الحرية في العالم 2010: تآكل الحرية عالمياً
في
الأربعاء ١٣ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
حرية في العالم 2010: تآكل الحرية عالمياً
واشنطن - 12 يناير / كانون الثاني 2010 –فاقت التراجعات العالمية للحرية المكاسب في عام 2009، للعام الرابع على التوالي، كما قاسها المسح السنوي الذي تجريه مؤسسة فريدوم هاوس (بيت الحرية) للحقوق السياسية والحريات المدنية، الحرية في العالم عام 2010. وهذه تمثل أطول فترة متصلة لتراجع الحرية عالمياً طيلة تاريخ صدور التقرير الذي يناهز 40 عاماً تقريباً.
ففي عام اتسم بقمع مكثف ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطين المدنيين، جرى تسجيل تراجعات في الحرية في 40 دولة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط والاتحاد السوفيتي السابق، والتي تمثل 20 في المائة من أنظمة الحكم في العالم. وأصبحت الدول التسلطية ومن بينها إيران وروسيا وفنزويلا وفيتنام أكثر قمعاً. كما حدثت تراجعات في الحرية في بلدان سجلت اتجاهات إيجابية في السنوات السابقة، من بينها البحرين والأردن وكينيا وقرغيزستان.
وقال أرك بودينجتون، مدير البحوث في فريدوم هاوس "النبأ في عام 2009 يدعو إلى قلق حقيقي." ومضى يقول "التراجع عالمي، ويؤثر على دول لديها قوة عسكرية وقوة اقتصادية، ويؤثر على دول أظهرت في السابق علامات على إمكانية للإصلاح، ومصحوب باضطهاد معزز للمعارضين السياسيين والصحفيين المستقلين. ومما يزيد الأمور سوءً أن النظم التسلطية الأقوى أصبحت أكثر قمعاً، وأقوى نفوذاً على الساحة الدولية وأكثر تصلباً."
ويفحص تقرير الحرية في العالم الذي ينشر منذ عام 1972 قدرة الأفراد على ممارسة حقوقهم السياسية والمدنية في 192 دولة و14 إقليماً في أرجاء العالم. ويحلل التقرير التطورات التي حصلت في عام 2009 ويحدد وضع الحرية في كل دولة – وهو حرة أو حرة نسبياَ أو غير حرة – استناداً إلى علامات للأداء في مؤشرات أساسية.
وفي نتائج هذا العام، انتقلت خمس دول إلى حالة غير حرة، وتراجع عدد النظم الديمقراطية الانتخابية إلى أدنى مستوى منذ عام 1995. وحققت 16 دولة مكاسب ملحوظة، مع تحسين دولتين لوضعهما العام من حيث الحرية. والتحسينات الأهم في عام 2009 حدثت في آسيا.
وظل الشرق الأوسط المنطقة الأكثر قمعاً في العالم، وبعض الدول التي تقدمت في السابق تراجعت من فئة حرة نسبياً إلى فئة غير حرة. وعانت أفريقيا من التراجعات الأبرز وشهدت أربع دول انقلابات.
وتعكس نتائج هذا العام الضغوط المتزايدة على الصحفيين وعلى الإعلام الجديد والقيود على حرية الاجتماع والقمع الموجه للنشطين المدنيين المنخرطين في تشجيع الإصلاح السياسي واحترام حقوق الإنسان.
وقالت جنيفر ويندسور المدير التنفيذي لفريدوم هاوس "رأينا، في عام 2009، تآكلاً مزعجاً لبعض الحريات الأكثر جوهرية – حرية التعبير وحرية الاجتماع – وتزيداً في الهجمات على النشطين في الصدارة في هذه المجالات." ومضت تقول "رأينا على مدى السنوات الخمس الماضية حملة قمع على مستوى العالم ضد أفراد يؤكدون حقوقهم المقبولة عالمياً تراوحت بين القمع الوحشي في الشوارع في إيران، إلى الاحتجاز الشامل لأعضاء ميثاق 08 في الصين وقتل الصحفيين ونشطي حقوق الإنسان في روسيا."
النتائج الرئيسية على المستوى العالمي تشمل:
حرة: عدد الدول التي حددها تقرير الحرية في العالم عام 2009 كدول حرة هو 89 دولة تمثل 46 في المائة من 194 دولة في العالم و46 في المائة من سكان العالم.
حرة نسبياً: تراجع عدد الدول الحرة نسبيا إلى 58 دولة أو 30 في المائة من جميع الدول التي شملها التقرير بالتقييم وتضم 20 في المائة من إجمالي السكان في العالم.
