بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كل عام وحضراتكم جميعا بكل خير .
حضرات السيدات والسادة .
أدعوا الله أن تعود هذه الأيام على أمتنا المصرية تكوينا والعربية لسانا والإسلامية دينا " الإبراهيمية " بالخير والبركة .
كما ابتهل إلى العلى القدير أن يكون احتفالنا المقبل ، احتفالا بالنصر على كافة مشكلاتنا .
في اطار البحث عن مخرج عادل مما تموج به مجتمعاتنا العربية من صراعات بين كافة التيارات السياسية والفكرية والدينية .
فالاحساس بالحرية الذي نستشعره نتيجة اللحظة الفارقة والغير مسبوقة التي نعيشها بعد 25 يناير وكسر حاجز الخوف ، جعل كل فرد وكل فصيل يحاول الانطلاق لتحقيق ما يصبوا إليه .
وفي ظل الفوضى التي نعيشها تعارضت المصالح والاهداف وتنوعت الاتجاهات وتصادمت وأصبحت الأمور في تفاقم مستمر
ولذا فعقلاء الأمة الذين ينشدون التعايش السلمي بين كافة تيارات المجتمع يبحثون عن صيغة توافقية قدر الإمكان " حاكمة للدستور " ، وخرجت صيغ عديدة كل منها ترضي بعض الأطراف ولا ترضي البعض الآخر ، بل أن التيارات السياسية الإسلامية ترفض بشدة آية صيغة .
فهل سيستمر التصاعد وتزداد الصراعات حدة لتغرقنا في فوضى أكثر مما نحن فيه ؟
أم سنجد صيغة تتعايش بها مجتمعاتنا في سلام متفرغين للتنمية لتحقيق الرفاهية ؟
فهل يمكن ايجاد تلك الصيغة التي ترضي جميع الأطراف ؟ ، وخاصة من يرفضونها من حيث المبدأ ؟ .
وهنا وجب التساؤل :
ألم يكن للقرآن الكريم الذي هو دستور الأمة قواعد دستورية " وثيقة حاكمة " ممثلة في " فاتحة الكتاب " ؟ !!!!!!.
ألا توجد قواعد يقوم عليها بناء القرآن الكريم ممثلة في آياته المحكمات " أم الكتاب " ، والتي لم تتعرفوا عليها حتى الآن ؟ .
فالدستور والذي هو موضوع صراعنا الآني ، والذي هو روح الأمة والتي به تظل حية طالما كان عادلا .
والدستور هو العقد الاجتماعي الواجب التوافق عليه من الجميع .
ونحن بصدد وضع عقد اجتماعي جديد تتوافق عليه كافة الأطراف للقرن الحادي والعشرين .
والسؤال :
ما هى أسس الدستور الذي نطمح إليه نحن الشعوب المسلمة في عالم يموج بالمعتقدات والأفكار ؟
هل نكتفي بدستور نمطي كما دساتير العالم الحالية ناهيك عن دساتيرنا الماضية ؟
أم نريد دستورا يكون رائدا في أن يعيش العالم الأمن والسلام ؟ ، إن كان هذا في مقدورنا ؟؟؟؟ .
والدساتير النمطية لن ترضي طموحاتنا ، لأننا نعيش مرحلة غير نمطية .
وإذا ما نظرنا إلى عمق حياتنا الشعبية ، نجد حين أي تعاقد نتصافح بقراءة الفاتحة " معاملات ، زواج ، تعاقدات ، ...... " .
فهى الوثيقة الوحيدة المتسقة مع وجدان المسلمين ومع كامل القرآن الكريم ، والتي يرتضيها الكافة في تحديد كافة تعاملاتنا
وهى أكثر ما يقرأ من القرآن ، سبعة عشرة مرة يوميا على الأقل لكل مصلي .
فهى المكون الرئيسي لعمق نفوسنا التي صبغت بعقيدتنا الإسلامية
وأمام هذا الاحتياج يشرفني أن أقدم مساهمة جديرة بالنظر في صورة صيغة عادلة لن يختلف عليها دعاة العدل من كافة التيارات ، وتحقق الهدف المنشود لكامل شعوب المنطقة حتى نعيش في سلام .
وتعتمد هذه الصيغة على فهم موضوعي لنص الوثيقة التي نقدسها جميعا أبلغ تقديس .
وأتعجب أشد العجب من اهمال تلك الوثيقة على مدى التاريخ الإسلامي كله والتي تحقق كافة الرغبات العادلة لكافة التيارات !!!!!!!! :
فاتحة الكتاب
شريطة فهمها بصورة صحيحة
وقد قيل نقلا عن سيدنا رسول الله في حق هذه السورة الكثير والكثير ومنه " سورة لم ينـزل لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها ؟ ( نقلا عن ابن كثير ) .
ألا يجب أن نجعلها وهى بهذه الصورة العظيمة :
وثيقتنا الدستورية ؟
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
وما يهمنا في هذا المقام هو الجزء الأخير من السورة
اهدنا السراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
فكل من يقرأ الفاتحة يبتهل إلى الله كى يجعلنا ممن أنعم الله عليهم ، " طلب المعونة في تحقيق تلك الوجهة " نقاء السريرة بما تضمره وما نصبوا إليه .
مما يعنى أن من بيننا من يجعله الله كذلك أو يكون من المغضوب عليهم أو الضالين ولم يذكر في أي آية أن المشار إليهم هم اليهود أو النصارى كما تقول بعض المصادر " التفاسير " .
وعليه فمجتمعاتنا بداخلها ثلاث فئاة متداخلة لم نشق صدر أحد منهم حتى نعرف من أي الفئات هو .
فلا يوجد أي تمييز بين الفئات الثلاث في المواطنة بهذه الوثيقة ، " وكمبدأ أساسي " فلن تجد أى تمييز أيضا في كامل القرآن الكريم من هذه الناحية ، أليس هذا ما نسميه بالدولة المدنية ؟ !!!!! .
والفئات الثلاث هى :
- أنعم الله عليهم
من هدوا إلى خير الدنيا والآخرة " ، وهؤلاء من يعول عليهم في البناء
- المغضوب عليهم
وهؤلاء قضي أمرهم عند الله ، ونذكر هنا الذين أفسدوا حياتنا في كافة المجالات ، وقاموا بقتل اخواننا وابنائنا دون وجه حق .
والسؤال ماذا نصنع حيالهم ؟
وهنا أتذكر مبدأ اعادة تصنيع المخلفات ، حيث تجري عمليات الاستخلاص لكل ما هو نافع للمجتمع من إمكانياتهم ، ويطال القانون من خرج عليه .
- الضالين
وأعتقد أن هؤلاء كثر من بيننا
فهل من سبيل لهدايتهم
وهنا أتذكر قول المولى عز وجل :
" ..... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ....." 11 الرعد
وهذا منوط بأصحاب السلطة فينا .
الإسلام ياسادة دين سلام بحق وليس دين تمييز ، ورحمة للعالمين وليس نقمة على أحد .
فبالإسلام الصحيح نعيش في سلام ودون تمييز ونتمتع برحمة الله " الرحمن الرحيم "
وهى على الرابط التالي :