وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
أنا مسلم قَطْ ، فهل أنت مسلم؟

محمد صادق في الإثنين ٢٦ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

أنا مسلم قَطْ ،  فهل أنت مسلم؟

بفتح ال "ق" وسكون ال "ط"

  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " 3:102  ”

هل وقفت برهة مع " وأنتم مسلمون " ماذا تعنى هذه العبارة القرآنية وما مدلولاتها ومتطلباتها؟ هل هى صلاة وصوم وزكاة وحج وإنتهى الأمر وبذلك فأنت من المسلمين؟

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *  وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ..... " 22:77,78

أنا مسلم أشهد ان لا إله إلا اللـــه قَـَطْ عملا وإعتقادا كما جاء فى القرآن الكريم فى سورة أل عمران الآية 18:

"  شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " 3:18

وأشهد أن إبراهيم، نوح، يحي، إسحق، يعقوب، إسماعيل، موسى ، عيسى، محمد، جميع الأنبياء عليهم جميعا السلام ، أشهد بأنهم رسل وأنبياء اللـــه السميع العليم. عملا بالآية الكريمة من سورة البقرة الآية 136

"  قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " 2:136

وأشهد أنى أتبع الرسول محمد عليه السلام وأطمع أن أكون من المؤمنين التى تعنيهم الآية الكريمة فى سورة البقرة:

"  آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا  غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " 2:285

ولا أنتمى إلى أى فرقة ولا أى حزب أو جماعة أو منظمة ولكن أنا أتبع القرآن الكريم وكفى تنفيذا لأمر الله سبحانه فى سورة الروم الآية 31،32

" مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " 32،30:31

وأيضا من كتاب ربنا العظيم يأمر الرسول وبالتبعية نحن أيضا مأمورين أن ننفذ هذا التوجيه الربانى فيقول سبحانه وتعالى فى سورة الأنعام الآية 159:

" إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " 6:159

وقفة قصيرة مع: " لاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم"، وأيضا " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست " ( يا محمد ) منهم فى شيئ" . كل حزب بما لديهم فرحون، كل فرقة وكل حزب يدعى أنها هى الفرقة الوحيدة الناجية، لماذا تزكون أنفسكم يا عباد الله والله يقول:

"........ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ  فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ " 53:32

وإن قلت أشهد ان لا إلاه إلا اللـــه، على الفور تسمع من يقول لك أنت لا تؤمن بالرسول محمد عليه السلام ولا تؤمن بسنته ولا تتبع الرسول الكريم وبذلك يكون الحكم إنك " كافر ". النقطة التى دائما يركزون عليها أنك لا تتبع الرسول محمد عليه السلام، وفى الحقيقة ، من يتبع القرآن وكفى هم أول من يؤمنون بالرسول ويتبع الرسول كأسوة حسنة وإتباعا لأوامر رب العباد، فلنقرا سويا كيف نتبع الرسول وهذا أمر فى القرآن الكريم لا ينكره أحد.

إتباع الرسول عليه السلام:

 الإتباع الحقيقى للرسول بعيدا عن القيل والقال، فهو إتباع القرآن الكريم، ومن هنا سنتعرف على كيفية إتباع الرسول- الرسالة.

يقول الله سبحانه فى سورة آل عمران: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " 3:31

فنحن مطالبون بحب الله السميع العليم ولكى يتم ذلك، فالآية تدلنا على الطريق ألا وهو إتباع الرسول- الرسالة- وبذلك نضمن غفران الذنوب، فكيف ومن أين نأتى بالطريقة السليمة لإتباع الرسول حتى يتحقق فينا هذا الوعد الصدق؟

من يصفه الله بأنه على خلق عظيم، فهذه شهادة الخالق، فلابد أن تكون هى أخلاقيات لا إله إلا الله. يقول سبحانه عن رسوله الكريم:

" وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " 68:4

والذى على خلق عظيم، لابد أنه إستقى هذا الخلق العظيم من الوحى الربانى الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.

