وقف بعض الزملاء الصحفيين فى جريدة الجمهورية الأسبوع الماضى وقفة إحتجاجية ، إعتراضا على خطاب أرسله الدكتور يحيى الجمل بصفته رئيس المجلس الأعلى للصحافة ، يعرض فيه قبول إعادة تعيين سبعة من الزملاء الصحفيين الذين كانوا يعملون فى بعض الصحف الموقوفة ، مثل أفاق عربية ، وكانت حجة الزملاء القوية ومبررهم المنطقى ، أنهم محملين بأعباء كبيرة ، وجريدتتهم عليها ديون تقارب النصف مليون جنيه ، ولايجب أن يحملوا بأعباء جديدة . وقد علمت أن كل الصحف القومية رفضت خطاب الجمل ورفضت أيضا إستقبال هؤلاء الزملاء أعضاء نقابة الصحفيين والذين لاذنب لهم فى أن جرائدهم متوقفة عن الصدور لاسباب متعددة ، ولاسيما أنهم يعولون أسر وأولادهم فى مراحل التعليم المختلفة . وأنا أعترض بداية على أن تكون وسيلة الصحفيين فى الصحف القومية ، خاصة فى جريدة الجمهورية فى التعبير عن رأيهم هى الوقفات الإحتجاجية ، لاننا كصحفيين ، قادة رأى عام وقدوة للجماهير ، وعندما نقوم بوقفات إحتجاجية بسبب مطالب فئوية أو إعتراضا على قرار ما ، فإننا نشجع المواطنين على الوقفات الإحتجاجية ، وزيادة مساحة المطالبات الفئوية ، وهذا ليس فى الوقت الحالى ، معطل لعجلة الانتاج وضد الإستقرار فقط ، ولكن أيضا مجرم قانونا ، لإن اوضاع البلاد لتتحمل حاليا لاووقفات إحتجاجية ولا مطالب فئوية ، أو حتى مظاهرات مليونية . وبالطبع هناك مبررات وجيهة لعدم تحمل الصحف القومية المتعثرة والمحملة بإعباء الديون والعمالة الزائدة ، لأى زملاء صحفيين توقفت جرائدهم عن الصدور ، لأسباب خارج إرادتهم ، فهؤلاء من الممكن أن يكون لهم الأولوية فى العمل بالصحف المستقلة الجديدة التى ظهرت وستظهر بعد الثورة . وأيضا الصحف المستقلة مثل جريدة العالم اليوم التى أعمل بها ، والتى ظهرت فى السوق منذ اكثر من عشرين عاما ، كأول جريدة إقتصادية مستقلة فى مصر والعالم العربى ، لايمكنها إستقبال هؤلاء الزملاء الصحفيين الذين تقطعت بهم السبل بسبب ظروف إقتصادية ، مثلها مثل كل الصحف الأخرى ومعظم القطاعات فى الدولة، بل أن العالم اليوم إستقبلت فى الماضى عشرات الزملاء عند تأسيسها ، ومازال بعضهم يعمل بها كمتعاونين من الخارج ، والبعض الأخر إستقال منها بعد أن أصبح رئيسا للتحرير فى جريدته أو رئيسا لمجلس إدارتها . بل أن اللجنة النقابية فى العالم اليوم التى أتشرف برئاستها ، تقوم حاليا ببحث أوضاع العاملين ، كى تكون قوة العمل الرئيسية بها هى المنتجة فقط ، سواء كانوا زملاء معينون ، أو متعاونين منتجين من الخارج ، وبالتالى لا مجال امامها أيضا ان تستقبل المزيد من الزملاء ، حتى الذين يبحث لهم الدكتور الجمل عن صحف لتسكينهم فيها ، لإن كل جريدة أولى بالعاملين فيها ، كما أن مهمة اى لجنة نقابية هى المحافظة على حقوق أبناء الجريدة ، وبحث كيفية رفع مستواهم المادى والمهنى . حمدى البصير elbasser2@yahoo.com |