبرونه الأصل الإشتراكىهو أصل إسلامى متمثلا فى نصوص الصدقة والزكاة .وبعد سقوط الشيوعية إنقسم الكُتاب الإسلاميين إلى فريقين ،فريق يواجه الفكر الغربى وديار الكُفر كالسلفيين والوهابيين . وفريق يحاول التوفيق مع الفكر الغربى بالدعوة إلى إعادة قراءة النص الدينى على أساس انه مُنزل من خالق الخلق وهو أعلم بصلاحهم ،وانه صالح لكل زمان ومكان .
4- ثم تحدث الأستاذ حداد عن ظهور إشكالية أخرى وهى اسباب النزول ،وإرتباط النصوص ببعض الشخصيات وبأحداث بعينها ،ورفض بعض الكتاب لهذه الإشكالية برمتها .
5- ثم ظهرت إشكالية أخرى وهى وجود كم هائل من الأحاديث والروايات المنسوبة للنبى محمد عليه الصلاة والسلام متعارضة مع النص القرآنى .فكان رد فريق آخر رفض كل هذه الروايات جملة وتفصيلا والتأكيد على أنها لاتمت للإسلام بصلة ،وسماها بالدين الأرضية ،ووجوب التعبد بألدين السماوى فقط (مع انه لا يوجد إسم لدين تحت غسم دين سماوى داخل النص القرآنى ) على حسب رأى الأستاذ حداد .
6- ثم تحدث كمثال عن عدم سداد رأيهم ونظرتهم للديمقراطية على أنها نتاج إسلامى طبقا للآية 38المتحدثة عن الشورى من سورة النور .بال غم أنها لا تدعو إلى نظام حُكم أبدا كما يقول من يطلقون تسميتها ب(الديمقراطية المباشرة فى الإسلام ) . والآية رقم 159من سورة آل عمران .
7- ثم قال سيادته عموما كل ما وجدناه من قرائتنا لكامل النص الدينى هو عدم الدعوة لأى شكل من اشكال الدولة .وأن نظم الحُكم كانت موجودة قبل الإسلام .. وهنا طالب الباحثين الإسلاميين ب.
8- بإيجاد أسباب سكوت النص على نوعية الحُكم الواجب على المسلمين إتباعه ،وأو يرشحه النص كصيغة حُكم للمؤمنين به ..بل وعليه أن يبحث فيما حدث من أحداث يوم السقيفة من إستيلاء على السلطة والعودة إلى قيم الجاهلية ،مثل التنابز بين الصحابة ،وتهديد بعضهم البعض بالقتل ،وهذا دليل على عدم وجود نص دينى لنوعية الحُكم فى الإسلام .
الرأى والتعليق .
وبداية نقول أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى تعرض ولا يزال لظلم كبير على يد أتباعه وغيرهم .فكل نقيصة من أتباعه دائما ما تُلصق به ،وهذا إفتراء وظُلم لو تعلمون عظيم عليه .فالإسلام كديانة والقرآن كمنهج وتبيان وخريطة طريق لأتباعه لا يُمكن أن يكون فيه من وصايا وإرشادات ما يضر البشرية ،أو تدعو للفساد والإفساد بأى شكل من أشكاله فى البر والبحر .وذلك لأنه نزل ممن خلق السموات والأرض وما فيهن وسخر ما فيهن لخدمة الإنسان ،وسيرهما بنظام ددقيق لا مجال فيه للصدفة ،وإنما يسير بعلم و قدر موزون وتثبت كل حركة فيه أنه سائر طبقا لقوانين كونية لايُمكن أن يصنعها الإنسان أو يوزنها على علم سوى الحكيم الخبير .وجاء القرآن الكريم على نفس مستوى وزن الكون الموزون بالحق والميزان وبقدرة الخالق العظيم صاحب التنزيل فى كيفية إصلاحه للناس والخروج بهم من الظلمات إلى النور ،ومن الشرور إلى خيرات الإنسان ورفاهيته ،وهذه قمة ما يتمناه الإنسان وما تسعى إليه الشعوب ،