أنا مسلم قط..... ، فما معنى اننى مسلم، نقرأ المعنى من كلام رب العالمين: " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " 6:162

أنا مسلم قط متبعا الرسول الكريم، فهل كان الرسول مسلما قط ؟  حيث قال عليه السلام: " إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " 27:91

 فالرسول عليه السلام كان مسلما قط ولم يكن سنيا ولا شيعيا ولا مالكى أو شافعىأو .....الخ.

وأنا مسلم قط أتلو القرآن الكريم إتباعا لرسول الله الذى قال: " وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ..... " 27:92

الرسول لم يكن فظا غليظ القلب وهذا من رحمة الله، فإن أردت إتباع الرسول فعليك بتدبر هذه الآية الكريمة والتى نستفيد منها بأن لا نكون غلاظ القلوب قساة جفاة،  ونتحلى بروح العفو والمغفرة لمن أساء إلينا، وإن إختلفنا فعلينا بالتشاور بيننا وبعده يجب أن نتوكل على الحى الذى لا يموت.

"  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ  فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (3:159

والذى على خلق عظيم، لم يفترى على الله كذبا أو كذب بالوحى، وإتبع ما أوحى إليه. أنظر إلى قول الرسول:

"............ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " 10:15

أنا مسلم قط أتبع ما إتبعه الرسول الكريم يقول سبحانه وتعالى:

" اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " 7:3

ومن معانى لا تتبعوا من دونه أولياء، نقرا فى سورة محمد:

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ " 7:2,3

 فالذين كفروا إتبعوا الباطل الذى قالت الآية الكريمة، إتبعوا من دونه أولياء،  فكان هذا جزاؤهم.

أنا اتبع الرسول الذى بلغ ما أوحى إليه بالتمام والكمال ولم ينقص منه شيئا ولم يزد عليه شيئا قط إتباعا لقول الله سبحانه:

وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ *وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ "  69:44  نحن نعلم أن الرسول مات موتة طبيعية فالمحصلة أنه لم يخالف أمر ربه أبدا.

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (10:15

أنا مسلم قط، أؤمن بان الله سبحانه لم يعطى الرسول ، عليه السلام، صلاحية الشفاعة يوم القيامة، ولنقرأ فى سورة الأحقاف ما يؤيد ما ذهبت إليه: " قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ " 46:9

أنا مسلم قط وأؤمن بأن الله لم يطلع أحد على الغيب إلا ما ذكر فى القرآن الكريم عملا بقول الله سبحانه:

" قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ  أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ " 6:50

إن إتباع الرسول هو إتباع الأسوة الحسنة وبالتالى لا بد أن أكون أسوة حسنة لغيرى، فكما إتبع الرسول ما أوحى إليه، فأنا أتبع ما بلغه الرسول من وحى ربه، يقول سبحانه فى سورة الأحزاب: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " 33:21

أنظر ماذا قال ربنا، الرسول أسوة حسنة لم يقل سنة حسنة.... إتعظوا يا أولى الألباب.

أنا مسلم قط، أحاول أن أتحلى بأخلاقيات الرسول عليه السلام، منها أداب دخول البيوت، فالحق سبحانه يبين لنا ما يجب علينا من أدب تجاه بيوت غير بيوتنا، وقد بين سبحانه إحدى سمات الرسول وهى الحياء، حيث كان يستحى أن يجرح مشاعر جلسائه يقول الحق:

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ.... " 33:53

أنا مسلم قط، وكان الرسول الكريم من المتواضعين، فأرجو من الله السميع العليم أن أكون من المتواضعين عملا بتوجيه رب العالمين:

" تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " 28:83

أنا مسلم قط وأتبع الرسول الكريم الذى إنتهج فى دعوته ولطيف أسلوبه للناس، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل فى دين الله تعالى افواجا من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل عملا بقول الله سبحانه: " قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " 12:108

" ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " 16:125

وفى القرآن الكريم المزيد فهذه هى الطريقة فى نظرى- والله أعلم- التى يجب أن تتبع لتنفيذ أمر الله بإتباع الرسول الكريم وليس بالبحث عن الروايات والأحاديث الذى لم يأذن بها الله والتى هى إفتراء وكذب على الله سبحانه وقرآنه ورسوله الكريم.

والآن ، بعد أن تفرقنا وتشيعنا وكَفَّر بعضنا بعض فماذا كانت النتيجة، أنظر إلى قول الحق سبحانه الذى يعلم السر وأخفى:

" قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ " 6:65

تدبر معى هذا المقطع " يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ " هذا البأس هو نوع من أنواع العذاب التى تتكلم عنه الاية الكريمة ....

أليس هذا هو حال الأمة المسلمة اليوم ومنذ 1430 سنة، تفرقنا وتشيعنا والنتيجة " وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ " ايضا أليس هذا ما يحدث على أرض الواقع الأليم المخزى. الله سبحانه الحق وقوله الحق، اليس هذا يحدث كل يوم بين الفرق والأحزاب التى تتناحر فيما بينها وتكفر من يعاديهم حتى ولو كانوا على خطأ وانت على صواب، فإما أنت سنى مثلا أو كافر لا ثالث عندهم، وإن كنت شيعى مثلا فالجماعة السنية لا تقبلك فى مسجدهم. وإذا توفى إنسان مسلم ولكن ليس سنيا فالمسجد لا يقبل إقامة الصلاة عليه لأنه ليس سنى. والحكام الطغاة معظمهم يتبعون المذهب السنى، فأنظر ماذا يفعلون مع أبناء جلدتهم والذين يقولون ربنا الله، ألم يقتلوهم فى الشوارع ويزجوا من يريدون فى سجون وغيابات الجب الذى لا يعلم مصيرهم إلا الله سبحانه، يذيق بعضكم بأس بعض، اليس هذا واقع يشهده العالم ولا يتحرك أحد. أقول لهم أنا مسلم قط..... وأمرى إلى الله العلى القدير.

وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)

أنذر به هؤلاء الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم، حالة أن ليس من دونه ولي ينصرهم ولا شفيع يخلصهم . ذلك أنه ما من شفيع يشفع عند الله إلا بإذنه ، وهو لا يشفع يومئذ - بعد الإذن - إلا لمن ارتضى الله أن يتشفع عند الله فيهم . . فهؤلاء الذين تستشعر قلوبهم خوف ذلك اليوم الذي ليس فيه - من دون الله - ولي ولا شفيع، أحق بالإنذار، وأسمع له، وأكثر انتفاعا به . . لعلهم أن يتوقوا في حياتهم الدنيا وما يعرضهم لعذاب الله في الآخرة . فالإنذار بيان كاشف كما أنه مؤثر موحِ . بيان يكشف لهم ما يتقونه ويحذرونه ، ومؤثر يدفع قلوبهم للتوقي والحذر.

وحيثما واجه الإسلام الشرك والوثنية والإلحاد والديانات المنحرفة المتخلفة من الديانات ذات الأصل السماوي بعد ما بدلتها وأفسدتها التحريفات البشرية . . حيثما واجه الإسلام هذه الطوائف والملل كانت سبيل المؤمنين الصالحين واضحة ، وسبيل المشركين الكافرين المجرمين واضحة كذلك . . لا يجدي معها التلبيس.

ولكن المشقة الكبرى التي تواجه حركات الإسلام الحقيقية اليوم ليست في شيء من هذا . . إنها تتمثل في وجود أقوام من الناس من سلالات المسلمين ،في أوطان كانت يسيطر عليها دين الله ،وتحكم بشريعته . . ثم اذا هذه الارض ،واذا هذه الاقوام ،تهجر الاسلام حقيقة ، وتعلنه اسما . وإذا هي تتنكر لمقومات الإسلام اعتقادا وواقعا . وإن ظنت أنها تدين بالإسلام اعتقادا ! فالإسلام شهادة أن لا إله إلا الله . . وشهادة أن لا إله إلا الله تتمثل في الاعتقاد بأن الله - وحده - هو خالق هذا الكون المتصرف فيه . وأن الله - وحده - هو الذي يتقدم إليه العباد بالشعائر التعبدية ونشاط الحياة كله . وأن الله - وحده - هو الذي يتلقى منه العباد الشرائع ويخضعون لحكمه في شأن حياتهم كله. وأيما فرد لم يشهد أن لا إله إلا الله - بهذا المدلول - فإنه لم يشهد ولم يدخل في الإسلام بعد . كائنا ما كان اسمه ولقبه ونسبه . وأيما أرض لم تتحقق فيها شهادة أن لا إله إلا الله - بهذا المدلول - - فهي أرض لم تدن بدين الله،ولم تدخل في الإسلام بعد.

