قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ف

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الخميس ٢٣ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 ينذرنا مالك يوم الدين على لسان رسوله ويقول:

قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ(65)وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ(66)لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ(67) وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(68)وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(69)وَذَرِالَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْبِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ(70)قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(71)وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(72).الأنعام.

 ـ نلاحظ أن المولى تعالى أخبرنا بأن قوم محمد عليه السلام كذبوا القرآن الذي جاء به، ولم يشر إلى ما نسب إليه من الأحاديث الموجودة في ( الصحاح) وغيرها، بل قال سبحانه: (  وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ). ثم أنذر رسوله والذين اتقوا أن إذا رأوا الذين يخوضون في آيات الله تعالى ( وهو القرآن العظيم الذي كذب به قومه  وهو الحق لا غير) أن يعرضوا عنهم، أي لا يشاركوهم في الخوض في آيات الله تعالى، حتى يخوضوا في حديث غيره، أي أنهم يخوضوا في حديث غير أحسن الحديث ...، ومن رحمة الله تعالى قال: وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.

 ـ والملاحظة المهمة هي أن الذين اتقوا أي آمنوا بأن آيات الله في القرآن هي الحق من ربهم، ومع ذلك لم يعط المولى تعالى الحق لأي كان لمحاسبة الذين يخوضون في آيات الله، حتى الذي لو أنساه الشيطان وقعد معم، لكن بمجرد أن يتذكر عليه أن يعرض عنهم، أي يتركهم وشأنهم، لأنهم قوم ظالمون لأنفسهم، ولكن يمكن أن يذكروهم لعلهم يتقون. ( وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ). (69). الأنعام.

  فلا سب ولاشتم ولا تكفير، كما يفعل ذلك أهل السنة والجماعة لأهل القرآن العظيم، الذين يتحاملون عليهم في خطبهم ودروسهم، ظنا منهم مع الأسف الشديد أنهم يجاهدون في سبيل الله تعالى وأنهم يحسنون صنعا، بينما نجد المولى تعالى يقول: فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ(109)وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ(110) وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(111)فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112). هود.

فأهل السنة والجماعة يعبدون كما يعبد آباؤهم من قبل، ويثقون ثقة عمياء في سلفهم، ولو كان سلفهم يتبعون غير ما أنزل الله تعالى على رسوله من الحق، فهم يكرهون من ينتقد شيوخهم وكتبهم، أو من يذكِّرهم بالقرآن العظيم وحده، فهم يكرهون ما أنزل الله. (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)(9). محمد. لأنهم يعتبرون المستمسكين بالكتاب كفرة ويحلون دمهم، بينما يبين رسول الله عليه السلام ويقول عن جبريل عن ربه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ(32). محمد.

أهل القرآن يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه، ولا يقبلون أية رواية تنسب إلى رسول الله عليه السلام تتعارض مع الكتاب الذي نزِّل على الرسول وبلغه للناس بعد أن تولى المولى تعالى حفظه بقدرته سبحانه.

أما أهل السنة والجماعة فإنهم يدعون إلى كتاب الله وسنة الرسول، فهل يعتبر هذا من التثنية؟؟؟ ( الكتاب والسنة)... كما يكتبون أيضا على اللوحات: الله. محمد.!!!

 ختاما يطمئن المولى تعالى رسوله ويطمئننا ويقول: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(45). ق.

 ـ هل يمكن القول أن اتباع ( الصحاح) وما شابهها، مما كتبت أيدي البشر، دون أدنى استخدام للعقل ومقارنة ذلك وعرضه على ما أنزل الله من كتاب، أقول هل يصدق في ذلك قول المولى تعالى الذي أمر رسوله أن يقول: قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(72).الأنعام.

 ـ هل الدعوة إلى غير ما أنزل الله من كتاب يعتبر من الدعوة إلى ما لا ينفع ولا يضر، ودعوة إلى الضلال والجهل وعبادة غير الله تعالى؟؟؟

أقول نعم إن الدعوة لغير ما أنزل الله في الكتاب يصدق فيه قول الله تعالى: (قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا.) لأن ذلك يعتبر تراجعا عن صراط الله المستقيم بعد إذ هدانا الله تعالى، يقول المولى سبحانه: (وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ).

ويأتي التذكير من المولى تعالى ويقول لرسوله: (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ). ثم يختم المولى تعالى الآية بأمر عام للمؤمنين ويقول: وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(72).الأنعام.

 ـ هل يوجد في القرآن العظيم أمر للتباع ما كتبت أيدي البشر أم هناك تحذير و وعيد لمن يكتب الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله ليضلوا الناس بغير علم؟؟؟ نجد أن الرسول عليه السلام قال عن جبريل عن ربه: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79). البقرة.  

والسلام عليكم. 

اجمالي القراءات 24968