وليس معنى أن يبتعد الأتباع عن المنهج ،أن المنهج فاسد وقاصر ،ولكن هذا يعنى قصور فى فهم وإدراك الأتباع للمنهج وبعدهم عنه وإتباعهم لأهوائهم ومتطلبات أنفسهم الأمارة بالسوء .ومن الظلم فى هذه الحالة أن نُحمل المنهج سيئاتهم ،ولكن من العدل والإنصاف أن نُفرق بين نقاء المنهج وسلامته وخلوه من الشوائب ،وبين هرولة وجرى اتباعه إلى إتباع الشيطان وما يرضى شهواتهم . ومن هنا فعلينا عندما نتحدث عن أى شىء يخص الإسلام أن نُفرق بين القرآن وتعايمه ووصاياه وإرشاداته وتحذيراته ،وبين تطبيقات وممارسات المسلمين حتى لو كان ضمن هؤلاء الناس النبى محمد نفسه عليه الصلاة والسلام ،والصحابة ومن والاهم .فالنبى عليه السلام (نفسه) قد خالف الوحى فى بعض الأمور ونزل الوحى يُصحح له تارة ويُعاتبه تارة، بل ويُعنفه تارة أخرى ... إذن فالقرآن شىء ،والناس جميعا شىء آخر ولا يمكن أن نظل نُحمل القرآن سوءات المسلمين إلى يوم القيامة .
.
2- الإسلام دين ومنهج حياة .بمعنى انه دين نؤمن به ومنهج حياة يستقى منه المؤمنين به حق الإيمان ماء حياتهم من قيم عُليا يتعاملون بها فيما بينهم ومع الناس مثل العدل والرحمة والأمانة والأمن والصدق وووو ،وقد يقول قائل إن هذه القيم موجودة عند غير المسلمين به نعم هى موجودة ولكن الفرق الجوهرى هى أن المؤمن بالقرآن حق الإيمان يطبقها وهو يعلم أنه سيُسأل عنها أمام رب العالمين ،وتحت رقابة ذاتية ناتجة عن إيمانه تُسمى هذه الرقابة بالتقوى ، أما الآخرين فيطبقونها لخوفهم من القانون ووسائل المُراقبة التى تُلاحقهم فى أعمالهم .ولن يتوانون لحظة فى التحايل عليها والتهرب منها إذا أُتيح لهم ذلك إذا تعطلت أجهزة الرقابة .فهذا هو الفارق بين الإيمان والتقوى بالقيم العليا عند المؤمنين بالقرآن حق الإيمان ومن فُرضت عليهم بالقانون الإنسانى .
3- نحن نعترف بأنه لا يوجد نظام حكم مُعين أو ممنهج الخطوات لكيفية إدارة الدولة فى الإسلام ،كأن يكون ملكى أو رئاسى أو برلمانى أو أميرى أو أو .. ولكن هناك دعائم ومنطلقات للحكم الرشيد وقيمه العليا .مثل أن يكفل للفرد الحرية المطلقة فى العبادة وفى والرأى مهما كان هذا الفرد ومهما كنت درجة ثقافته ، وعدم التمييز بين أبناء الوطن الواحد ، وتحقيق العدل المطلق بين أفراد الشعب ،وتحقيق التكامل الإقتصادى ،و المحافظة على أداء الأمانات بما فيها العهود والمواثيق والعقود المحلية والدولية ، وحفظ حقوق الناس بأى صورة من صور الشهادة عليها سواء كتابة أو رؤية أو شهادة الشهود .والحق المُطلق فى التعليم . ووووو . والأهم من هذا كُله حرية الناس فى إختيار الحاكم ،وانه جاء عن طريق إختيارهم وأنه خادما لهم ،ولم يأت بالصك والحكم الإلهى كما فى الدولة الدينية ،او أنه خليفة الله فى الأرض ،او أنه يد الله على الأرض . كل هذه قيم إسلامية قرآنية عامة لصورإدارة البلاد وتحقيق مصالح العباد .. ومتروك للمجتمع كيفية الوصول إلى أنسب واسرع سبل تحقيقها . وليس معنى خروج الصحابة أو التابعين أو صدام حسين أو القذافى أو حسنى مبارك أو معاوية بن أبى سفيان عليها أن القرآن والإسلام غير صالح لإرشاد الناس وتعليمهم كيف يديرون شئونهم طبقا لتعاليمه وفى كنف من تقوى الله .دعنا نقول أيضا أن هناك من الأمثلة المُشرقة فى تاريخ المسلمين ما يؤكد هذا وعلى أن فى الإسلام يدعوا للعدل والقسط و إلى الحرية فى إختيار الحاكم مع توزيع عادل للروة والسلطة .وهما (معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان) الأمير الذى رفع عن نفسه الخلافة وذهب للمسجد وقال لبنى أمية خلوا بينها وبين الناس وأعطاهم مدة لإختيار أميرهم بأنفسهم ،وطبعا كان جزاءه أن عزله بنى أمية ومات مسموما وورث الحكم مروان بن الحكم رئيس ديوان عثمان بن عفان ومهندس فساد الحكم فى زمن عثمان بن عفان (مثل زكريا عزمى فى عهد حسنى مبارك ) ...
