أحداث "نجع حمادى" فى عيون الصحافة العالمية.."نيويورك تايمز": القومية وحدت المصريين تاريخياً والمد ال
في
الجمعة ٠٨ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
أحداث "نجع حمادى" فى عيون الصحافة العالمية.."نيويورك تايمز": القومية وحدت المصريين تاريخياً والمد الدينى مزقهم.. و"الجارديان" تعتبر الحادث انعكاساً للفشل السياسى
اهتمت الصحافة العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة بحوادث الفتنة الطائفية التى شهدتها مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، فى أعقاب قداس عيد الميلاد المجيد، والتى أسفرت عن مقتل 7 ضمنهم شرطى مسلم، و9 مصابين أقباط.. وفيما مالت صحيفة نيويورك تايمز للاعتدال، جنحت الجارديان البريطانية إلى تأجيج الأزمة.
أكدت نيويورك تايمز فى تقرير لها أن المصريين "وحدوا تاريخياً" فى فترة القومية العربية، وشعورهم بالقوة، وعاشوا جميعاً مسلمين ومسيحيين فى سلام، لكن تسرب النزعة الدينية مع مرور الزمن، زاد من التوترات الطائفية التى وصلت ذروتها خلال السنوات القليلة الماضية.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن كثيرين فى مصر يعتقدون أن الخلاف العنيف الذى نشب بين المسلمين والمسيحيين بعد حادثة كنيسة "نجع حمادى" جاء كرد فعل على تعرض فتاة مسلمة للاغتصاب على يد رجل مسيحى فى شهر نوفمبر الماضى.
وتطرقت الصحيفة إلى ما وقع من مصادمات دامية بين الأمن والمحتجين من أهالى نجع حمادى. كما أشارت إلى أن "ثقافة الأخذ بالثأر" المتنامية فى الصعيد، تزيد من فرص وقوع مثل تلك الحوادث.
وحول شعور الأقباط بالاضطهاد، قالت الصحيفة إن المسيحيين فى مصر يرون أنهم يتعرضون للاضطهاد، فعلى سبيل المثال، لا يستطيعون الحصول على تصاريح لبناء الكنائس. وفى تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، قال المفكر القبطى جمال أسعد إن هناك شعورا سائدا بالطائفية والتحريض الدينى أسفر عن هذا السلوك، والمصريين باتوا يتعاملون مع بعضهم البعض كمسلمين ومسيحيين وليس كمصريين.
على خلاف الـ"نيويورك تايمز"، ألقت صحيفة الجارديان البريطانية مسئولية الحادث الأخير على "فشل النظام المصرى سياسياً"، مشيرة إلى أن واقعة نجع حمادى عززت أسوأ عملية عنف طائفى تشهدها مصر.
ونقلت الصحيفة تصريحات الأنبا كيرلس التى قال فيها إن ما يحدث حرب دينية، ومساعى لإنهاء الوجود القبطى فى مصر. كما نقلت ما ورد فى بيان اللجنة الوطنية لمكافحة العنف الطائفى قبل يومين من هذا الحادث، والذى جاء فيه أن الرئيس حسنى مبارك أو رئيس الوزراء أحمد نظيف لم يواجها مخاوف الأقباط المتعلقة بالهجمات المتكررة عليهم.
ويعتقد بعض المحللين السياسيين، كما تشير الصحيفة، أن تنامى التوتر الطائفى يرجع إلى الاخفاقات السياسية للنظام الحاكم الذى يواجه معارضة متزايدة فى السنوات الأخيرة. ويقول نبيل عبد الفتاح الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن هذه الحادثة ليست فردية، ولكنها برزت من حالة تراجع الوحدة الوطنية، والتى نشأت بدورها من الاستغلال واسع النطاق للدين من قبل السياسيين. وكانت هناك محاولة من جانب الحكومة للتشجيع على الأسلمة فى محاولة لإخفاء افتقارها إلى الشرعية