عاصم عبدالماجد يعظ

خالد منتصر في الثلاثاء ٢٦ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

قام المناضل الداعية، زعيم الجماعة الإسلامية، عاصم عبدالماجد، بوعظنا وإعطائنا دروساً فى الوطنية، ونصحنا بعدم تخريب البلد، وهدد كل من يريد إحراق الوطن وإحداث فوضى سياسية وأمنية من العلمانيين بأنه لن يتركه أو يسمح له بالاستمرار!!

كنت أود أن أضع مليون علامة تعجب لولا ضيق النافذة الصحفية، فالتعجب وحده لا يكفى، والدهشة وحدها لا تفى بالغرض، فمن الممكن أن يقول أى فرد فى مصر هذا الكلام، ومن المسموح والطبيعى والشرعى أن يستنكر أى عابر سبيل إلا المهندس عاصم عبدالماجد، خطيب الجماعة الإسلامية المفوّه، وذلك لسبب بسيط تافه جداً، وهو أن يده التى كانت تهدد وتتوعد ملوثة بدم مائة وثمانية عشر فرداً مسلماً، من بينهم ضباط شرطة وعساكر غلابة وفقراء كانوا يصلون صلاة عيد الأضحى بعد اغتيال الرئيس السادات بيومين فقط!!

 والسؤال: من الذى كان يريد إحراق الوطن يا زعيم الجماعة؟ من الذى كان يريد إحداث الفوضى السياسية والأمنية؟ هل أنت من يتحدث الآن عن الفوضى الأمنية؟ من الذى قتل الملازم أول أحمد وحيد عند مدخل مديرية الأمن، والعميد شكرى رياض، مساعد المدير، الذى كان مرتديا بيجامة فى استراحة المديرية وبدون سلاح، والرائد حسن الكردى و١٦ سائقاً و٣٢ عسكرى خدمة؟ من الذى استولى على مدفعين من طراز «برن»؟ من الذى ذبح المصلين الآمنين باسم الجهاد والتمكين؟

هل كان فهماً خاطئاً أو تفسيراً مغايراً لأضحية العيد فتم استصدار فتوى بذبح المصلين الأبرياء من أبناء أسيوط بدلاً من الخرفان؟

من الذى كان يريد إحراق الوطن يا مناضلنا الفاضل: من يمشى فى مظاهرة سلمية أم من كان معه ١٨ بندقية آلية وأربعون ألف جنيه؟! هل يعرف الجيل الجديد مصدر هذه الآلاف؟ إنها نتيجة فتوى باستحلال سرقة تجار الذهب المسيحيين، التى أصدرها مفتى الجماعة الذى تطالبون بالإفراج عنه حتى يعود لإنقاذ مصر من بلاد العم سام، ويستمر فى مسلسل فتاواه الدموية الرائعة؟

السؤال مناضلنا وداعيتنا المبجل: هل العلمانيون هم من فعلوا تلك الأفعال؟ هل هم الذين قتلوا ١١٨ شخصاً موزعين كالتالى: ٥ ضباط، ١٠١ جندى، ١٢ من المواطنين الأبرياء كانوا فى طريقهم لأداء صلاة العيد، كما أصيب المئات من المواطنين، بعضهم كانت إصابته خطرة وتوفى بعد ذلك، هل هم الذين استولوا على ١٧ بندقية آلية و٦ طبنجات و٤ سونكى و٢١ خزنة و٩ مدافع رشاشة، وضبطت قوات الأمن بعد ذلك ٥ بنادق آلية و٤ بنادق لى أنفيلد وقنبلتين يدويتين و٦ قنابل دخان و٧ فرد خرطوش صناعة محلية وسيارات شرطة مسروقة؟!

تأتى بعد هذا كله وتتحدث عن حماية الوطن من الفوضى والحريق! آفة حارتنا النسيان يا شيخ عاصم، ولكن إنقاذ حارتنا ووطننا لن يتم إلا من خلال إنعاش ذاكرة الأمة التى لا يتذكر شبابها البرىء تلك الجرائم المروعة، وينخدع كبارها بلقب «زعيم الجماعة» واللحية والجلباب.

اجمالي القراءات 15096