بدخول الثوار الليبيون إلى قلب طرابلس ، وتحويل إسم الميدان الأخضر إلى ميدان الشهداء فى العاصمة ، أصبح نظام القذافى على وشك الإنهيار ، بعد أن أصبح محاصرا هو وأولاده وأحفاده فى قصر العزيزية الحصين ، ويدافع عنه بعض أفراد قبيلته ، ومقربين منه وقليل من أتباعه ومرتزقة ، ويقود كل هؤلاء ، خميس القذافى ، بعد القبض على سيف القذافىوهروب أخيه محمد بعد القبض عليه يوم الاحد الماضى د . وبسقوط القذافى المتوقع خلال ساعات ، بعد إثنين وأربعين عاما من الحكم ، سقط سيناريو توريث أخر فى المنطقة العربية ، بعد رحيل مبارك المخلوع الذى كان سيسلم حكم مصر إلى نجله جمال ، وبمساعدة من زوجته السيدة الأولى السابقة" أم جمال" ، وسوف يفشل التوريث قريبا فى اليمن ، بعد سقوط نظام على عبدالله صالح . وتوريث الحكم فى ليبيا لم يكن قاصرا على تولى سيف الإسلام رئاسة الدولة ، بل كان القذافى يخطط بعقليته " الخضراء" وطموحه الجنونى ، أن يوزع منظومة الحكم على كل أولاده وأحفاده ، فيتولى محمد رئاسة الوزراء ، وخميس وزارة الدفاع ، وعائشة وزارة المرأة والسكان ، وهكذا ، وهذا تطوير لنظريته الثالثة الذى فسرها فى كتابه الأخضر ، وهى أن يكون الحكم للشعب من خلال اللجان الشعبية والثورية ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى أولاد وأحفاد القذافى بعد ذلك ، وتلك نظرية فى الحكم سبقت الأنظمة الديمقراطية الملكية بمراحل . . - وقد ولد معمر القذافي في عام 1942، بمنطقة "شطيب الكراعية"، التابعة لـ"وادي جارف"، بمحافظة "سرت"، وقاد القذافي، المتأثر بأفكار الزعيم الراحل، جمال عبدالناصر، انقلاباً عسكرياً ضد ملك ليبيا إدريس السنوسى ، وتولى على أثره السلطة في ليبيا منذ 1969 سبتمبر وحتى أمس الاثنين 22أغسطس ، أى لن يحتفل بذكرى جلوسه على عرش ليبيا الإثنين والأربعين فى أول - الفاتح - من سبتمبر القادم أى بعد أسبوع من الأن - وحتى كتابة هذا المقال ومثول الجريدة للطبع ، مازال القذافي "مفقوداً" أو "مجهول مكان الإقامة" حالياً ، رغم انتشار شائعات بفراره إلى إحدى مدن الجنوب الليبي، أو إلى الجزائر أو تشاد أو النيجر ، وهروبة من باب العزيزية إلى " زنجة " ليبية . . - وقد تزوج القذافي مرتين، وأنجب العديد من الأبناء. أنجب من الأولى - وهي فتحية خالد - ابناً وحيداً هو محمد، الذي أعلن استسلامه لقوات الثوار بعيد سيطرتهم على طرابلس أول أمس الأحد ..- مالك أكبر شبكة اتصالات بجانب ذلك، كان محمد يرأس اللجنة الأولمبية الليبية ، ولكن كان والده يعده ليكون رئيسا لوزراء ليبيا فى المستقبل. - كما تزوج القذافي الهارب في المرة الثانية من صفية فركاش (التي كانت تعمل ممرضة عندما تعرف إليها إثر وعكة صحية عام 1971)، فهي والدة باقي أنجاله البالغ عددهم سبعة أولاد وبنت واحدة. ويعد سيف الاسلام ثاني أبناء القذافي، والابن البكر لصفية، هو من مواليد الخامس من يونيوعام 1972، ودرس الهندسة المعمارية- سيف الإسلام. - وإلى عهد قريب، كان ينظر إلى سيف الإسلام باعتباره "الوريث" للقذافي، وهو أكثر الأبناء نشاطاً في المجال السياسي، بل وسار خلف والده من حيث مواقفه السياسية ومواقفه من التطورات في ليبيا، الأمر الذي دفعت المحكمة الجنائية الدولية لتشمله