وفي الأرض اليوم أقوام من الناس أسماؤهم أسماء المسلمين ،وهم من سلالات المسلمين . وفيها أوطان كانت في يوم من الأيام دارا للإسلام . . ولكن لا الأقوام اليوم تشهد أن لا إله إلا الله - بذلك المدلول - ولا الأوطان اليوم تدين لله بمقتضى هذا المدلول.

وهذا أشق ما تواجهه حركات الإسلام الحقيقية في هذه الأوطان مع هؤلاء الأقوام.

أشق ما تعانيه هذه الحركات هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول لا إله إلا الله ،ومدلول الإسلام في جانب وبمدلول الشرك وبمدلول الجاهلية في الجانب الآخر.

أشق ما تعانيه هذه الحركات هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين ،وطريق المشركين المجرمين،واختلاط الشارات والعناوين والتباس الأسماء والصفات ،والتيه الذي لا تتحدد فيه مفارق الطريق.

ويعرف أعداء الحركات الإسلامية هذه الثغرة . فيعكفون عليها توسيعا وتمييعا وتلبيسا . حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل تهمة يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام ! . . تهمة تكفير "المسلمين" !!! ويصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم ،لا إلى قول الله ولا إلى قول رسول الله.

هذه هي المشقة الكبرى . . وهذه كذلك هي العقبة الأولى التي لا بد أن يجتازها أصحاب الدعوة إلى الله في كل جيل.

يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين . . ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة . وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف ،وألا تقعدهم عنها لومة لائم ،ولا صيحة صائح:انظروا ! إنهم يُكَفرون المسلمين.

إن الإسلام ليس بهذا التميع الذي يظنه المخدوعون ! إن الإسلام بيِّن والكفر بيِّن . . الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله - بذلك المدلول - فمن لم يشهدها على هذا النحو ،ومن لم يقمها في الحياة على هذا النحو ،فحكم الله ورسوله فيه أنه من الكافرين الظالمين الفاسقين . . المجرمين.

عجز الناس عن دفع عذاب الله وبأسه عنهم، وهنا يواجههم ببأس الله الذي قد يأخذهم بعد النجاة ! فما هي مرة وتنتهي  ثم يفلتون من القبضة كما يتصورون.

قل:(هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون)

وتصور العذاب الغامر من فوق أو النابع من تحت ، أشد وقعا في النفس من تصوره آتيا عن يمين أو شمال . فالوهم قد يخيل للإنسان أنه قد يقدر على دفع العذاب من يمين أو شمال ! أما العذاب الذي يصب عليه من فوق أو يأخذه من تحت فهو عذاب غامر قاهر مزلزل لا مقاومة له ولا ثبات معه ! والتعبير الموحي يتضمن هذا المؤثر القوي في حس الإنسان ووهمه وهو يقرر حقيقة قدرة الله على أخذ العباد بالعذاب من حيث شاء وكيف شاء.

ويضيف إلى ألوان العذاب الداخلة في قدرة الله والتي قد يأخذ العباد بها متى شاء لونا آخر بطيئا طويلا لا ينهي أمرهم كله في لحظة ولكنه يصاحبهم ويساكنهم ويعايشهم بالليل والنهار.

أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض...

وهي صورة من العذاب المقيم الطويل الذي يذوقونه بأيديهم ويجرعونه لأنفسهم إذ يجعلهم شيعا وأحزابا متداخلة لا يتميز بعضها عن بعض ولا يفاصل بعضها بعضا فهي أبدا في جدال وصراع وفي خصومة ونزاع وفي بلاء يَصُبُّهُ هذا الفريق على ذاك.

