شهدت مدينة العريش سيولا لم تشهدها من عشرات السنين وفق شهود عيان، مما أدى إلى حدوث خسائر كبيرة، فيما انقسمت المدينة إلى شطرين بفعل السيول.
المهندس حسام الشوربجى الذى زودنا بمجموعة من الصور التى التقطها بكاميراته الخاصة، قال: "إن الآلاف كانوا يتابعون السيل فى بداية الأمر بفرحة كبيرة، لمشاهدة المياه المتدفقة، لكن بعد أن زادت مستوى المياه إلى ما فوق جسر الوادى، تبدلت الفرحة إلى خوف وجزع وسرعان ما تأزمت الأمور". وغادر عشرات الأهالى منازلهم بعد أن عجز المسئولون حتى عن توفير وسيلة انتقال بين جانبى المدينة ولو بكوبرى مؤقت أو حتى أى وسائل أخرى.
السيل أدى إلى خسائر كبيرة فى المنشآت التى سبق وبناها المسئولون فى مجراه، دون اعتبار لقوته، واضعين فى اعتبارهم أن سد الروافع سيحول دون مرور السيل، إلا أن توقعاتهم باءت بالفشل، بعد أن حطمت حواجز السيول فوق السد، فضلا عن أن هناك مخاوف الآن من انفجار السد الذى يمنع وصول 5 ملايين متر مكعب من المياه إلى العريش حتى الآن.
عبد الرحمن الشوربجى، مواطن من مدينة العريش، قال إننا نتابع السيل لحظة بلحظة خوفا من تفاقم الأوضاع، حتى المنتديات الخاصة تتابعه من أجل التحرك ومتابعة التطورات، لأن السيل أظهر أن كل ما قيل عن الاستعدادات لمنعه من الوصول إلى العريش مجرد وهم لا أكثر، متسائلا عن الاستعدادات لمواجهة السيول وغرق مستشفى العريش رغم قيام الأهالى بوضع بعض المعدات وأكوام الرمال على بوابتها، لمنع دخول المزيد من المياه، بالإضافة إلى إخلاء المرضى منها وبعض المعدات.
المحاسب يسرى جاسر، أمين التنظيم فى الحزب الوطنى بشمال سيناء، قال إن شباب الحزب يشارك فى مساعدة المحتاجين، وهناك قوافل إغاثة ستتحرك لتوصيل المواد الغذائية والبطاطين إلى مستحقيها.
من جانبه قال، رئيس المجلس الشعبى المحلى سالم، العكش العقيلى إننا نتابع الموقف، ومستعدون للمساهمة، وشدد على استمرار الجهود لمواجهة السيول خاصة بمدينة العريش، مع بحث إمكانية صرف تعويضات للبدو فى الوسط الذين فقدوا منازلهم وأغنامهم، وكذلك المتضررون بمدينة العريش.
وقالت بعض المصادر إنه من المنتظر وصول رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف و6 وزراء غدا إلى شمال سيناء جوا، لمتابعة آثار الأزمة العارمة إلا أنه لن يتمكن من متابعة الدمار، حيث إن مناطق كثيرة تقع بعيدا عن خط سير الزيارة، كما أن السيارات لن يمكنها العبور من شرق العريش إلى غربها، حيث قطع السيل المدينة إلى نصفين. ووفرت محافظة شمال سيناء خياما للإيواء فى العريش، إلا أن الأهالى فضلوا الإقامة عند أقاربهم.