والمثل الثانى الخليفة العادل والذى أعتبره أعدل من حكم فى تاريخ المسلمين (عمر بن عبدالعزيز) الذى سحب الجيوش وفك حصار نصارى الروم ومنع الغزوات والفتوحات والحروب ،وأعاد أموال بنى أمية وحاشيتهم لبيت مال المسلمين (وزارة المالية) وأعاد توزيعها على الناس ،ووصل الحال فى زمانه إلى عدم وجود فقراء ،وانهم كانوا ينادون فى الأسواق على المحتاجين والغرماء ليدفعوا لهم الزكاة والصدقات ويرفعوا عنهم عنهم ديونهم وغُرمهم . وكذلك أيضا لم يعش كثيرا وقتله بنوا أمية ومات مسموما بعد سنتين من حكمه العادل . إذن العيب ليس فى المنهج ولكن فيمن يبتعد عن المنهج القرآنى .
4- من الآفات التى حلت بالمسلمين أن فقهائهم توسعوا فى دراسة كل شىء فى تراثهم إلا دراسة كيفية الوقوف فى وجه الحاكم الظالم المُستبد وتحقيق العدل والحرية بين الناس وبينهم وبين الحاكم ، ،بل على العكس توسعوا فى وضع روايات ودراسات تبيح للحاكم أن يكون ظل الله على الأرض والا يخرج عليه أحد ،وأن يفعل برعيته (أغنامه) وعبيده من الشعب ما يشاء ، وأن يقتل ثلثهم لو شاء ،او يستعبدهم جميعا ويقتلهم لو اراد ، كما فعل (المنصور) ذات يوم ،وأن يسلبهم حياتهم .ونسبوا ذلك إلى نصوص عن النبى عليه السلام وهو منها براء . ومع ذلك ظهر من قال لهم لا وهذا مخالف لدين الله وشرعه وشريعته كأبى حنيفة النعمان حينما وقف فى وجه المنصور ورفض فتوى فقهاء الخليفة بإستحلال أنفس أهل الكوفة له بعد ان نقضوا بيعته وأباحوا له قتلهم ،وكوفىء أبو حنيفة على ذلك بالسجن والموت مسموما فى سجنه .
وفى عصرنا الحديث ظهر (الكواكبى) وكتابه الشهير فى فضح الإستبداد وأساليبه (طبائع الإستبداد ) .
فلو توسع الفقهاء والعلماء منذ البداية فى دراسة القرآن الكريم وتعاليمه ونواهيه عن الإستبداد وحرصه على الحرية المطلقة والعدل والآمن وعدم تأليه الحاكم حتى لو كان رسولا ما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن .
5-.كما قلنا أن موضوع عدم وجود صورة محددة للحكم فى الإسلام قال فيها قبل ذلك الشيخ الأزهرى القاضى المصرى على عبدالرازق فى كتابه (الإسلام وأصول الحكم ) سنة 1925 فى رفضه لخلافة خليفة للمسلمين فى أزمة الخلافة بين ملك مصر وعبدالعزيز آل سعود ملك السعودية . وتأكيده على أن ليس فى الإسلام خلافة أو صورة معينة للحكم ،بل وإلى فصل الدين عن السياسة .وبوقوفه بكتابه هذا فى وجه الإستبداد السياسى كان جزاءه الفصل من عمله كقاضى شرعى وتشريده من عمله .
6- من الظلم لأصحاب الفكر القرآنى وعلى رأسهم المفكر الإسلامى الكبير الدكتور أحمد صبحى منصور صاحب رأى وتسمية الشورى ب(الديمقراطية المباشرة فى الإسلام ) وضعهم مع باقى كُتاب التيارات الإسلامية التراثية والسلفية والوهابية فى سلة واحدة ، فأصحاب الفكر القرآنى يفهمون الإسلام من القرآن وحده ،ويُدافعون عنه من خلال تجلية حقائقه ،بينما التُراثيون والسلفيون والوهابيون يطعنون فى الإسلام والقرآن من خلال إضافتهم لأقوال بشرية ما انزل الله بها من سلطان ومنذ عصر النبوة وحتى يومنا هذا إلى الرسالة الخاتمة وتمسكهم بها وجعلها فوق القرآن حتى لو كانت تناقضه وتدعو إلى مخالفته .
7- ليس من المعقول أن نطلب من القرآنيين أن يضعوا تفصيلات التفصيلات لكيفية الحُكم ولكيفية إدارة البلاد سياسيا لُظهروا ان القرآن فيه نظام حُكم مُفصل ومُكتمل ، ونحن نعلم أنهم ليسوا طلاب سلطة ،وأنهم ليسوا حزبا سياسيا ولن يكونوا ،وأن جُل همهم هو البحث فى الإطار العام للإصلاح الدينى والعوة إليه ومحاولة العودة بالمسلمين للقرآن وحده .،والذى يؤمنون أن به (اى بالإصلاح الدينى ) يتحقق الإصلاح السياسى والإقتصادى والإجتماعى ،وأنه أهم خطوة و أهم ركن فى أ ركان الإصلاح المنشودة .
فلو تخيلنا أن الحاكم وحاشيته يؤمنون حق الإيمان بالله واليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب ،وعدم وجود شفاعات ،وعدم خروج من النار لم حُكم عليهم بدخولها ،وأن طرق التحايل على الله التى يتبعها الُحكام وحاشيتهم بعد إستبدادهم وأكلهم اموال الناس بالباطل لن تنفعهم .وإيمانهم ببعض روايات تجعل رجوعهم من الحج والعمرة مغفرة لذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم .وأنهم سيجدون النى محمد فى إنتظارهم يأخذ بأيديهم ويُدخلهم الجنة بغير حساب ،فمثلا سيقول للقذافى وصدام حسين تفضلا تفضلا ،وإذهبا لقصركما مُسرعين ، ليس حقيقيا .،فلن يستبوا ولن يأكلوا أموال الناس بالباطل ،بل ربما يهربون من تولى نُظم الحُكم .
. إذن القرآنيون معنيون بالإصلاح الدينى فى عمومه المبنى على تقوى الفرد وإيمانه بالله وخوفه من حسابه قبل حساب البشر له ومساءلته . ورغم ذلك فهم لا يمتلكون أدوات نشر فكرهم الإصلاحى هذا . فلو قُدر لهم أن يُنشر ر فكرهم وتنتشر رؤيتهم ويتبناها بعض من بيدهم الأمر ،اعتقد أن الصورة ستكون افضل بكثير ونتائج الإصلاح السياسى والإقتصادى والإجتماعى ستكون أحسن واسرع .