ولقد عرفت البشرية في فترات كثيرة من تاريخها ذلك اللون من العذاب كلما انحرفت عن منهج الله وتركت لأهواء البشر ونزواتهم وشهواتهم وجهالتهم وضعفهم وقصورهم . . تصريف الحياة وفق تلك الأهواء والنزوات والشهوات والجهالة والضعف والقصور . وكلما تخبط الناس وهم يضعون أنظمة للحياة وأوضاعا وشرائع وقوانين وقيما وموازين من عند أنفسهم يتعبد بها الناس بعضعهم بعضا، ويريد بعضهم أن يخضع لأنظمته وأوضاعه وشرائعه وقوانينه البعض الآخر والبعض الآخر يأبى ويعارض وأولئك يبطشون بمن يأبى ويعارض . وتتصارع رغباتهم وشهواتهم وأطماعهم وتصوراتهم . فيذوق بعضهم بأس بعض ويحقد بعضهم على بعض وينكر بعضهم بعضا لأنهم لا يفيئون جميعا إلى ميزان واحد  يضعه لهم المعبود الذي يعنوا له كل العبيد  حيث لا يجد أحدهم في نفسه استكبارا عن الخضوع له ولا يحس في نفسه صغارا حين يخضع له.

إن الفتنة الكبرى في الأرض هي أن يقوم من بين العباد من يدعي حق الألوهية عليهم , ثم يزاول هذا الحق فعلا ! إنها الفتنة التي تجعل الناس شيعا ملتبسة ; لأنهم من ناحية المظهر يبدون أمة واحدة أو مجتمعا واحدا :"  تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ " 59:14

ولكن من ناحية الحقيقة يكون بعضهم عبيدا لبعض ويكون بعضهم في يده السلطة التي يبطش بها - لأنها غير مقيدة بشريعة من الله - ويكون بعضهم في نفسه الحقد والتربص . . ويذوق الذين يتربصون والذين يبطشون بعضهم بأس بعض ! وهم شيع ولكنها ليست متميزة ولا منفصله ولا مفاصلة ! والأرض كلها تعيش اليوم في هذا العذاب البطيء.

وهذا يقودنا إلى موقف الجماعة المسلمة التى تتبع الرسول- الرسالة –القرآن الكريم - في الأرض . وضرورة مسارعتها بالتميز من الجاهلية المحيطة بها - والجاهلية كل وضع وكل حكم وكل مجتمع لا تحكمه شريعة الله وحدها ولا يفرد الله سبحانه بالألوهية والحاكمية - وضرورة مفاصلتها للجاهلية من حولها باعتبار نفسها أمة متميزة من قومها الذي يؤثرون البقاء في الجاهلية والتقيد بأوضاعها وشرائعها وأحكامها وموازينها وقيمها.

إنه لا نجاة لهذه الجماعة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب: (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض). . إلا بأن تنفصل هذه الجماعة عقيديا وشعوريا ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها - حتى يأذن الله لها بقيام "دار إسلام" تعتصم بها - وإلا أن تشعر شعورا كاملا بأنها هي "الأمة المسلمة " وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية . وأن تفاصل قومها على العقيدة والمنهج وأن تطلب بعد ذلك من الله أن يفتح بينها وبين قومها بالحق وهو خير الفاتحين..

فإذا لم تفاصل هذه المفاصلة ولم تتميز هذا التميز حق عليها وعيد الله هذا . وهو أن تظل شيعة من الشيع في المجتمع،  شيعة تتلبس بغيرها من الشيع ولا تتبين نفسها ولا يتبينها الناس مما حولها . وعندئذ يصيبها ذلك العذاب المقيم دون أن يدركها فتح الله الموعود.

إن موقف التميز والمفاصلة قد يكلف الجماعة المسلمة تضحيات ومشقات . . غير أن هذه التضحيات والمشقات لن تكون أشد ولا أكبر من الآلام والعذاب الذي يصيبها نتيجة التباس موقفها وعدم تميزه ونتيجة اندغامها وتميعها في قومها والمجتمع الجاهلي من حولها.

