التحريم فى الاسلام على درجتين : الصغائر و الكبائر . لو اجتنب الانسان الكبائر يغفر الله جل وعلا له السيئات الصغائر ويدخله الجنة ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) ( النساء 31 ). هذا فى الذنوب عموما ، الصغائر منها والكبائر. الفواحش من تلك الذنوب ، منها الصغائر ومنها الكبائر ، وكل الذنوب معاص وعصيان . الملاحظ هو أن الله جل وعلا لا يكتفى فى ذنوب الفواحش بالتحريم بل يستعمل اسلوبا أشد وهو النهى عن الاقتراب منها أو إجتنابها ، فيؤكد رب العزة على ألا نقترب من الزنا (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) ( الاسراء 32 ) ، فالنهى هنا ليس فقط عن العملية الجنسية خارج الزواج بل يشمل كل ما يقرب اليها من تفكير ونظرة وكلام ولمسة ودعوة ورسم ونحت وافلام وكتابات ..الخ . بالطبع الكبيرة هنا هى العملية الجنسية أى الزنا نفسه. أما الصغائر والسيئات فهى ما يقترب من الزنا من مقدمات الزنا من القبلة والحديث واللمس وكل أنواع المثيرات الجنسية من كتابة ودراما وتصوير ونحت وشراء لتلك اللوحات والافلام وصناعتها و رؤيتها بشهوة جنسية..الخ . هذه الصغائر موصوفة فى القرآن الكريم باللمم ، أى ما يلمّ به كل إنسان ولا يخلو من الوقوع فيه أى إنسان . لا يوجد إنسان لم يقع فى اللمم أو لن يقع فى اللمم . ومن هنا جاءت المسامحة فيه طالما تم إجتناب الزنا نفسه أو الفاحشة الكبرى ، يقول جل وعلا (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) ( النجم 32 ).
إذن فما ذكرته هو من اللمم .
وربما لا يكون النحت العارى من اللمم ولا يعد ذنبا لمن يقوم به لو كانت نفسه راقية تبحث عن الجمال كقيمة عليا دون إنشغال بمشاعر النصف الأسفل وشهوات الجنس . ولكن لا أستطيع أن أقول نفس الشىء عن رسم الموديلات العاريات . إنه لمم ابن ستين لمم ..واحيانا واحد وستين .!!