مع والده وزوج عمته في مذكرة جلب بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية. - وتمكنت عناصر الثوار في طرابلس من القبض عليه الأخين الآثنين، -محمد وسيف - بينما تستعد المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بسيف لتقديمه للمحاكمة بالتهم الموجهة إليه. - والساعدى هو ثالث أبناء القذافي، وهو لاعب كرة قدم محترف، كما أنه أحد أبرز أبناء القذافي المشاكسين. وفيما سرت شائعات بأنه نجح في الفرار من ليبيا إلى الجزائر أو تونس، ذكر ناطق باسم الثوار أنه تم القبض عليه. - ويشغل المعتصم الابن الرابع للقذافى ،منصب مستشار والده لشؤون الأمن القومي، لم يعرف مصيره حتى الآن، ولم يسمع عنه الكثير خلال المعارك مع الثوار منذ بداية الانتفاضة الشعبية في فبراير الماضي. - أما هنيبعل فيعتبر حالياً من أكثر أبناء القذافي إثارة للجدل، والمشاكل، وهو الذي كادت مشكلاته في سويسراً تتحول إلى أزمة دبلوماسية بعد توقيفه بسبب ضرب خدمه. زوجته عارضة أزياء لبنانية الأصل تدعى إلين سكاف. - وأشرس أبناء القذافى هو خميس الذى يعد الوزير الحقيقى للدفاع فى ليبيا ، وهناك لواء من القوات الخاصة يحمل اسمه، وخاض معارك ضد الثوار، وسرت شائعات عديدة تفيد بمقتله خلال هجمات لقوات حلف الناتو، غير أنه تم نفي هذه الشائعات مرتين من خلال عرض لقطات له على التلفزيون الليبي، وما زال مصيره مجهولاً. - وتعد عائشة الابنة الوحيدة للقذافي، وربما مدللته، إذ يسمي (القذافي) حارساته كلهن باسمها، مع إضافة الرقم إليهن، مثل عائشة واحد وعائشة اثنين، وهكذا. - وخلال قصف شنته قوات الناتو على أحد المنازل التابعة لآل القذافي الشهر الماضى ، قتل أحد أولادها بحسب معلومات صحفية، غير أنه لم تتأكد تلك المعلومات.- وبعد سيطرة الثوار على طرابلس ذكرت أنباء أنها تمكنت من الهرب إلى الجزائر مع شقيقها الساعدي وعدد من أولادها .. - وسيف العرب كان يدرس ويعيش في مدينة ميونيخ الألمانية، ولا يعرف عنه الكثير، وسرت شائعات بأنه التحق بالثورة الشعبية في بنغازي، غير أنه لم يجر نفيها أو تأكيدها، ثم اختفت تلك الإشاعة تماماً .. - في وقت لاحق، واثناء قصف قوات الناتو لمنزل آل القذافي مؤخرا ، أعلنت الحكومة الليبية أن سيف العرب قتل في القصف، إلى جانب اثنين من أحفاد القذافي .. - بالإضافة إلى أبناء القذافي من زوجتيه، هناك ابنان بالتبني - أولهما هناء ، وهي ابنة متبناة للقذافي قضت في القصف الأميركي لطرابلس عام 1986، على المنزل الذي ظهر فيه خلال خطبته الشهيرة وطالب فيها بالقضاء على المتمردين الذين وصفهم بـ"الجرذان المقملين" والخروج عليهم من كل شارع وبيت ودار وزنقة. ورغم هذه الأنباء عن مقتلها إلا أن هناك الكثير من الشائعات حول عدم صحة هذا القول، وأنها مازالت على قيد الحياة. أما ميلاد فهو الابن الأصغر للقذافي، وهو ابن شقيقه الذي تبناه، ولا يعرف عنه الكثير . ومن رحمة القدر بالشعب الليبى إنه تخلص من هذا الحاكم الدموى المجنون الذى لم يكن سيورث أولاده وأحفاده الحكم فى ليبيا ، بل كان ينقل لهم خبراته فى كيفية ، قتل الروح داخل شعب " حى " بأكمله ، وإن هذا الشعب مستعد أن يموت كله فداء لعائلة القذافى . حمدى البصير elbasser2@yahoo.com
|