8- موضوع محاولات عصرنة ودمقرطة الإسلام كما يقول الأستاذ حداد . مثل محاولات جعل الشورى هى الديمقراطية وما شابه .. أعتقد أنها (من وجهة نظرى كقرآنى ) هى ليست محاولات مقصودة بهذا المعنى ،ولكن هى نتاج دراسات وأبحاث وتدبرات فى القرآن الكريم نتج عنها فهم لحقائق وقيم كانت مهجورة لم يُشر إليها الفقهاء من قبل فى دراستها وتبيانها للناس بالقدر الكافى وإنشغلوا عنها وهجروها فى أمور أخرى أقل أهمية منها وربما بعيدة عن روح وعظمة القرآن الكريم . وأنها ظهرت فى كتاباتهم وندواتهم ومحاضراتهم عندما أعلنوها للناس ،فمثلا عندما اُدعى لمحاضرة ما أو لكتابة بحث ما عن الحرية مثلا ،او عن حقوق المرأة ،أو قيمة العلم ودوره فى بناء الأمم ،فمن المُنتظر منى (كباحث قرآنى) أن أتحدث من خلال بحثى فى القرآن الكريم ،وليس من خلال ما قاله الحقوقيون أو الفلاسفة أو الصحافيون . فعندما يستمع النس أو يقرأون للقرآنيين يعرفون مواد علمية جديدة لم يسمعوها من قبل من اصحاب التيار الدينى عن الإسلام والقرآن ،ويسألون هل هذا فعلا فى القرآن ؟؟؟ هل فعلا القرآن أعطى المرأة حقها فى كذا وكذا وكذا ؟؟؟ هل هناك حرية رأى وعقيدة فى القرآن فعلا وحقا وصدقا ؟؟؟؟ وتكون الإجابة نعم . وإذا ما كنتش مصدق إبحث بنفسك ،وهكذا . ويظن فريق آخر أننا نحاول أن نُعصرن الإسلام أو القرآن أو نجعله أكثر قبولا عند الناس زكأننا إختلقنا هذه الآيات القرآنية أو أنها غير واضحة المعنى أو أنها نُسخت بآيات أو أحاديث أخرى كما يدعون . وفى الحقيقة هذا التصور فى رأسهم هم فقط . فنحن نظهر حقائق الإسلام التى فهمناها فقط سواء توافقت مع ما يؤمنون به أم لا ...
ومثال آخر .نحن نعيش فى بلاد الغرب ،وصورة الإسلام عند الأكثرية منهم سيئة للغاية ،وبين الحين والآخر يتحاور بعضنا مع بعض المثقفين الغربيين ،ويسألون أسئلة عن حقوق الإنسان ،والمرأة والحريات والجهاد وووو فى الإسلام .فنقول لهم ما قاله القرآن دستور الإسلام الأوحد فى تلك القضايا ،فيرد المُحايدون منهم بأن هذا شىء عظيم ولا خوف منه ،وربما يُقدم على القراءة فى الإسلام بعين أخرى ومفهوم جديد .. ويرد آخر وينكر ويقول أنتم تحاولون أن تجملوا الإسلام وتجعلوه أكثر قبولا عند الناس ،ولكن حقيقته غير ذلك وهى كما يتصرف (إبن لادن وأشباهه ) .
9- فى النهاية نُعيد ونكرر ونقول أرجوكم اصدقائى الكرام أن تفصلوا بين الإسلام والقرآن وبين تطبيقات وممارسات وتصرفات أتباعه من المسلمين ،حتى لو كان أولئك المسلمين هم الصحابة . فكما تعلمون أننا نحكم بالإسلام على الصحابة وليس العكس . ونؤكد كذلك على انه ليس من العدل والإنصاف أن نظل نظلم الإسلام ونأخذة بجريرة المسلمين .. كما نؤكد كذلك على أن القرآن الكريم يضع الأُطر العامة للقيم العليا ويحث عليها ويوصى بتطبيقها مع بعض التفصيلات إذا إحتاج إلى ألمر إلى تفصيل دقيق فى بعض الأحكام والتشريعات .،ولكن يترك كيفية التطبيق فيما تبقى من قيم لظروف المجتمع وثقافته وإستجابة أفراده لها .سواء كانت هذه الأُطر فى سياق النظام السياسى للدولة أو الإقتصادى أو الإجتماعى أو التشريعى المدنى ..
ونؤكدا أخيرا على أن الإسلام دين مدنى بقرآنه ودولته دولة مدنية من الطراز الرفيع ،وانه ضد الدولة الكهنوتية الدينية التى تؤمن وتطبق الحق الإلهى فى الحُكم .. وأننا لا نحاول أن نُعصرن الإسلام بل لو إتبعناه حق الإتباع سنكون فى قمة التحضر والعصرنة والرقى والرفاهية والأمن والطمأنينة . ولكن !!!!!!!!!!!
10- شكرا لك مرة أخرى على سعة صدرك أستاذ حداد .