عزمت بسم الله،
البناية الشاهقة المطلة على بيت الله الحرام وكتاب تاريخ آل سعود.
بعد عدة أعوام من زيارتي لأرض الله المقدسة التي حرمها و كان فيها أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين. (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)(96).آل عمران .
فجعل الله تعالى الكعبة البيت الحرام قياما للناس، ولم يجعل الله بيتا حراما آخر في مكان آخر، كما يطلقون على مسجد المدينة ومسجد القدس ( بالمسجد الحرام).يقول المولى تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ."97" المائدة.
والله وحده أعلم من الذي وضع قواعدها ومن بناها أول مرة، إلى أن شاءت إرادة الله تعالى أن يرفع قواعدها نبي الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، (وَإِذْ يَرْفَعُإِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(127). البقرة. فقد كان الناس من ذلك العهد يحجون إليها ويطوفون حول البيت الحرام، ثم بعث الله آخر الأنبياء محمدا عليه السلام ومعه الكتاب المبين الذي جاء مهيمنا على ما سبقه من الكتب المنزلة، فهو كتاب تفرد الخالق سبحانه بحفظه بقدرته، فلا يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد. (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(42). فصلت. قال رسول الله عن جبريل عن ربه: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِالَّذِي نَزَّلَعَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَمِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا(136). النساء.
لقد جاء في الكتاب العزيز أمر من الله تعالى يقول: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِفَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَاوَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ(158)إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ(159). البقرة.
البيت الحرام لا إشكال فيه فالناس تطوف حوله كل يوم ليل نهار، أما الصفا والمروة فقد كان آل سعود غيروا شعيرة من شعائر اللهلما أدخلو نصف الصفا ونصف المروة إلى الحرم فكان الناس يسعون بينهما مخالفين في ذلك أمر الله الذي أوجب الطواف بهماكما يطاف حول الكعبة المشرفة، والحق أقول إن آل سعود أخيرا قد تداركوا الأمر فأدخلوا الصفا والمروة كلية إلى الحرم، فأصبح اليوم الناس يطوفون حولهما، لا كما كان الناس من قبل يسعون بينهما. فشكرا لمن تنبه لهذا الأمر واستدرك الخطأ الذي كان من قبل.
أود أن أعترف بأن الإدارة العامة للحرم مشكورة تقوم بأعمال جليلة، من نظافة للحرم وما حوله، وتفريش أرضه بزرابي مبثوثة، وسقاية الحجاج وتوسعة الحرم من الجهة الغربية والشمالية وتوفير الأمن للناس، كل هذه الجهود تعتبر جهودا كبيرة، نرجو الله تعالى أن يثيب المخلصين منهم أعمالهم لله تعالى.
أما بالنسبة لملاحظتي: فتتمثل في البناء الشاهق الذي يطل على البيت الحرام، بهندسة معمارية أجنبية، ناطحات للسحاب تعلوه ساعة شبيهة بساعة بڤبن في لندن، وفي الليل تنبعث منها أضواء مختلفة تشرئب أعناق الطوافين إليها، فتنسيهم أنهم في بيت الله الحرام يطوفون، ويقرأ المشرئب عنقه إلى تلك الساعة المكتوب تحتها ( وقف الملك عبد العزيز للحرمين). وهنا أتساءل أولا :
لماذا بني ذلك البناء الشاهق مطلّا على بيت الله الحرام، حتى صارت الكعبة تبدوا صغيرة جدا أمام ذلك البناء العالي الضخم ومحولا أنظار المسلمين؟
ثانيا: إذا كان الملك عبد العزيز أوقف وقفا لخدمة الحرم فلماذا يكون أضخم وأعلى من بيت الله الحرام التي تبدوا صغيرة أمامه؟
ثالثا: هل يريد ورثة الملك عبد العزيز بذلك البناء الشاهق التكفير عن الدماء التي سفك من أجل الصعود على أكتاف القبائل في الجزيرة العربية ليملكهم وأرضهم؟
رابعا: هل أبناء الملك عبد العزيز بما فيهم الملك الحالي عبد الله يقدمون للشعبهم أبسط الخدمات فلا نجد من يتسول ويسكن البيوت القزديرية، ولا يجدون العيش الكريم في أرض أفاء الله تعالى عليها من الخيرات ليبنوا بالفائض مثل تلك البناية المشوهة لبيت الله الحرام؟؟؟!!!
سوف تجدون الملحق قريبا بعون الله ولمن يريد قراءة الكتاب الذي ألفه الأستاذ ناصر السعيد فعليه بالرابط: http://www.4shared.com/document/T4grvXWu/___online.html
والسلام عليكم وتقبل الله منكم الصيام وكل الأعمال الصالحة وعيدكم سعيد .
لمن لا يعرف الملك عبد العزيز وأبنائه فإليه ما يلي: