قلت مرارا .. نحن لاشأن لنا بشخص البخارى ولكن بكتاب البخارى . نحن نحكم بكفر كاتب هذا الكتاب ، ولا يهمنا إن كان هو ( ابن برزويه الفارسى المجوسى الأصل) كما يقال عن البخارى أو مستر جورج بوش.
وبالنسبة للكتاب نفسه فأستطيع أن أؤكد أنه نفس الكتاب المؤلف فى العصر العباسى لعدة أسباب ، منها :
1 ـ إنه تكاثرت شروح البخارى والتعليقات عليه من العصر العباسى حتى العصر المملوكى ، وأشهرهم ابن حجر و القسطلانى والعينى فى القرن التاسع الهجرى فى العصر المملوكى .
2 ـ بالاضافة الى النقل منه ومقارنته بصحيح مسلم والاستدراك عليهما كما فعل (الحكم ) فى المستدرك . ولم يقل أحد بتزوير نسخة من نسخ البخارى .
3 ـ التفاخر بحفظ صحيح البخارى بعنعناته ومتنه ، وتوالى هذا الحفظ ، وكان مجالا للتنافس فى العصر المملوكى بحيث كانت تعقد مجالس العلم لذلك خصيصا.
4 ـ اعتاد العصر المملوكى والعصر العثمانى عقد ( ميعاد ) سنوى لتلاوة صحيح البخارى ، هو ميعاد البخارى ، وكان عقده فى القلعة مركز الحكم وقتها ، وكان يحضره القضاة والعلماء وكبار الفقهاء مع السلطان أو نائبه وكبار الأمراء .
5 ـ توالى التبرك بصحيح البخارى ومعاملته كالقرآن حتى فى طريقة تشكيله .
6 ـ إتخاذ صحيح البخارى تميمة وتعويذة للتوسل بها طيلة العصرين المملوكى والعثمانى ، وكان هذا من دواعى الحفاظ عليه وتوثيقه. وعندما هاجم نابليون القاهرة عقد شيوخ الأزهر جلسة أخذوا يتلون فيها صحيح البخارى توسلا به ليكفيهم شرّ نابليون ومدافعه . . وتوارث المصريون المثل الشائع ( هوه أنا غلطت فى البخارى ؟ ) عندما يلام أحدهم على قول شىء . بل حدث أن أخطأ احد مشاهير القراء فى القرآن فعوتب فى ذلك فقال ( وهل أخطأت فى البخارى )
كل هذا التقديس للبخارى وحفظه والعكوف عليه شرحا وتلاوة واحتفالا يستحيل معه وجود تحريف فيه ، خصوصا وأن كل حديث فى البخارى جرى الاستشهاد به ، ويقال ( متفق عليه ) لو جاء نفس الحديث فى البخارى ومسلم . لم يحدث لكتاب بشرى فى تاريخ المسلمين أن حظى بهذه العناية . وكان من أوائل الكتب التى تم طبعها ..وبينما توجد اختلافات فى كتاب ( مالك ) تبعا لتعدد الروايات فإن البخارى له رواية واحدة لأن المؤلف هو نفسه الذى خطّ الكتاب بيده .. ثم توالى نسخه بعده ..الى أن تمت طباعته وتحقيقه ليكون طبق الأصل من آلاف النسخ المخطوطة فى العصور الوسطى .
أخيرا
ينبغى ألاّ نكون حساسين لهذه الدرجة فيما يخص تلك الأسماء التى توارثنا تقديسها ، فهى فى نهاية الأمر اسماء سميناها نحن وآباؤنا وتوارثنا تقديسها خوفا و رعبا و هلعا من غضب تلك الآلهة المزعومة. بينما يجب أن يكون الخوف من الله جل وعلا وحده ، ويجب ألا نقع فيما وقع فيه المشركون الذين كانوا يعبدون أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان .
حق الله جل وعلا هو الأولى بالاتباع .