غير حرة: تزايد عدد الدول التي تعتبر غير حرة إلى 47 دولة، أو 24 في المائة من إجمالي عدد الدول. ويعيش أكثر من 2.3 مليار نسمة في مجتمعات لا تحترم فيها حقوقهم السياسية وحرياتهم المدنية الجوهرية. وتمثل الصين نصف هذا العدد.
الديمقراطيات الانتخابية: تراجع عدد الديمقراطيات الانتخابية بنسبة ثلاثة في المائة ويبلغ 116 دولة. والتطورات في أربع دول هي – هندوراس ومدغشقر وموزامبيق والنيجر – أخرجتهم من قائمة الديمقراطيات الانتخابية، بينما تحسنت الأوضاع في المالديف بدرجة تكفي لأن تضاف إلى القائمة.
قائمة الدول الأشد سوءً: من بين 47 دولة صنفت كدول غير حرة: حصلت أربع دول وإقليم واحد على أدنى تصنيف ممكن في الإقليم بالنسبة لكل من الحقوق السياسية والحريات المدنية: بورما وغينيا الاستوائية وإريتريا وليبيا وكوريا الشمالية والصومال والسودان والتبت وتركمانستان وأوزبكستان. وهبطت إريتريا إلى هذا المستوى في العام الماضي.
النتائج الرئيسية على المستوى الإقليمي تشمل:
أفريقيا جنوب الصحراء: شوهدت تراجعات في بوتسوانا وليسوتو، حيث تراجعت الأخيرة من حرة إلى حرة جزئياُ. وعلاوة على ذلك، لوحظت تراجعات في كينيا ونيجيريا وإثيوبيا وغينيا ومدغشقر والنيجر، وفي اثنين من أكثر النظم قمعاً في المنطقة، إريتريا وجمهورية الكونجو الديمقراطية. ولوحظت تحسينات في مالاوي وبوروندي وتوجو وزيمبابوي.
آسيا: أجريت انتخابات ديمقراطية ناجحة في الهند وإندونيسيا واليابان. كما لوحظت تحسينات في بنجلادش والمالديف ومنغوليا. وسجلت تراجعات في أفغانستان بعد أن أجريت انتخابات رئاسية شابتها عيوب خطيرة وفي الفلبين بعد مذبحة المدنيين وأفراد من الصحافة وإعلان قانون الطوارئ في وقت لاحق.
الاتحاد السوفيتي السابق/ وسط وشرق أوروبا: شوهدت تحسينات في أرجاء البلقان، مع انتقال كوسوفو من وضع غير حرة إلى حرة جزئياً بعد الانتخابات التي أجرتها مؤخراً وانتقال جمهورية الجبل الأسود إلى فئة حرة. وعلى النقيض من ذلك، استمرت جميع دول الاتحاد السوفيتي السابق باستثناء دول البلطيق في انتهاج مسار قمعي بما في ذلك روسيا وقازاخستان وقرغيزستان التي تراجعت من فئة حرة جزئياً إلى غير حرة.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: القمع في إيران أدى إلى تراجعات مسجلة، وعانت دول أخرى في المنطقة عدداً من الانتكاسات. إذ جرى خفض تصنيف كل من الأردن والبحرين واليمن من حرة جزئياً إلى غير حرة. كما كانت التراجعات ملحوظة في المغرب والأراضي الفلسطينية. وسجل كل من لبنان والعراق تحسينات.
الأمريكتان: شهدت أمريكا اللاتينية انتكاسات بارزة في عام 2009، لاسيما في أمريكا الوسطى. وخسرت هندوراس مكانتها كديمقراطية انتخابية بسبب انقلاب، كما سجلت كل من جواتيمالا ونيكاراجوا وفنزويلا تراجعات.
أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية: وكان تحقيق توازن بين المخاوف الأمنية وتراجع موعود عن سياسات محاربة الإرهاب التي تعود إلى عهد إدارة الرئيس جورج بوش تحدياً رئيسياً واجهته إدارة الرئيس باراك أوباما في الولايات المتحدة. وكافحت أوروبا الغربية من أجل التعامل مع تدفق المهاجرين من بلدان إسلامية والتزايد في سياسات مكافحة الهجرة التي ساهمت في حدوث تراجعات في سويسرا ومالطة.
فريدوم هاوس (بيت الحرية) هيئة مراقبة مستقرة تؤيد التغير الديمقراطي وتراقب وضع الحريات في أنحاء العالم وتدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.