سماحة الإسلام وأخلاق الإسلام
أغلب المسلمين أخذوا من الإسلام الاسم فقط، وتركوا سماحة الإسلام وأخلاق الإسلام والتضحية في الإسلام وتمسكوا في أشياء من المفروض أن لا يكون لها في الإسلام وجود، من هذه الأشياء كثيراً ما نسمع ويتكرر كل يوم على لسان الكثير من الناس حين يتكلم البعض عن شيخ أو عالم أو حاكم من الحكام أو عن مسؤول نجد الكثير من الناس يقولون صاحب الفضيلة الشيخ فلان، أو صاحب الفضل الشيخ كذا، أو صاحب السمو أو صاحب الجلالة عن الحكام في بلاد المسلمين، وهذه المسميات أو الألفاظ يجب أن لا يكون لها مكان بين المسلمين فالإسلام جاء لكي يساوي بين الناس جميعاً العبد والحر، الرئيس والمرؤوس، الإسلام جاء لكي ينهي الفروق بين الناس، الإسلام جاء لكي يكون الناس سواسية، الإسلام جاء من أجل أن يكون هناك عدالة اجتماعية وليس العكس كما يحدث الآن في بلاد المسلمين، والذي يحدث الآن لا نظير له في أي مكان من العالم في هذا العصر، ما يحدث من قتل للأبرياء وتمثيل بجثثهم ونهب لثروات الشعوب والفقر والتعذيب دون ذنب بين المسلمين، هذا دليل قاطع أن أغلب المسلمين لم يأخذوا من الإسلام غير الاسم فقط، وتكبروا على الله وتعالوا على بعضهم البعض، وهذا ليس من الإسلام في شيء، إن الفضل في هو من عند الله، يقول تعالى:
((ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً)) سورة النساء آية 70.
ثم يقول تعالى:
((لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)) سورة الحديد آية 29.
نفهم من كلام الله هذا أن الفضل في كل شيء هو من الله في الصحة وفي العلم وفي الرزق وأن المسلم الحقيقي والذي يؤمن بالإسلام الحقيقي لا يقبل أن تشكره الناس على معروف قام به معهم، يقول تعالى:
((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً)) سورة الإنسان آية 9.
عكس هذا الصنف من الناس الذي يريد أن يشكر ويحمد وهو لم يفعل تجاه الناس غير الظلم يقول تعالى:
((لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) سورة آل عمران آية 188.
أين سيذهب من عذاب الله هؤلاء المتكبرين الذين أكلوا ونهبوا وقتلوا الناس دون وجه حق؟!.. أين سيذهب رجال الدين هم الآخرين الذين وقفوا مع الظالمين ضد المظلومين في بلاد الإسلام والمسلمين؟!.. يقول تعالى:
((وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) سورة آل عمران آية 180.
وبما أن الفضل في كل شيء هو من عند الله اعتقد البخل عن قول الحق هو نفس الشيء عند الله، بمعنى أن من آتاه الله العلم ولم يعمل به أو استغله في تضليل الناس فهو بذلك يكون قد بخل بما أتاه الله من فضله.