أنت فى مقتبل العمر ، ولو افترضنا انك ستعيش ألف عام وتتبع طريقة التدرج فلن تفلح ، سيظل من يتبعك ـ لو حقا اتبعك ـ سائرا فى الطريق الرمادى بعيدا عن الحق وصديقا للباطل. الحل الناجح هو الطريق المستقيم المباشر ، هو منهج القرآن فى الدعوة ، أى أن تقول أو تجهر بالحق كله دفعة واحدة ثم تتحمل رد الفعل من سب وشتم وتكفير واتهام بالباطل . يتحقق بهذا المنهج التالى
أولا : الحصول على أجر الدعوة ثم أجر الصبر على الظلم والاتهامات الباطلة .
ثانيا : أقمت عليهم حجتك فى الدنيا وستكون شهادتك عليهم يوم القيامة ،أى ستكون من الأشهاد عليهم يوم القيامة .
ثالثا : ليس من مسئوليتنا أو من مسئولية النبى نفسه هداية الناس ، ولكن فقط تبليغ الدعوة . الهداية مسئولية شخصية ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها. وبالتالى فأنت تأخذ أجرك بمجرد القول ، وليس مهما إن أعرض الجميع أم آمن الجميع .
رابعا : طبقا للقرآن الكريم فإن الكافر مهما بلغ عناده فإنه لو سمع الحق تركز الحق فى داخله ، ولا يمكن أن ينساه فقد تم حفره فى قلبه. يقول جل وعلا ( كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) ( الحجر 12 : 13 ) (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ) ( الشعراء 200 : 201 )،ولكن عناده يدفعه الى أن يجحد الحق وأن يعلو صوته بالتكذيب ليقنع نفسه أنه على الحق .(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)( الانعام 33 ) ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ) ( النمل 14 ) .
أخيرا
أنصحك أن تنشر بكل ما استطعت برنامج فضح السلفية وبقية المقالات الهامة ، ولو تحت رابط جديد وتحت اسم جديد . وفى النهاية ستجد كثيرين من الباحثين على الهداية ، وأولئك يستحقون أن نتعب للوصول اليهم . لقد منّ الله جل وعلا عليك بنعمة التكنولوجيا الانترنتية كما منّ علىّ بنعمة البحث القرآنى ، فلنتعاون سويا فى سبيل الله جل وعلا...