أليس الرئيس محمد حسني مبارك مسئولا عن الوزير محمد إبراهيم سليمان؟
في
الإثنين ٢٥ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
أليس الرئيس محمد حسني مبارك مسئولا عن الوزير محمد إبراهيم سليمان؟
أليس هو من وضعه في موقع الوزارة وتركه يفعل فيها ما شاء وكما شاء كما منحه ثقته الرئاسية ووضع توقيعه الكريم علي قائمة مرشحي الحزب للبرلمان شاملا اسم إبراهيم سليمان المبتسم المنتفخ وأجلسه علي مقعد النائب عن دائرة ما كان يصل إليها ولا إلي مقعدها من غير الفوز بقلب الرئيس وحزبه؟! ثم الرئيس نفسه هو من أخرج سليمان من الوزارة بعد سنوات كانت فيها مصر كلها تصرخ بمخالفات الوزير وتجأر بالضجيج من أفعاله وتردد اتهامات ضد سليمان وتطالب بالتحقيق المستقل العادل معه، ومع ذلك كان الرئيس يحميه ويغض البصر ويشيح السمع عما يقال عن سليمان لدرجة أنه طيب خاطره معتزا به وفخورا ربما بدوره ومرسلا لنا جميعا رسالة رضاه السامي الرئاسي عن وزيره السابق فمنحه وساما جمهوريا، وبما أننا لا نعرف قواعد منح الأوسمة ولا الضوابط والمعايير التي تقف وراء أن يقلد الرئيس وساما لشخص دون آخر، ولأنها تبدو مسألة فردية انفرادية بحتة من الرئيس شخصيا لا يشاركه فيها جهة ولا مجلس ولا توصية من مجلس أو جامعة أو هيئة قومية، فقد تعامل الناس مع وسام سليمان علي أنه وسام من مبارك وليس من مصر، لوزير وليس لرمز! فبالله عليكم ماذا فعل هذا الشخص المدعو محمد إبراهيم سليمان كي يتقلد وساما يجب ألا يحمله سوي العظام الذين أعطوا الوطن شيئا فوق العادة وخدموه خدمة فائقة ليست لأحد قبله أو كان رمزا لمصر مشرفا ومشرقا داخلها أو خارجها؟ لم يفعل ولن يفعل محمد إبراهيم سليمان شيئا من هذا أبدا ولا هو يستحق وساما من صفيح!!
ومع ذلك لم يكتف الرئيس بذلك، ورغم التعامي الذي مارسه المصريون كعادتهم علي هذا الوسام باعتبار أن الرئيس مبارك لا يسأله أحد عما يفعل وليس لبني آدم في البلد قدرة علي فتح بقه بالسؤال عن تصرفات وقرارات رئاسية تبدو في حاجة شديدة وملحة للتساؤل المستغرب المستنكر! ، فإن الرئيس قرر تعيين سليمان في وظيفة رئيس شركة الخدمات البترولية (التي تقاضي فيها خلال سبعة أشهر تسعة ملايين جنيه راتباً!)، فما الذي تفهمه من كل ما جري؟
لا نفهم إلا أن الرئيس مبارك ليس راضيا فقط عن محمد إبراهيم سليمان بل يحتضن جهوده ويعتقد في كفاءته وإخلاصه وإلا فلماذا يفعل معه كل هذا بالله عليكم؟!
ثم إذا بالوزير السابق وهو يتلقي هذه الأيام لكمات متتالية متوالية خطافية تضرب كالفراشة وتلسع كالنحلة فيتم فتح تحقيقات نيابة مع الرجل المحصن بعضوية البرلمان وبمكانته عند الرئيس حول المخالفات التي يأس الناس من أن يتم التحقيق معه فيها وحولها (لا نجزم بإدانة الرجل قطعا لكننا نجزم بدوائر الشبهات والمشتبهات السياسية التي يحوم حولها وينغمس فيها ) وإذا بفتوي من مجلس الدولة بعدم جواز توليه وظيفة عينه فيها رضا الرئيس مبارك!
الأسئلة هنا أكثر من الهم علي القلب!
لكن أهمها: أين كان الرئيس؟
إما أنه عين إبراهيم سليمان وزيرا و اختاره مرشحا للحزب وعضوا في البرلمان ثم منحه وساما ثم وضعه في وظيفة تدر ملايين الجنيهات وهو لا يتلقي تقارير عنه وعن المخالفات والاتهامات التي تلاحقه والتي تستحق تحقيقا وربما محاسبة ومعاقبة، فهذا يجعلنا نشك في أجهزة الدولة كلها ونخشي علي بلدنا من غفلة أجهزة عن الوصول بالحقيقة للرئيس! وتبقي هذه أيضا مسئولية الرئيس نفسه وهي مسألة واضحة مباشرة لا لبس فيها فهو مسئول عن تقصير أجهزته إن قصرت! ثم لو كان الرئيس يفعل كل هذا مع سليمان وهو يعرف ما يقال عنه وحوله ويتم اتهامه به فهذا ما يجعل الرئيس مطالبا أمام الرأي العام بالجواب عن أسئلة الاستغراب والدهشة التي لابد أنها دائرة كالطاحونة في رؤوس الناس، لماذا فعلت ذلك لهذا الرجل يا سيدي الرئيس؟
أغلب الظن أن سليمان سوف يخرج من هذا الحصار بأقل الخسائر لأنه في حالة إدانته ستكون الأسئلة صاخبة مهما كان تواطؤ الصمت الذي يمارسه الجميع عن مسئولية الرئيس!