قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ١٣ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

   قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ

 بدأ خليل الله إبراهيم دعوته بسؤال واضح لقومه من عبدة الأصنام ، حين قال لهم إبراهيم عليه السلام (أتعبدون ما تنحتون) ، فكان  محقا في هذا السؤال حين رأى هؤلاء  الذين كانوا ينحتون هذه التماثيل ومن ثمّ يقومون بالتوسل إليها وعبادتها من دون الله جل وعلا ، وهي لن تنفعهم ولن تضرهم ولا تملك لهم من الله من شيء ولذلك قال تعالي {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء67  ، الحديث هنا كان من إبراهيم علية السلام  لهؤلاء من عبده الأصنام  ، هو عن العقول  الذين كانوا  ينحتون  في الحجر ربما لشهور أو لسنوات  دون أن يعقلوا  أو يتفكروا من الذي خلقهم ، واعتقد بمرور الوقت وتطور البشر كان لابد أيضا أن يتطور الشياطين في أعمالهم ، بمعني كيف تقنع الناس وتبعدهم عن عبادة الله الواحد الأحد وعن شرع الله  أي بعد أن تخلصت البشرية أو معظم الناس من عبادة الأصنام تدخلت الشياطين  لعقول الناس وأقنعتهم بالكتابة والافتراء على الله ورسوله إلى أن وصل بهم الأمر يعبدون ما يكتبون أو يعبدون شخص قام بكتابة  كتاب ما ، والأغرب من كل ذلك  أن أمثال هؤلاء الناس الذين يفترون على الله ورسوله أنهم  يحاجون في كتاب الله بأسفارهم  التي يكتبونها اعتداء على الله ولذلك يقول تعالي  {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام112 ، من هنا أفهم واعتقد حتى في عصر خاتم النبيين عليهم جميعا السلام  كان هناك من الناس من  يفتري ويكذب على الله. 

أي يا محمد اتركهم يكتبون ما يحلو لهم إلي أن يأتي يوم القيامة يقول تعالي   {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ }العنكبوت ،13 فيكيف بعد أن مات خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا السلام وان دور المفترون على الله على مر العصور هو لإثبات أكاذيبهم أنها من عند الله ويتركون كلام الله  يقول {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78  نكتشف من هذه الآية شيء غاية في العظمة وهو أن المفترون والمكذبون بآيات الله ومن كانوا يعبدون الأصنام ليس بينهم وبين من يعبد البخاري في هذا العصر أي فرق وأن جميعهم يعلم انه يدافع عن الباطل وعن الكذب وهو يعلم أيضا أين هو الحق  ولكن هو يريد أن يدافع عن الباطل نقرأ الآية من جديد يقول تعالي   {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78  وان الفرق موجودة ، ولكن بطرق مختلفة هناك فرق تأكل أموال الناس بالباطل هناك فرق تضلل في الناس عن طريق التأليف  والتدليس

يقول تعالي  {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة146 ، المدافعين عن البخاري يقولون نفس الكلام نحن نؤمن بالقران ولكنهم يكتمون حقائق القران وهم يعلمون ، وان البخاري هو الأصل عندهم   يقول تعالي

{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنعام81  ونفهم من ذلك أن الشرك هو شرك سواء كان شرك مكتوب أو شرك منحوت هو شرك بالله  ولذلك قال تعالي عن أصناف الشرك   {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98 ، أي إذا ابتعد الإنسان عن عبادة الله الواحد الأحد وعن شرع الله  عن طريق صنم أو قلم النتيجة  واحده هي الخلود في النار.

 

 

 
اجمالي القراءات 13625