ومراجعة تاريخ الدعوة إلى الله على أيدي جميع رسل الله يعطينا اليقين الجازم بأن فتح الله ونصره وتحقيق وعده بغلبة رسله والذين آمنوا معهم . . لم يقع في مرة واحدة قبل تميزالجماعة الأولى المسلمة ومفاصلتها لقومها على العقيدة وعلى منهج الحياة - أي الدين - وانفصالها بعقيدتها ودينها عن عقيدة الجاهلية ودينها - أي نظام حياتها - وأن هذه كانت هي نقطة الفصل ومفرق الطريق في الدعوات جميعا.

وطريق هذه الدعوة واحد . ولن يكون في شأنها إلا ما كان على عهود رسل الله جميعا صلوات الله عليهم وسلامه

 انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون...

ولنقرأ سويا التوجيه الربانى للرسول الكريم والذى يجب أن يكون عبرة ودرسا لنا فى إتباع ما أمر الله سبحانه رسوله : فالرسولمأمور بعد إهمال شأن هؤلاء الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا - أن يقوم بتذكيرهم وتخويفهم من أن ترتهن نفوسهم بما كسبوا وأن يلاقوا الله ليس لهم من دونه ولي ينصرهم ولا شفيع يشفع لهم كما أنه لا يقبل منهم فدية لتطلق نفوسهم بعد ارتهانها بما كسبت.

" وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ"  6:70  

أيها الأخوة والأخوات، إسمحولى أن اشارككم هذه السطور من أقوال الشيخ محمد الغزالى، لعلها تكون مفيدة لنا ولغيرنا وندعو الله سبحانه أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم.

يقول الشيخ الغزالى:

" لماذا كنت مسلما عن تقليد ٬ ثم أصبحت مسلما عن اقتناع. اقتناع يقوم على البحث والموازنة والتأمل والمقارنة وكل يوم يمر لي يزيدني حبا للإسلام ٬ واحتراما لتعاليمه٬ وثقة في صلاحيته للعالمين وجدارته بالبقاء أبد الآبدين قبل أن أوجز الأسباب التي انتهت بي وبغيري إلى هذا المصير أحب أن أصارح بأمر ذي بال٬ هو أن إمداد هذا الإيمان جاءت من إدمان البصر في الكتاب والسنة مع إدمان البصر في الوقت نفسه إلى آفاق الكون والحياة.

أما طول المذاكرة في عشرات الكتب التي ألفت في عصور مختلفة فلم أعد منه بطائل بل خرجت منه وأنا بحاجة إلى ما ينظف ذهني كما يحتاج الجسم إلى حمام ساخن بعد دلكه من الغبار والأوساخ.

إن الإسلام ظُلم ظلما فادحا في مئات الكتب التي انتشرت زمنا طويلا بين أيدي العامة. ما صوره تصويرًا سخيفا شأنها في المتون والشروح والحواشي التي اعتبرت وحدها مواد الدراسة في الجامع الأزهر.

وعندي أن فساد المجتمعات تحت وطأة الحكم الفردي والاستبداد السياسي هو الذي سجن العقول وحجر على الأفكار وقتل الكفايات الكبيرة وعاقها أن تؤدى واجبها في خدمة الدين٬ فبقى المجال أمام التافهين الصغار وذوى المواهب المحدودة. وهؤلاء حجاب كثيف دون الحقيقة.. بل هؤلاء عنصر خطير في إفساد الحقائق وإبرازها للناس وفق أهواء معينة ٬ أو تلوينها لتترك في النفوس آثارا خاصة والإنسان يسرح طرفه خلال الأجيال الأخيرة في الأمة الإسلامية الكبيرة فيروعه هذا الجهل الدامس الذي أطبق على جنباتها وهو ليس جهلا بسيطا غايته أن يغفل المرء عن معرفة الحق. بل هو جهل مركب جعل الأقوام يفهمون دينا ما ليس بدين. ويحسبون تقوى ما لا يمت إلى التقوى بصلة.. وقد طمرت في هذه الجهالة الغليظة شعب الإيمان وشرائع الإسلام."           إنتهى....

أنا مسلم قَطْ، وأشهد ان لا إلاه إلا اللـــه ....عليه توكلت وإليه أنيب... والحمد للـــه رب العالمين.

اجمالي القراءات 16137