قصة الجراحين الثلاثة ماليزى وسورى ومصرى

خالد منتصر في الثلاثاء ٢٨ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

مع زيارة الدكتور مهاتير محمد لمصر، كان لابد أن نقارن بينه وبين دكتورين أو طبيبين مارسا السياسة مثله، أوكان لديهما الطموح السياسى مثله، ولكن الفرق والتوجه والنتيجة كانت مختلفة تمام الاختلاف، مع مهاتير كان الأمل والنهضة والتقدم، ومع هذين الطبيبين كانت الكوارث والمآسى والأحقاد، الطبيب الأول سورى اسمه بشار الأسد، جراح عيون سابقاً وحاكم سوريا بالحديد والنار حالياً، أما الثانى فهو مصرى الجنسية أفغانى الهوى باكستانى الدكتوراه، اسمه أيمن الظواهرى، جراح سابقاً وزعيم تنظيم القاعدة حالياً ومطلوب رأسه مقابل ٢٥ مليون دولار، والسؤال ماذا فعل الطبيب الجراح مهاتير محمد لماليزيا، وماذا فعل الجراحان بشار والظواهرى لسوريا ومصر؟

خصص مهاتير أكبر قسم فى ميزانية الدولة للتعليم والبحث العلمى، ماينفقه على التعليم فقط ٣.٧ مليار دولار عام ٢٠٠٠ بما يعادل نسبة ٢٣.٨% من إجمالى النفقات الحكومية، وفى قطاع السياحة قرر أن يكون الدخل فى عشر سنوات هو ٢٠ مليار دولار بدلاً من ٩٠٠ مليون دولار سنة ١٩٨١، لتصل الآن إلى ٣٣ مليار دولار سنوياً، وفى قطاع الصناعة حققوا فى سنة ١٩٩٦ طفرة تجاوزت ٤٦% عن العام الذى سبقه، ويساهم قطاعا الصناعة والخدمات بنحو ٩٠% من الناتج المحلى الإجمالى، وفى عهده بلغت نسبة صادرات ماليزيا من السلع المصنعة ٨٥% من إجمالى صادراتها، وأنتجت ٨٠% من السيارات التى تسير فى طرقاتها، أنشأ مهاتير محمد أكبر جامعة إسلامية فى العالم والتى انضمت إلى قائمة أهم خمسمائة جامعة فى العالم ويقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، استطاع مهاتير محمد من ١٩٨١ إلى سنة ٢٠٠٣ أن ينقل بلده من بلد متخلف مهمل إلى دولة حضارية تتربع على قمة الدول الناهضة التى يشار إليها بالبنان والبنيان.

وترافق هذا الازدهار مع تضاعف دخل الفرد الماليزى من ١٠٠٠ دولار عام ١٩٨١ إلى ١٦٠٠٠ دولار سنوياً عام ٢٠٠٣. أما الاحتياطى النقدى فقد ارتفع من ٣ مليارات إلى ٩٨ ملياراً، ووصل حجم الصادرات فى عهده إلى ٢٠٠ مليار دولار، فى سنة ٢٠٠٣، وبعد ٢١ عاماً قضاها فى خدمة بلده قرر بإرادته المنفردة أن يترك الحكم، رغم تمسك الشعب به.

أما جراح العيون بشار فبرغم أن الشعب يرفضه فهو مازال يدوسهم بدباباته ويسحلهم بمجنزراته ليظل فى الحكم، هو رئيس الجمهورية ، القائد العام للجيش، والأمين القطرى للحزب القائد، وأطلق على نفسه العديد من الألقاب الفخرية كدرع العرب وحامى البلاد والممانع والقائد الضرورة، معدل الفقر سجل فى سوريا ١١.٢%، دخل الفرد شهرياً ٢٨٠٠ ليرة سورية، ٢ مليون سورى تحت خط الفقر.

أما ماذا قدم الجراح المصرى والمطلوب رقم ١ فى العالم والزعيم المنتخب والعقل المدبر لتنظيم القاعدة؟، ماذا قدم لمصر وللعالم؟ بدلاً من عمل الجراح الأساسى فى تضميد الجراح وNنقاذ الأرواح، قدم التنظيم وعقله المدبر أشلاء وجثثاً ودماء وتفجيرات ورعباً وكراهية، قسم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر.

مشرط الجراح المعقم عند مهاتير محمد تحول إلى مطواة قرن غزال ملوثة بفيروس الإيدز عند بشار والظواهرى!

اجمالي القراءات 11337